عقيدة الصدمة – نعومي كلاين
عقيدة الصدمة: صعود رأسمالية الكوارث (The Shock Doctrine: The Rise of Disaster Capitalism) هو كتاب صدر عام 2007 من تأليف الصحفية والناشطة الكندية نعومي كلاين. يعد الكتاب أحد أهم الأعمال النقدية للرأسمالية النيوليبرالية.
موضوع الكتاب
في “عقيدة الصدمة”، تناقش كلاين فكرة أن الأنظمة السياسية والاقتصادية تستغل الأزمات والكوارث – سواء كانت طبيعية أو من صنع الإنسان – لإدخال تغييرات اقتصادية واجتماعية شاملة، غالبًا لصالح النخب على حساب عامة الشعب. تطلق كلاين على هذا النمط من السياسات “رأسمالية الكوارث”.
أهم الأفكار والمفاهيم
- العلاج بالصدمة:
- تستند فكرة الكتاب إلى أن الصدمات الكبيرة، مثل الحروب أو الكوارث الطبيعية أو الانهيارات الاقتصادية، تُستغل لتمرير إصلاحات اقتصادية متطرفة، كان من المستحيل فرضها في الظروف العادية.
- يعود هذا المفهوم إلى أعمال الاقتصادي الأمريكي ميلتون فريدمان ومدرسة شيكاغو، حيث تم ترويج فكرة أن تحرير الأسواق من القيود الحكومية سيؤدي إلى الازدهار الاقتصادي.
- حالات دراسة محددة:
- تستعرض كلاين أمثلة من تاريخ السياسة العالمية لدعم أفكارها. من بين هذه الأمثلة انقلاب تشيلي عام 1973، حيث أدى الانقلاب المدعوم من الولايات المتحدة إلى صعود الديكتاتور أوغستو بينوشيه، وتطبيق سياسات نيوليبرالية قاسية.
- كما تشير إلى أزمة الديون في أمريكا اللاتينية في الثمانينيات، والحرب على العراق بعد عام 2003، واستغلال إعصار كاترينا لإعادة بناء نيو أورلينز وفقًا لأجندة نيوليبرالية.
- التلاعب بالخوف:
- تناقش كلاين كيف أن الحكومات والشركات متعددة الجنسيات تستخدم الخوف والصدمة كوسيلة لتحقيق أهدافها. تؤدي حالة الاضطراب التي تسببها الصدمات إلى استغلال العامة وإقناعهم بقبول حلول قد تضر بمصالحهم على المدى البعيد.
- العلاقة بين الصدمة والإصلاحات الاقتصادية:
- الكتاب يعرض كيف أن الأزمات غالبًا ما تُستخدم لتطبيق سياسات اقتصادية تخدم مصالح قلة قليلة من الناس. هذه السياسات قد تشمل خصخصة القطاعات العامة، خفض الإنفاق الاجتماعي، وتقليل القيود على رأس المال.
ردود الفعل والنقد
حظي “عقيدة الصدمة” بإشادة كبيرة باعتباره تحليلًا قويًا للرأسمالية النيوليبرالية وتأثيراتها الاجتماعية. ومع ذلك، انتقد بعض الاقتصاديين الكتاب بزعم أنه يتجاهل الفوائد المحتملة لبعض السياسات النيوليبرالية وأنه قد يبالغ في دور الصدمة في تشكيل السياسات.
أهمية الكتاب
يعد الكتاب مرجعًا هامًا لفهم كيفية استغلال الأزمات لتحقيق تغييرات سياسية واقتصادية جذرية. كما أنه يسلط الضوء على مخاطر تركيز السلطة والثروة في أيدي النخب الاقتصادية والسياسية، ويدعو إلى مقاومة مثل هذه التوجهات من خلال الوعي العام والتحرك الجماعي.
باختصار، “عقيدة الصدمة” هو نقد حاد للرأسمالية المعاصرة، ويقدم رؤية ثاقبة لكيفية تأثير الأزمات على المجتمعات بطرق عميقة وغير متوقعة.