– على الرغم من وجود العديد من الألغاز التي لم يستطع العلم تفسيرها , إلا أنه هناك الكثير منها أيضاَ التي إستطاع العلم إخراجها من كهوف الغموض والاساطير ليلفها بحقائق علمية تحض من أية خرافة .. .وفي هذا المقال سنتعرف على بعض الألغاز التي فسرها العلم أخيراً..على الرغم من أن بعضها قد حير العلماء لمدة قرون !
1- يوم الظلام في نيو إنجلاند
اللغز:
في 19 مايو 1780 في نيو إنجلاند وأجزاء من كندا , وقبل ساعات من وقت الظهيرة , لاحظ الناس إختفاء الشمس من السماء , بصورة غريبة لم يعهدوها من قبل , حتى عم الظلام على تلك المناطق , وإستمر الظلام حتى منتصف الليلة التالية , حتى أن الحيوانات الليلة قد خرجت من مخابئها ظناً أن الليل قد حل , وإستخدم الناس الشموع طيلة اليوم , وإعتبر الناس لفترة طويلة أن ما حدث هو أمر خارق , خارج عن قوانين الطبيعة .
التفسير العلمي :
على مر السنين , إربكت هذه الظاهرة الغريبة العلماء , وإحتاروا في فك هذا اللغز , وذهب بعض الباحثون إلى بعض الإحتمالات مثل الإنفجارات البركانية أو بعض الأحداث السماوية الغريبة , ومع ذلك فهي لم تبدو مقنعة في الأوساط العلمية , حتى عام 2008 , أي بعد حوالي 230 عاماً من وقوع تلك الظاهرة , إستطاع باحثون من جامعة ميسوري , فك جزء من هذا اللغز.
– حيث إستنتج الباحثون من خلال السجلات أن الظلام في ذلك اليوم حدث بسبب حرائق الغابات الهائلة التي حدثت في كندا وتسببت في حجب أشعة الشمس , نتيجة تصاعد الدخان إلى طبقات الجو العليا.
2-الخطوط على جسم الحمار الوحشي
اللغز :
الانواع الثلاثة من الحمار الوحشي لديها نمط مختلف في شكل الخطوط البيضاء والسوداء على أجسامها , ولم يعرف العلماء سبب ذلك لسنوات عديدة , فإقترح البعض إلى أنها تبدو مثل الحيوانات المخططة الأخرى , بينما ذهب البعض أن الخطوط البيضاء والسودا موجودة كوسيلة للتمويه , ولكن هذا التفسير لم يكن مقنعاً حيث أن المراعي الواسعة في إفريقيا حيث يعيش الحمار الوحشي عديمة الألوان إلى حد كبير , أو وحيدة اللون , ولهذا فالحمار الوحشي يبدو بتلك الخطوط واضحاً للغاية في تلك البيئة .
التفسير العلمي :
إن وجود الخطوط السوداء والبيضاء على جسم الحمار الوحشي لهو أمر محير لأكبر عقليات علماء الأحياء حتى داروين , وظلت لغزاً لأكثر من قرن , ومع ذلك أشارت الدراسات مؤخراً أن الخطوط البيضاء والسوداء على جسم الحمار الوحشي تبقى أجسامها باردة في درجة الحرارة العالية في غابات أفريقيا , فعندما تهب الرياح الساخنة بسرعة وقوة , تمتصها الخطوط السوداء , لأن اللون الأسود يمتص درجة الحرارة بصورة أكبر , وتمتص الخطوط البيضاء الحرارة ببطء , وبهذا التدفق للهواء المتغير في درجة حرارته , يؤدي إلى تكوين دوامات صغيرة تعمل على تهوية وخفض درجة حرارة سطح جسم الحمار الوحشي .
– أما التفسير الآخر المحتمل هو أن تلك الخطوط السوداء تشكل بيئة للحشرات الماصة للدماء , والتي تتعايش مع جلد الحمار الوحشي , وأظهرت الدراسات أن الذبابة الماصة للدماء أكثر إنجذاباً للأسطح السوداء بالمقارنة مع الأسطح البيضاء.
3- من أين جاءت مياه المحيطات ؟
اللغز :
يسمى كوكب الأرض بالكوكب الأزرق , إذ تشكل المحيطات والبحار حوالي 70% من سطحه , إلا أن كوكب الأرض وكذلك الكواكب الأخرى تعرضت لكمية هائلة من درجات الحرارة القصوى , كفيلة بجعل كل المحيطات والبحار تتبخر بسرعة , إذاً من أين جاءت المياة على سطح الأرض ؟
التفسير العلمي :
التفسير الاكثر قبولاً عن أصل وجود المياه على سطح كوكب الأرض , هو انها جاءت من النيازك التي تتكون أساساً من الجليد , ومن بين عدة انواع من النيازك , يقول العلماء أنها كانت نيازك كربونية والتي هي اقدم من النيازك الأخرى , وتكونت في وقت تكون شمسنا , ومن الممكن ان تكون هي من جلبت المياه إلينا عندما إصدمت بالأرض من اكثر من 4,6 بليون سنة , وعندما إرتفعت درجة حرارة الأرض , أدى ذلك إلى إذابة الجليد مما كون البحار والمحيطات على كوكب الأرض .
4- كيف تلد إناث القرش العذراء؟
اللغز :
في عام 2001 , واحدة من اسماك قرش المطرقة الموجودة في الاسر في حديقة حيوان Doorly في نبراسكا , أنجبت صغاراً على الرغم من إنها عذراء ولم تتزاوج , كما ان جميع أسماك القرش الموجودة في الخزان معها من الإناث فقط , فكانت هذه الظاهرة محيرة جداً , إذ كيف تلد إنثى قرش من دون ذكر ؟!
التفسير العلمي :
تكهن بعض العلماء في أول الأمر أن سمكة القرش ربما تزاوجت قبل أسرها في الحوض , وتمكنت من تخزين الحيوانات المنوية في جسمها بطريقة أو بأخرى , ولكن عندما تم عزل الحمض النووي للأم , ومقارنته بالحمض النووري للصغار , كانت النتيجة مذهلة , إذ أظهرت النتائج أنه ليس هناك مادة جينية موروثة من الذكور , وأن الأجنة أنتجت بالكامل من الأم , وكان هذا أول دليل موثوق على أن أسماك القرش تستطيع أن تتكاثر تكاثراً لا جنسياً .
5- كيف تطير النحلة ؟
اللغز :
– إذا تمت مقارنة جناحي النحلة مع وزن جسمها , فوفقاً لقوانين الديناميكا الحركية , فإن النحلة لن تكون قادرة على الطيران , ولكن النحلة تطير وكذلك الأمر بالنسبة للذباب , فكانت الأسطورة المفسرة لذلك تقول أن بإمكان النحل والذباب الطيران لأنهما يعتقدون أنهما يقدران على الطيران , ولكن هذا التفسير يمكن أن يكون مقنعاً للذين يميلون للفلسفة و ولكن ذلك لا يكاد يشبع عطش من يفكر تفكيراً علمياً .
التفسير العلمي :
– وجد العلماء أن النحل لا يستطيع الطيران بقوة الإرادة وحدها , وفي عام 2005 , تمكن العلماء بإستخدام سرعة التصوير الفائقة , ونماذج ميكانيكية لأجنحة النحلة , أن النحلة تحرك جناحيها 230 مرة في الثانية , وعند تحريك جناحيها مراراً وتكراراً في كلا الإتجاهين بهذه السرعة الفائقة , فإنه يتولد حول جسم النحلة تيارات هوائية تساعدها على رفع جسمها في الهواء .
6- الوجه المنحوت على المريخ
اللغز :
– ربما العلامة الأكثر شهرة على كوكب المريخ , هو ذلك الوجه الغريب الذي يظهر على سطحه , هذا الوجه المثير للجدل والذي تم رصده بواسطة المسبار الفضائي , فايكنج 1 عام 1976م , حيث بدت الصورة كوجه إنساني منحوت , وعلى الفور ظهرت النظريات التي تفسر هذا الأمر الغريب والشاذ , فهل كانت هناك حضارة قديمة على سطح المريخ , حيث قام القدماء بهذا النحت للوجه البشري ؟
التفسير العلمي :
– إستغرق الأمر 20 عاماً من التكهنات , حتى أثبتت الصور العالية الدقة , أن الوجه , كان نتاج عن الوهم البصري الناجم عن الظلال والضوء على تلة طبيعية على المريخ.
7- الصوت في مسرح إبيداوروس
اللغز :
– تم تشييد مسرح إبيداوروس , في القرن الرابع قبل الميلاد , وهو واحداً من الآثار الرائعة لليونان القديمة , كما إنها واحدة من روائع الهندسة المعمارية والصوتية , حيث كان من المحير معرفة سبب تضخيم الصوت في المسرح دون الحاجه إلى أية مكبرات للصوت حتى مع أضعف الأصوات , إذ يتمكن حوالي 15،000 مشاهد من الجلوس في المسرح والإستماع إلى أصوات الممثلين بوضوح دون أية أدوات أو مؤثرات صوتية .
التفسيرالعلمي :
– لاحظ الباحثون في معهد جيوروجيا للتكنولوجيا , أن الحجر الجيري تم إستخدامه في بناء مقاعد المسرح , وهو لديه القدرة على تصفيه الصوت , وتخفيف الترددات الصوتية المنخفضة مما يقلل بشكل كبير من الضوضاء , ويساعد في إرتفاع وتيرة الصوت ليصل إلى المسرح بأكمله , وربما كان هذا الأمر محض صدفة في بناء المسرح , لأن هذه التقنية ليست معروفة حتى الآن .
8- الصخور المنزلقة في وادي الموت
اللغز :
– على سطح طيني داكن متشقق ببحيرة جافة في وادي الموت بكاليفورنيا، تتحرك الصخور الضخمة من مكان لآخر عبر الصحراء من تلقاء نفسها. وتترك الصخور، وزن بعضها يصل إلى320 كيلوغراما، آثارا على سطح البحيرة توضح مسار حركتها. ويبلغ طول المسار في بعض الاحيان180 مترا ,وظلت القوة المحركة لهذه الصخور لغزا يحير العلماء منذ أكثر من قرن.
التفسير العلمي :
– يرى عالم الكواكب البروفيسور رالف لورينز أن الصخور تتغلف بالثلج في فصل الشتاء. وعندما يذوب قاع البحيرة ويصبح طينيا فان الثلج يمكّن الصخور من أن تطفو على الطين ما يسهل على الرياح الصحراوية القوية أن تحركها من مكان لآخر. ويلخص البروفيسور لورينز نظريته في مقابلة مع مجلة سميثسونيان بقوله ،”تتكون طبقة سميكة من الثلج حول الصخرة وعندما يتغير مستوى السائل فإن الصخرة تطفو فوق الطين. ويكون الثلج الذي يغلف الجزء السفلي من الصخرة نتوءا يحفر أثرا في الطين اللين.”
9- كيف تتمكن الزرافة من الوقوف على قدميها
– اللغز :
يبلغ طول ذكر الزرافة حوالي 5 أمتار , و يزن حوالي 2200 باوند , وإذا لاحظت أرجل الزرافه ستجدها نحيفة ورقيقة للغاية على الرغم انها تحمل هذا الوزن الكبير لجسم الزرافة , وهذا الأمر حير العلماء طويلاً , إذ كيف للزرافة أن تقف لساعات بجسمها الضخم على ساقيها النحيلتيين ؟
التفسير العلمي :
تم إكتشاف الجواب من قبل الباحثين في الكلية الملكية للطب البيطري , فقد قاموا بتجربة لإختبار قوة سيقان الزرافة , حيث إستخدم الباحثون سيقان زرافة ماتت طبيعياً أو عن طريق الموت الرحيم , وجعلوها تحمل هيكلا صناعياً يزن 550 باوند ليمثل جسم الزرافة , فكانت النتيجة أن أرجل الزرافة الميتة كان لها القدرة على حمل هذا الوزن الكبير دون أن تنكسر , وبالطبع لم تكن هناك خلايا حية لتقدم لها الدعم في حمل جسم الزرافة , إذاً فالسيقان وحدها هي التي تحمل جسم الزرافة الكبير .
– وأظهرت الأبحاث بعد ذلك أن السبب في قوة أرجل الزرافة , هو وجود قطعة من النسيج الضام أو الأربطة المعلقة وهي أنسجة ليلفية مسؤلة عن ربط العظام معاً , وموجودة على إمتداد طول عظام الساقيين , وهذا الرباط المعلق لا يولد أي قوة ولكن له طبيعة مرنة وليس كالعضلات , مما يسمح لها بتوفير الطاقة دون الحاجه إلى إستخدامها في حركة العضلات , مما يمكن الزرافة من الوقوف لفترات طويلة على أطرافها الرقيقة.
10- لماذا إنتهت حضارة شعب المايا ؟
اللغز :
لفترة طويلة , أثارت الحضارات القديمة المندثرة التساؤلات عن كيفية زوال تلك الحضارات التي كانت متقدمة كثيراً في وقتها , ومنها حضارة المايا القديمة , فقد تخلى شعب المايا عن عشرات المدن التي قد بنيت في عام 700 قبل الميلاد , وتركوا حضارة متقدمة جداً تتحول إلى أطلال .. فما السبب في ذلك؟
التفسير العلمي :
أرجع البعض إندثار حضارة المايا إلى وجود حروب بين المايا وشعوب اخرى , وتمت الإطاحة بالطبقة الحاكمة , وتمرد الفلاحين عليهم , وكانت هناك تفسيرات غريبة مثل غزو جسم فضائي لمدن المايا.
– ولكن في دراسة نشرت في عام 2012 , باحثون من جامعة ولاية أريزونا , قاموا بتحليل الآثار لمعرفة الظروف البيئية في وقت حضارة المايا و عثروا على أدلة تثبت صحة نظرية المؤرخ جاريد دياموند في تقريره لعام 2005 في كتاب “الانهيار” , حيث إكتشف الباحثون أن شعب المايا قاموا بتقطيع الكثير من الغابات , مما ادى إلى تغيير قدرة الأرض في إمتصاص أشعة الأرض , وهذا بدوره قلل من فرص تكون الغيوم وسقوط الأمطار , حيث تفاقم الجفاف , وسبب إستنزاف وتآكل للتربة وفشل الزراعة , وبالتالي قل الطعام , وإضطر العمال إلى مغادرة المدن لتجنب المجاعة .. وبعدها إنهارت حضارتهم للأبد.
* كانت هذه بعض الامثلة لبعض الأسئلة المحيرة والظواهر الغامضة التي إستطاع العلم تفسيرها .. ومع ذلك هناك العديد من الأسرار التي لم ينجح العلم حتى الآن في تفسيرها …. ولكن ها نحن ننتظر !
المصدر: عالم المعرفة
هذا المقال لا يعبر سوى عن رأي كاتبه، ولا يعبر بالضرورة عن رأي فريق المكتبة العامة.
