علوم وتكنولوجيا

7 طرق مُثبتة علمياً لتنشيط العقل .. تعرّف عليها – أحمد عمارة

هل تشعر بأن عقلك تعطل قليلًا ويحتاج بين الحين والآخر إلى التنشيط والتشغيل وزيادة كفاءة مهامه المعرفية؟ هناك العديد من الطرق الموثقة بدراسات علمية، يُمكن من خلالها تنشيط العقل، من بينها القراءة والكتابة، وفتح المجال لتساؤلات العقل، والضحك!

1- القراءة والكتابة

تُعد القراءة من أهم وسائل تنشيط العقل وتشغيله، لما تفتحه من مجال للتفكير والتخيل، قد لا تتوفر في المواد المرئية المصورة في التلفزيون والسينما، ويؤكد دور القراءة في تنشيط العقل، دراسة أجراها الدكتور روبرت ويلسون، مع المركز الطبي لجامعة راش الأمريكية بشيكاغو، ونُشرت في مجلة علم الأعصاب، وتعود لعام 2013، كشفت أن القراءة والكتابة تُساعد على تنشيط العقل والذاكرة.

وجرت الدراسة على 294 من المسنين، أجابوا على استبيان حول ما إذا كانوا يقرؤون الكتب ويكتبون ويشاركون في أنشطة تحفيز عقلي أخرى خلال مرحلة الطفولة والمراهقة ومتوسط العمر وفي سنهم الحالية، وكشفت الدراسة أن المبحوثين الذين كانوا يواظبون على أنشطة تحفيز العقل مثل القراءة والكتابة، كان لديهم معدل أبطأ في ضعف الذاكرة، بنسبة 15% من أولئك الذين لم يواظبوا على القراءة والكتابة خلال المراحل العمرية المختلفة في حياتهم.

لذلك يُنصح باصطحاب كتاب معك أو تحميل كتب إلكترونية على هاتفك، أينما كنت، مما يُتيح لك الفرصة للقراءة، أثناء ساعات الانتظار الطويلة، أو الازدحام المروري، أو أثناء ركوبك المواصلات خلال رحلتك اليومية للذهاب إلى عملك، فيمكن لتلك الأوقات البينية الصغيرة أن تصنع فارقًا كبيرًا على المستوى طويل الأمد، ليس فقط على مستوى التثقيف وتوسيع المعرفة، وإنما أيضًا لتنشيط العقل.

2- ممارسة الرياضة

تنعكس ممارسة الرياضة بالإيجاب على تطوير الوظائف المعرفية، ويمكن لحصة رياضة بسيطة يوميًا أن تصنع الفارق؛ إذ تفيد دراسة نشرت في المجلة الطبية البريطانية، بأنَّ ممارسة حصص رياضة تتراوح من 10 إلى 40 دقيقة، تؤدِّي إلى زيادة التركيز الذهني والانتباه، وتلفت بأن نزهة سريعة من المشي لها إفادات كبيرة على التركيز والإنتاجية والصحة العامة.

وفي كتاب للدكتور جون راتي، أستاذ مساعد في الطب النفسي بكلية هارفارد للطب، عن تأثير ممارسة الرياضة على العقل، أفاد راتي بأن ممارسة الرياضة وأداء التمارين، تساعد على زيادة التركيز لساعتين أو ثلاث ساعات بعد الانتهاء منها.

وتوّلد الرياضة خلايا وأوعية دموية في العقل وتُحسّن من تدفق الدم ونقل الأكسجين إلى العقل، وتكبر من حجم العقل، وبالأخص في المناطق الجبهية الأمامية من الدماغ «قشرة الفص الجبهي»، وهي المسؤولة عن المستويات الوظيفية الأعلى للعقل، والتحكم في القرارات التنفيذية، والتخطيط، والذاكرة قصيرة الأمد، وتتحكم تلك القشرة أيضًا في الانتباه، والاستجابات العاطفية، والسلوك والتقييم واتخاذ الأحكام.

3- ابتعد عن التكنولوجيا واستمتع بالطبيعة

يُعد غلق وسائل الاتصال التكنولوجية، وقضاء بعض الوقت في الطبيعة، من العوامل التي تُساعد على تنشيط العقل وتحسين الإبداع؛ إذ أكدت دراسة لجامعة كانساس الأمريكية، أجرتها الباحثة «روث آن»، أن قضاء الوقت في الأماكن الطبيعية لمدة أربعة أيام بعيدًا عن الأجهزة التكنولوجية يُحسن الإبداع بنسبة 50%.

وجرت الدراسة التي تعود لعام 2012، على 56 رحالة، وتعرَّض 24 منهم لاختبارات عقلية مُرتبطة بالإبداع من 10 درجات، قبل الذهاب في رحلة إلى «البرية» حيث الأماكن الطبيعية تستمر أربعة أيام، فيما تعرّض البقية البالغ عددهم 32 لنفس الاختبارات في صباح اليوم الرابع للرحلة، وحصلت المجموعة الأولى على درجة متوسطة في اختبارات الإبداع، بلغت 4.14، فيما حصلت المجموعة الثانية على درجة متوسطة في اختبارات الإبداع، بلغت 6.08، وعلّقت آن على تلك الدراسة، وقالت: «عندما تقضي مدة معينة وأنت محاط بتلك البيئة الرائعة والهادئة، تبدأ في رؤية كل أنواع التأثيرات الإيجابية، في طريقة عمل عقلك».

4- التأمل

يُساعد التأمل على تنشيط العقل وزيادة كفاءته؛ ويدعم ذلك دراسة علمية أجرتها مدرسة الطب في جامعة كاليفورنيا، ونُشرت في المجلة الأمريكية للطب، عام 2012، وكشفت الدراسة أن التأمل يُحسن الذاكرة، وينشط العقل، ويزيد من مستويات التركيز والانتباه، وكلما واظبت على التأمل، تطور أداؤك في اتخاذ القرارات.

وبالإضافة إلى تلك الفوائد والآثار الإيجابية التي يُحدثها  الـتأمل على العقل، كشفت دراسة تعود إلى عام 2012، بأن التأمل له آثار إيجابية على الفرد وتقليص التوتر لديه، وأفادت بأن الهدوء الذهني الذي يصاحب عملية التأمل، يقلص الشعور بالضغط النفسي.

5- الضحك

يساعد الضحك على تنشيط العقل وإيجاد الحلول للمشاكل. قد يكون الأمر غريبًا حقًا، ولكن دراسة علمية تعود لعام 2008، درست العلاقة بين المزاج الجيد والضحك، وبين الوصول لحلول إبداعية أكدت ذلك، وأجرى الدراسة باحثون في جامعة أمستردام الهولندية، وكشفت الدراسة أن الضحك يُشجع الأشخاص على التفكير بشكل أكثر إبداعًا.

وفي السياق ذاته، كشفت دراسة أخرى نُشرت في مجلة علم النفس الاجتماعي، وتعود لعام 1987 بأن مشاهدة بعض المواد المرئية المضحكة، مثل مقاطع الفيديو المضحكة على سبيل المثل، طوّر أداء المبحوثين في أداء مهام تتطلب حلولًا إبداعية.

6- دع العقل يتساءل

لا تُمرِّر ببساطة وسطحية كل ما تراه وتسمعه وتقرؤه، ولكن افتح المجال لتساؤلات العقل، والتفكر فيما تتعرض له حتى ولو كانت أمورًا تظنها بديهية، فقد يدفعك ذلك إلى النظر للأمور من زوايا مختلفة، وربما تكتشف أبعادًا جديدة لأمور اعتدت عليها، لم تنتبه إليها من قبل، والأهم من ذلك أيضًا أن تلك التساؤلات تساعد على تنشيط العقل والوصول لحلول إبداعية للمشاكل التي تواجهك.

وتؤكد العديد من الدراسات العلمية التأثيرات الإيجابية لتساؤلات العقل على المهام المعرفية، ومن بين تلك الدراسات،دراسة أجراها قسم علم النفس بجامعة بريتيش كولمبيا الكندية، تعود لعام 2009، تفيد بأن تساؤلات الذهن قد تسمح للدماغ بتركيز اهتمامه على المهام والمسائل البعيدة بطريقة فريدة ومبتكرة.

كما كشفت دراسة أخرى تعود لعام 2007، أن تساؤلات العقل تؤدي إلى تحريك نشاط الدماغ في المناطق التي تتعامل مع حل المشكلة المعقدة، وهو ما أكدت عليه أيضًا دراسة علمية أجرتها جامعة كاليفورنيا، تعود لعام 2011، أفادت بأن تساؤلات العقل تُحسن الإبداع والقدرة على حل المشاكل.

7- النوم الجيد

يعد النوم الجيد أحد أفضل الوسائل لإراحة العقل تمهيدًا لتنشيطه وتحسين وظائفه المعرفية، وتفيد دراسة للمعهد الوطني للاضطرابات العصبية والسكتة الدماغية (نيندس)، بأن النوم ضروري لأنظمتنا العصبية للعمل بشكل صحيح، فهو يعطي للعقل فرصة للراحة كي ينمو ويتحسن خلال اليوم، كما تشير دراسات علمية إلى أن العديد من خلايا الجسم تظهر زيادة الإنتاج أثناء النوم، كما يتقلص أيضًا حرق البروتينات.

ويتراوح عدد ساعات النوم الطبيعي من سبع إلى تسع ساعات، للأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 64 عامًا، ويفضل قبل النوم عدم مشاهدة التلفزيون أو النظر إلى الأجهزة الذكية؛ إذ كشفت دراسة لمدرسة هارفارد الطبيةالأمريكية، أن الأشعة الزرقاء النابعة من تلك الأجهزة الذكية، تزعج وتعطل الساعة البيولوجية للجسم، والتي تجعل من الصعب على الشخص أن يغفو.

وتجدر الإشارة إلى أن تقليص ساعات النوم الطبيعي، وإن فهمه البعض على أنه مؤشر للاجتهاد، فإنه، بالإضافة إلى أضراره الصحية، يكلف اقتصادات الدول مئات المليارات من الدولارات؛ إذ كشفت دراسة أجراها مركز راند أوروبا للدراسات في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بأن النوم غير الكافي أدى لخسائر اقتصادية تقدر بـ630.6 مليار دولار ، لاقتصاديات دول: الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، وألمانيا، واليابان، وكندا.

المصدر: ساسة بوست

Public library

موقع المكتبة العامة يهتم بنشر مقالات وكتب في كافة فروع المعرفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى