مقالات فكرية

5 خطوات تساعدك كي تصبح مناقشًا جيدًا؟

ثقافة النقاش في وقتنا الحالي هي ثقافة ضرورية جدًا، على الرغم من ذلك، فإننا لا نجدها تحظى بالاهتمام الكافي لدى الناس، ويظن البعض بأنه في غير حاجة إلى النقاش في حياته، رغم أن النقاش يدخل في كل أمور حياتنا، التعامل مع الأهل والأصدقاء، التواصل في العمل، في كل شيء، وفي هذا المقال نتحدث عن الخطوات التي يمكنك من خلالها أن تصير مناقشًا جيدًا، حتى إن كانت هذه الخطوات لا يلتزم بها أحد من حولنا، لكننا هنا نتحدث عن رغبتنا في الوصول إلى النقاش الجيد، وبالتالي يجب علينا أن نلتزم بها جميعًا.

قبل النقاش

الخطوة الأولى: التحضير للنقاش جيدًا.

أكثر مشاكل النقاش تحدث في حياتنا بسبب أن الناس لا تستعد لموضوع النقاش بالشكل الكافي، فنجد أن الشخص يدخل إلى أي نقاش دون أي تحضير مسبق، أو معرفة عن الموضوع الذي ينوي النقاش عليه، فكيف يمكنك أن تقدم رأيك في موضوع وأنت لم تستعد له؟

عليك أن تعرف بأنه في أثناء التحضير، فأنت يجب ألا تأخذ موقفًا مسبقًا بدون بحث، بل عليك أن تبحث في الموضوع من جميع الجوانب، حتى وإن كنت في الأساس مؤيدًا مثلًا للفكرة التي يتم النقاش عليها، لكن يجب عليك أن تبحث عن رأي المعارض كذلك، حتى تعرف أسباب المعارضة للفكرة، الأسباب المنطقية بالطبع، لا مجرد الأسباب العاطفية التي يأخذها الناس.

الخطوة الثانية: تحديد غرض النقاش

يظن البعض أننا جميعًا نشارك في النقاش بسبب رغبتنا في أن نقنع الآخرين بأن رأينا هو الصواب، ولا شيء غيره، لكن هذا التفكير خاطئ، فحتى وإن كانت هذه رغبة البعض، لكن في الأغلب فإن هذه رغبة خاطئة، وبسبب هذه الرغبة فإننا لا نجد أن النقاشات الناجحة موجودة بكثرة من حولنا.

والحقيقة أن غرض النقاش يجب أن يحدده كل شخص قبل المشاركة، وهنا على الجميع أن يعرف بأنه ليس ضروريًا أن نصل إلى حل في نهاية النقاش، بل إن التركيز الأساسي يكون على تبادل الآراء ليس إلا، وأن الأهم في نهاية النقاش أن يكون كل شخص قد حصل على مساحة كافية للتعبير عن رأيه، ومن حق الناس من حوله الاقتناع برأيه أو لا.

أثناء النقاش

الخطوة الثالثة: عرض رأيك في موضوع النقاش.

عندما يبدأ النقاش وتحصل على فرصتك لعرض رأيك في النقاش، عليك أن تستغل هذه الفرصة جيدًا، ويمكنك تقسيم عرض رأيك إلى نقطتين:

1- الالتزام بعرض الرأي كما تراه أنت في ذهنك، وتكون حريصا دائمًا على أن يصل هذا الرأي إلى الجميع، بشكل بسيط وواضح، مع عرضك لرأيك في نقاط محددة تسهل على الجميع فهم الرأي.

2- الالتزام بعرض الأدلة التي تدعم رأيك، فعرض الرأي – وإن كان مقنعًا-  يحتاج إلى أدلة تدعمه، حتى لا يكون كلامًا عامًا، بل يكون مبنيا على حقائق واضحة للناس.

الخطوة الرابعة: الالتزام بقواعد النقاش

تفشل أغلب النقاشات بسبب أنه لا أحد يلتزم بقواعد النقاش، فلا تجد احتراما للآراء المتبادلة بين الحضور، بل مع رغبة كل شخص في إثبات وجهة نظره، تبدأ الأصوات في التحول إلى ضجيج، ويتكلم الجميع في آن واحد، ولا أحد يستمع لأحد، والصحيح أن المناقش الجيد يلتزم بقواعد النقاش الصحيحة، ومثلما حصل على فرصته للحديث وعرض رأيه، فإنه يلتزم بسماع آراء الآخرين كذلك، ويحرص على محاولة فهمها قدر الإمكان، ويبدأ في نقاش الأفراد عليها، رغبة منه في الفهم لا الجدال.

كذلك فإن الالتزام بقواعد النقاش يعلمك كيف يمكن أن تكون مستمعًا جيدًا، وهذه مهارة نحتاجها جميعًا، لكن للأسف لا يتقنها العديد منّا، فمجرد انتظارك لكي ينهي الناس عرض آرائعهم لا يعني أنك تسمعهم، فقد تكون في داخلك تجهز ما سوف تقوله ردًا عليهم، أما الاستماع الفعلي يمكنك من استيعاب كل الآراء التي تعرض من حولك، وبالتالي فإنك تجمع قدر كبير من الآراء حول موضوع النقاش.

ما بعد النقاش

الخطوة الخامسة: تقييم النقاش

عندما تنتهي من النقاش لا يعني ذلك أن الفائدة انتهت، بل يجب أن تكون حريصا دائمًا على تقييم النقاش، فعملية التقييم هي التي ستوضح لك الفوائد الحقيقية التي خرجت بها، ويمكنك أن تفعل ذلك من خلال الإجابة على الأسئلة التالية.

– ما هي الأفكار التي تعلمتها من النقاش؟

– ما هي المعلومات التي تعلمتها من النقاش؟

– ما هي الآراء التي تغيرت عندك من النقاش؟

– ما هي المشاركات التي قمت بها في النقاش؟

– ما هي المواضيع التي ترغب في البحث عنها نتيجة للنقاش؟

عليك أن تؤمن بأن النقاش عندما لا يحقق غرضه، فإن المستفيد الوحيد هو أي شخص غير المشاركين، بينما أنت لو أردت أن تكون مناقشًا جيدًا فإن هذا سيفيدك على المستوي الشخصي كثيرًا، وسيجعلك قادرًا على تقبل أي اختلاف عنك، وبالتالي يمكنك أن تتعامل مع كل الأفراد في المجتمع من حولك، أو حتى أفراد من مجتماعت أخرى، وعليك أن تعرف بأنه حتى وإن كنت الوحيد الذي يلتزم بهذه القواعد، فأنت كذلك المستفيد الوحيد في هذه الحالة، فالنقاش الذي يفيدنا في حياتنا حقًا، يضيف لنا الكثير من المعلومات والأفكار والآراء الجديدة، وبالتالي يمكننا من تطوير أنفسنا للأفضل، فاحرص على أن تكون مناقشًا جيدًا في أي زمان ومكان، وتحت أي ظروف.

المصدر

Public library

موقع المكتبة العامة يهتم بنشر مقالات وكتب في كافة فروع المعرفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى