علوم وتكنولوجيامميز

مكونات الكمبيوتر التي يمكن أو لا يمكن شراؤها مستعملة

 

 

مكونات الكمبيوتر  ، تعتبر عملية شراء المكونات المستعملة طريقة جيدة للالتزام بحدود الميزانية، ولكن هل جميع القطع صالحة للاستخدام المستعمل ؟ الإجابة بالمختصر “قطعًا لا” فما هي الأجزاء التي يجب عليك شراؤها مستعملة وأيها يجب عليك تجنبها .

مكونات الكمبيوتر التي يمكن أو لا يمكن شراؤها مستعملة

تعد أسواق القطع المستعملة دائمًا مخاطرة ليست بالهينة، ولا سيَّما فيما يتعلق بقطع الكمبيوتر المختلفة، ولكن في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الكثيرون منا، وخاصةً في الوطن العربي، يبدو المستعمل خيارًا لا بد منه. لذلك، إليك هذا الدليل لما يمكن شراؤه مستعملًا من قطع الكمبيوتر، وما عليك أن تتحرى الحذر حياله حين تفكر في شرائه مستعملًا، فالأمر يختلف من قطعة لأخرى بناءً على طبيعة عمل كل منها.

1 البروسيسور (CPU)

عادةً ما يكون شراء معالج مستعمل آمنًا بشكل معقول، بل ويمكن القول أن المعالجات هي أكثر قطع الكمبيوتر أمانًا حينما يتعلق الأمر بشراء القطع المستعملة، وتستحق بالتأكيد توفير المال حين التفضيل بين المستعملة منها وبين الجديدة، خاصةً إذا كانت الميزانية محدودة، فستجد في الأسواق معالجات كانت (وقت إطلاقها) من الفئة العليا ضمن أجيال تعُد حديثة نسبياً؛ فقط احرص على ألا يكون ذلك المعالج تعرض لكسر السرعة “Overclock” من قبل، فذلك يقلل من عمره الافتراضي بشكل كبير، وقد يسبب مشكلات على المدى البعيد، لذا ضروري أن تسأل البائع بخصوص هذه النقطة قبل الشراء.

لكن لعل المشكلة الأكبر التي ستقابلك عند البحث عن معالج مستعمل هي التوافقية، وهنا أتحدث عن توافقية المعالج مع اللوحة الأم “Motherboard” التي لديك بالفعل، سواءً كان ذلك المعالج من شركة AMD أو Intel فكل معالج له متطلبات خاصة للعمل على الماذربورد، أهم تلك المتطلبات هو المقبس “Socket” فأول ما يجب النظر فيه إذا كانت اللوحة الأم لديك تدعم المقبس الذي يحتاجه المعالج أم لا.

معالجات رايزن من AMD على سبيل المثال لن تشكل مشكلة كبيرة فيما يتعلق بالمقبس، حيث أن شركة AMD تستخدم المقابس ذاتها (AM4 Socket) في إصداراتها المختلفة من معالجات تلك السلسلة عبر السنين الأخيرة (من 2016 وحتى 2022) إلى أن حل الجيل الجديد Ryzen 7000 وقدمت معه مقبس AM5 الأحدث والذي يختلف جزئيًا عن السابق. على الجانب الآخر، معالجات Intel تمثل مشكلة حقيقية بهذا الصدد، فالشركة تغير أنواع المقابس الخاصة بها بشكل متكرر بين الإصدار والآخر.

على كل حال سيكون عليك التحقق من أنواع شرائح المعالجات والمقابس التي تتوافق مع اللوحة الأم الخاصة بك، ثم البحث عن المعالجات التي تتوافر فيها تلك الشروط قبل أن تحسم رأيك حيال المعالج التي تريد شراءه. لتسهيل الأمر، يمكنك مراجعة موضوعنا السابق حول كيفية اختيار معالج متوافق مع الماذربورد أو العكس لمعرفة تفاصيل أكثر.

2 كارت الشاشة (GPU)

في الحقيقة أن تناول هذا الموضوع فيما يتعلق بالمعالجات الرسومية دائمًا ما يثير الجدل واختلافات الآراء، بين من يرى أنه يمكنك شراء معالج رسومي مستعمل ولكن مع الحرص، وبين من يرى أنه عليك الابتعاد عن المستعمل منها نهائيًا، ولكلٍ منهما أسبابه!

عمومًا ننصح بشراء المعالج الرسومي جديدًا بضمان البائع، ولكن إذا كنت مضطرًا لشرائه مستعملًا، لا تنزعج، فلا ضرر في شراء معالج رسومي مستعملًا في حالة واحدة فقط، أن تتحقق بما لا يدعو للشك أنه لم يسبق له وأن تم استخدامه في التعدين الإلكتروني بأي شكلٍ من الأشكال! ولمن لا يدري، فالتعدين الإلكتروني يتطلب أن تظل مجموعة من المعالجات الرسومية تعمل بكامل طاقتها لفترات طويلة دون انقطاع، الأمر الذي يضعف من أدائها ويقلل من عمرها الافتراضي بشكل كبير، فلا أحد يريد شراء قطعة تم استخدامها بطريقة مبالغ فيها لفترات طويلة، فقط لتتعطل معه بعد فترة قصيرة!

على الجانب المشرق، في الواقع يمكنك التحقق إذا ما تعرّض المعالج الرسومي لعمليات تعدين إلكتروني من قبل أم لا، وذلك عن طريق إجراء اختبارات أداء “Benchmark” للمعالج الرسومي بأي من الطرق المشهورة، وعندها يمكن مقارنة نتائج الاختبار التي لديك مع نتائج الاختبار الخاصة بذلك المعالج الرسومي، والتي يسهل العثور عليها على إحدى المواقع الخاصة بذلك أو عبر اليوتيوب. إذا وجدت فروقات ملحوظة في النتائج، فابتعد عن ذلك المعالج الرسومي وابحث عن غيره، ولا تتساهل في هذة الخطوة.

أمرٌ آخر هو التحقق من توافقية كارت الشاشة مع اللوحة الأم، بالضبط كما فعلنا مع المعالج. زد على ذلك التحقق من حجم الـ Case التي لديك ومقارنتها مع حجم البطاقة الرسومية التي تريد شراءها، بالإضافة إلى التحقق من قدرة مزود الطاقة “Power Supply” الذي لديك، فكل بطاقة رسومية تتطلب حدًّا أدنى من الطاقة، ويجب التحقق من تلك المواصفة فيما يتعلق بالبطاقة الرسومية التي تريد الحصول عليها ومقارنتها مع مزود الطاقة الذي لديك.

3 الذاكرة العشوائية (RAM)

يمكن القول أن الرام هي أكثر القطع أمانًا، التي يمكن شراؤها مستعملة، بعد المعالجات، فالسوق المستعمل للرام آمنًا بشكل كبير، وذلك يرجع إلى طبيعة عمل الرام وما يمكن استخدامها فيه.

ولكن، يجب التحقق إذا ما تعرضت الرام لكسر السرعة سابقًا أم لا، فكسر السرعة من أكثر العوامل التي تقلل من العمر الافتراضي للرام وتسبب تدهور الأداء على المدى البعيد. كما يجب التحقق من نوع الرام المتوافق مع اللوحة الأم لديك، سواءً كان DDR3 أو DDR4 أو DDR5، مع مراعاة أن الجيل الأحدث من اللوحة الأم ليس متوافقًا مع الأجيال الأقدم من الرام، بل يتوافق مع الجيل الخاص بها فقط، فمثلًا اللوحة الأم التي تدعم DDR4 لا تتوافق مع DDR3 أو DDR5.

إذا كنت بصدد شراء شريحة رام واحدة ولديك الأخرى، يجب التحقق من توافقية النوع، بالإضافة إلى التحقق من مساواة السرعة في كل منهما، فالرام ذات سرعة 3200 ميجاهرتز يجب إرفاقها مع رام ذات نفس السرعة، وذلك للاستفادة من تقنية القناة الثنائية “Dual Channel” التي تستغل السرعة الكاملة للرام. للتوضيح، يمكن استخدام شريحتي RAM ذات سرعات مختلفة من الرام، ولكن حينها ستعملان بالسرعة الأقل فيهما، ولن يتم استغلال كامل قوة الرام لديك.

4 اللوحة الأم (Motherboard)

اللوحة الأم، كما يدعو الاسم، هي الجزء الأهم والعمود الفقري للكمبيوتر، فهي الأساس الذي يقوم عليه باقِ أجزاء الجهاز، ولذلك يجب ألا تتهاون حين تود شراء لوحة أم جديدة، وهو الأمر الذي يجعل شراء واحدة مستعملة مخاطرة كبيرة نسبيًا. الأمر يرجع إلى كثرة المكونات الحساسة الموجودة في اللوحة الأم، وهو ما يجعلها بالغة الأهمية، بين المكثفات والبطاريات والرقائق، اللوحة الأم يلزم توخي الحذر الشديد عند التعامل معها، فأي تدهور بسيط في أي من تلك المكونات الحساسة قد يتسبب في فشل وظائف اللوحة الأم ككل.

ولكن، أحيانًا ما يكون شراء لوحة أم مستعملة ذات تاريخ تصنيع قديم أمرًا ضروريًا، وذلك في حالة وجود قطع قديمة غير متوافقة مع لوحات الأم حديثة التصنيع، كالمعالجات مثلًا، وهو موقف وارد في حال كانت ميزانية الشراء محدودة. لذلك لا مانع من شراء لوحة أم مستعملة، ولكن يجب التقصي العميق حول تاريخ أدائها والتحقق إذا ما كان بها أي عيوب أو آثر لحرق/تلف أي مكثف، ففي النهاية هي العقل المحرك للكمبيوتر وأجزائه.

5 وحدة التخزين (HDD / SSD)

إذا كان من الخطير شراء لوحة أم مستعملة، فإنه من شديد الخطورة شراء وحدة تخزين مستعملة! خاصةً هاردات HDD، فهناك عدد لا يحصى من المشكلات المحتملة والوارد حدوثها بشكل كبير إذا أشتريت هارد HDD مستعمل، وتلك المشكلات عادةً ما تكون مشكلات ميكانيكية بشكل أساسي مثل الباد سيكتور، كما أن هارد HDD يحتوي على مسطحات مغناطيسية وأجزاء متحركة، قد تتضرر بسهولة ويؤدي تآكلها بمرور الوقت إلى ضعف أداء التخزين بشكل كبير، وفي أسوأ الحالات، تلف الأقراص، ما يؤدي إلى فقدان كل البيانات المخزنة بداخله!

لحسن الحظ أن مثل هذه المشكلات غير موجودة في أقراص SSD كونها لا تحتوي أي أجزاء ميكانيكية، ولكنه لا يزال غير آمن ليتم شراؤه مستعملًا، فالأمر يعتمد بشكل أساسي على ما كان يتم استخدام القرص فيه، وعدد مرات الكتابة والحذف التي تمت، فأقراص SSD تتأثر بهذا الأمر، خاصةً تلك ذات المساحة الصغيرة.

كما أنه بشكل عام، أسعار أقراص التخزين الجديدة لا تزيد كثيرًا عن تلك المستعملة، فهي مخاطرة أنت في غنى هنا، وبكل تأكيد الأمر يستحق أن تزيد من ميزانيتك قليلًا وتشتري قرص تخزين جديد، حتى لو كان ذا مساحة أقل، وإذا اضطررت إلى شراء واحد مستعمل، فحاول ألا تخزن فيه أي ملفات لا تمانع في خسارتها، يجب أيضًا شراؤه من مكان يقدم ضمان استخدام لفترة بعد الشراء. عدا عن ذلك، ابتعد قدر الإمكان عن شراء قرص تخزين مستعمل.

6 مزود الطاقة (Power Supply)

شراء مزود الطاقة بشكل عام (جديدًا أو مستعمل) ليس سهل كما تعتقد، ولكن إذا كنا قد ذكرنا أن شراء قرص تخزين مستعمل أمر في غاية الخطورة، فيمكننا القول أنه من أشد شدائد الخطورة شراء مزود طاقة مستعمل — ببساطة، إياك وأن تشتري باورسبلاي مستعمل!

مزود الطاقة يقل أداؤه بمرور الزمن، فبغض النظر عما كان يتم استخدامه فيه قبل أن تشتريه، لا يزال شراء مزود طاقة مستعمل مخاطرة كبيرة. نحن لا نتحدث عن توقف عن العمل أو فشل في الوظائف فحسب، بل الأمر يمتد لخطورة القضاء على مكونات الكمبيوتر الأخرى، بل وحتى الحرائق الكهربية! فإذا كانت تغذية الطاقة التي يقدمها للمكونات بحالة غير مستقرة، سينتج عنه مشكلات لا تُحصى وقد يشكل خطرًا كبيرًا عليك. لذا، في جميع الأحوال، احرص على شراء مزود طاقة جديد لا مستعمل، حتى إذا كانت الميزانية لا تسمح، اصبر، أو على الأقل قم بالتضحية بقطع أخرى من الكمبيوتر لصالح مزود الطاقة.

Public library

موقع المكتبة العامة يهتم بنشر مقالات وكتب في كافة فروع المعرفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى