ثقافة وفنون

تعرف على خصائص أنماط التفكير .. واكتشف نمط تفكيرك

تعرف على خصائص أنماط التفكير  .. واكتشف نمط تفكيرك

خصائص التفكير العامي، والعلمي، والفلسفي :

للتفكير اساليب مختلفة ، فالانسان العامي له أساليبه في التعبير عن معارفه والتي تتضمن (الاساطير والخرافات)  وعدم معرفة التجارب العلميّة والتحقق منها … وهناك صفات للتفكير لدى الفلاسفة ، فإنهم يستخدمون قدراتهم العقليّة وما أفادوه من حقائق العلم . أما أساليب التفكير العلمي فهي تعتمد المنهج العلمي التجريبي أو الطرق العلمية المعروفة للوصول إلى صياغة القوانين العلمية .

خصائص التفكير العامي(تفكير رجل الشارع)  :

المعرفة العامّية : هي المعلومات والتجارب الشخصيّة التي اكتسبها الانسان دون الاعتماد على التجارب العلميّة أو الدراسيّة المنهجيّة .. وهذه المعرفة عبارة عن معارف لا تقوم بينها روابط وعلاقات بل على أساس خرافي ، كالربط بين الظواهر الحسيّة وبين الظواهر الغيبيّة . إن هذه المعرفة لا ترتقي إلى مستوى التعميم أو الوصول إلى قانون يفسر الظواهر المحسوسة . ويتصف التفكير العامي بما يأتي:

1- المبالغة : صفة من صفات رجل الشارع يعبّر بها عن الحوادث بطريقة مبالغ فيها ، قد تكون مختلفة تماما عن ما حدث فعلا.

2- التعميم الخاطىء : إن الفرد غير العلمي أو رجل الشارع أو العامي يعمم في أحكامه نتيجة حادثة أو حادثتين، دون الاعتماد على الحقائق والوقائع.

3- الذاتية المسرفة : إن آراء رجل الشارع تعتمد على الذات أو العاطفة أو بما يرضي مزاجه الشخصي ، ولا تعتمد أفكاره على الموضوعيّة في الحكم على الاشياء أو الظواهر.

4 -الربط الخاطىء بين الظواهر : ً مثال ، ينسب الشخص ّ العامي المرض( إلى الارواح الشريرة) ، أو يفسر حادثة موت شخص بظاهرة نعيق البوم ، في حين لا توجد رابطة أو علاقة بين الظاهرتين مطلقا . إن هذا النوع من التفكير ينسب الاحداث إلى (علل أو أسباب) غيبيّة ، لا يمكن التثبت منها بالتجربة الحسيّة .

خصائص التفكير العلمي :

هناك صفات معيّنة يتصف بها التفكير العلمي، تجعل البحث ً ناجحا لانه قائم على أسس صحيحة تعتمد على أكبر جهد ممكن في سبيل جمع أكبر عدد من الظواهر التي يقوم بدراستها:

1- الشك المنهجي : إن الباحث الذي يبحث عن اليقين ، لابد أن يتخلص من الافكار الخاطئة التي تفسد بحثه وتعوق من انطلاقه . ومن خلال الشك المنهجي يستطيع أن يتحرر من كثير من الافكار الخاطئة .

2- الموضوعية : تعني الموضوعيّة أن يقوم الباحث بالبحث في ظاهرة ما دون تدخل ذاته أو عواطفه أو مزاجه الشخصي ، ويتعامل مع موضوع دراسته كما هو في الواقع ، لا كما يتمنى أو يرغب . فالعلم يصف الأشياء وتقريرها كما هي ً . يرى (كلود برنار) إذا اختلف العلماء على دراسة ظاهرة من الظواهر، فإنهم يحسمون الخلاف بالالتجاء إلى الواقع ، ومحك الصواب عندهم هو التجربة التي يمكن تكرار إجرائها للتثبت من صحة النتائج بطريقة موضوعيّة

3- التكميم : أي تحويل الكيفيّات إلى كميّة ومقدار ، فإذا درس ّ الباحث (الصوت) رده إلى (الذبذبات) ، وإذا درس الحرارة ّردها إلى (الموجات الحراريّة) ، وإذا درس الضوء رده إلى (الموجات الضوئيّة). لهذا قام العلم بصناعة . الاجهزة العلميّة لقياس خواص الاشياء وكيفيّتها من أجل تحويلها من كيفيّة إلى كميّة.

4- التعميم : يقصد بهذا المبدأ أن الباحث يقوم بإحصاء غير محدود من الظواهر وتعميمها، فإذا قلنا : جميع المعادن ّ تتمدد بالحرارة ، وهذا ما يسمى بـ (الاطراد) أي التكرار في ً وقوع الحوادث وهو يفيدنا في التنبّؤ بوقوع الحوادث مسبقا ، والتنبؤ هو غاية العلم .

5- التجربة : إن العالم الذي يدرس ظواهر الطبيعة الواقعيّة لا يستمد حقائقه إلا من التجربة الحسيّة . والعلم يتناول البحث في الظواهر الجزئيّة الظاهرة للحواس، وبمنهجه (الاستقرائي) ترتبط الوقائع أو الظواهر بعلاقات سببيّة

6- التحقق : ّ يعني التأكد من صحة النتائج التي يتم التوصل إليها عن طريق إعادة اختبارها، وذلك بالرجوع إلى التجربة في الواقع .مثال إذا ّ وجد فايروس يؤدي إلى الإصابة بالأنفلونزا ، فإننا نستطيع أن نتحقق من أن هذا الفايروس نفسه هو الذي يسبب هذا المرض، وذلك عن طريق التجارب التي يقوم بها العلماء على بعض الأشخاص أو على الحيوانات ، فإذا انتقل المرض إليهم معنى ذلك (تحققنا) من صحة النتائج .

خصائص التفكير الفلسفي :

أن الموضوعات التي تدرسها الفلسفة تختلف عن العلم لأنها تصطنع مناهج أخرى تسمى (مناهج الاستنباط العقلي) ، فهي لا تدرس الظواهر الجزئيّة – كما تفعل العلوم الطبيعيّة ّ – بل تدرس الوجود بشكل عام – الوجود المادي، والوجود غير المادي . وأهم خصائص التفكير الفلسفي هي :

1- الشـك : من الخطوات الأساسيّة للمعرفة الحقة ، والمقصود هنا : الشك من أجل الوصول إلى الحقيقة وعدم التسليم بكل ما يقال إلا بعد التأكد منه .

2- الاستقلال : إن الفيلسوف يستخدم عقله في معرفة الأشياء، ولا يعتمد في تفكيره ثانيا على إجماع الناس .. لأنه قد يجمع الناس على الاعتقاد ببعض الخرافات والأساطير التي لا يقبلها العقل السليم .

3- المرونة : وتعني أن الفيلسوف يكون قادرا ومستعدا للتخلي عن آرائه إذا ثبت عدم صحتها .. وهذا يدل على الروح العلمية الصادقة.

4- التجرد من العاطفة : يجب عدم إدخال العاطفة في الموضوعات التي يتم البحث فيها – أي إبعاد التأثيرات الانفعاليّة عن التفكير . يقول أرسطو : ( إنني أحب أفلاطون وأحب الحق ، ولكن حبّي للحق أعظم ) . ومعناه أن أرسطو يريد أن يتجرد من عاطفة حبه لأستاذه أفلاطون ، وأن يتخذ موقفا قريبا من الموضوعية في آرائه دون مجاملة لأحد على حساب العلم أو الفلسفة.

Public library

موقع المكتبة العامة يهتم بنشر مقالات وكتب في كافة فروع المعرفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى