قلب في المحرقة

و تسألني لماذا تغيّرنا ؟ و تسألني لماذا نبتت الفرقة بيننا و تعربشت على قلوبنا و الأضلع ؟
أقول ، سأحاول أن أقول ، عندما يا سيدي كنتَ تتحدّث كنتُ استرخِ ، كنتُ أشعر أنّ قلبي يتوقف ليأخذ إجازة طويلة ، يقضيها تحت دفء حديثك ، كنتُ أفتح نوافذي و اُدخل النور و الدفء لأطرد العفن المتكدس على القلب ، و الرطوبة . كانت روحي تنشر أحزانها و همومها و تسارع بارتداء لباس البحر لتأخذ حمام شمس دافئ في زمن أصبح كل ما فيه بارد و جامد .
كنتُ اُوقف عقلي عن العمل و اُسرّح ناظري .
كنتُ سيدي عندما تتحدّث ، اُنصت بكل جوارحي ، بكل مسماتي ، بكل ملامحي .
أما الآن ، فحين اُحادثك ، أشعر كالعابر في حقل ألغام ، فكل خطوة مرسومة و كل كلمة محسوبة ، و المشكلة ، رأس المشكلة ، أن الخطأ لا يُغتفر و أنه حقاً خطأ قاتل .
الحقيقة يا سيدي أنني سمعت صوتك و لم أرى حقيقتك ، عشقتك في خيالي ، و بنيت لحضرتك القصور و الأهرامات في خيالي .
دعني يا سيدي أقطع حديثي ، أكف عن ثرثرتي ، فها أنت يا صديق تفعلها و ترمي بقلبي و تاريخي وراء ظهرك و تبدأ من جديد .
اسمح لي أن أرفع قبعتي احتراماً لقدرتك الكبيرة على التلوّن ، فها أنت يا سرطاني البحري الصغير تجد قوقعة أخرى أوسع ، قوقعة قد تستطيع و لو لوقت قصير أن تحجم من طموحاتك . قوقعة أعلم أنها لن تكون الأخيرة .\
أحييك يا صديق و أرمي ذاكرتي في النار ، فكل ما قلته لي كان كذباً ، كذباً لذيذاً ممتعاً ، كل وعودك و أقاويلك و أشعارك كانت كذب ، حتى ضحكتك المرصوفة على صورك الكثيرة التي عندي كانت كذباً ليس إلا .
ها أنت يا صديقي تتجاوزني ، و تخلّفني ورائك أرملة سوداء تنسج خيوط وهمها لاصطياد القمر .
فعَلنها يا صديقي و تجاوزتَني ، و فعلتُها يا صديق و كرهتك .