منوعات وطرائف

أشهر الحكام المجانين على مر التاريخ

أشهر الحكام المجانين على مر التاريخ

إن فهمنا للمرض العقلي وآليات علاجه قد تقدم كثيراً على مر القرون، خاصة في العصر الحديث، فمنذ عقود بعيدة كان العلاج المعتاد للمريض العقلي، هو تركه في غرفة منفردة او في حجرة في مستشفى حتى يتعفن، كما أنه يتلقى أسوأ أنواع العلاج البدني، والذي كان نوعا من العقاب أكثر منه علاجا. ولكن ماذا لو كا هذا المجنون، هو الشخص الأكثر نفوذاً في البلاد، كحاكم البلاد مثلا، وهو الذي بيديه كافة القوانين والأحكام، وهو الذي يضع القواعد التي يسير بها شعبه..بالطبع ستتعقد الكثير من الأمور..

وهذا قائمة بأشهر الحكام المجانين في التاريخ:

1- الملكة ماري الأولى – ملكة إنجلترا

حكمت هذه المرأة انجلترا بقبضة من حديد. كانت ماري أول امرأة تعتلي عرش إنجلترا. وبسبب عقيدتها الكاثوليكية المتشددة، واجهت ماري بعنف وقسوة دعاة الإصلاحات البروتستانتية.. وجاء في سيرتها أنها “كانت تتنشق كل يوم رائحة اللحم البشري المطبوخ من الطائفة البروتستانتية”.. ورغم ما طبعت عليه من قسوة ودموية كانت تتوق للأمومة حتى أنها تظاهرت بحمل كاذب، مما جر إلى فضيحة كبيرة عندما انكشف أمرها.. يرى متتبعو سيرتها أن السر في سلوكها وعنفوانها يرجع إلى إهمال والدها “هنري الثامن” لها وهي صغيرة.. لم يكن يحبها بقدر أختها، اليزابيث، التي أعادت للنظام سلميته بعد ما تولت العرش خلفا لأختها ماري.

2- إيفان – قيصر روسيا

– عندما ترد مفردة “الرهيب” نعرف أن من يتم الحديث عنه هو ايفان القيصر الروسي الذي اشتهر بالقسوة المفرطة.. هذا القيصر بدأ حكمه بمراكمة مظاهر القوة بعد أن أعلن نفسه بأنه أول قيصر روسي. كان يعانى من نوبات جنون عنيفة ويتعامل بقسوة مع معارضيه، وكانت الطريقة المفضلة له في التعذيب هي تهشيم الأرجل قبل أن يلقي بالضحايا في الثلج أو يجعلهم يزحفون ويطلبوا الرحمة. وكان أفراد العائلات النبيلة وحتى خدمهم هم الأهداف الرئيسية للقمع والتنكيل، وكانت تجرى عمليات اغتصاب وقتل جماعي للنساء الارستقراطيات، وفي بعض الأحيان كانت تباد تجمعات بأكملها أو يتم التخلص منها بأي شكل من الأشكال. أمضى 27 سنة وهو يحضر ابنه إيفان إيفانوفيتش لأن يصبح القيصر الثاني في روسيا، وفجأة يقاتل ابنه بالصولجان حتى الموت. ندم على فعلته على الفور وخاصة أن ابنه أنقذ حياته من محاولة اغتيال في وقت سابق.

3- الكونت فلاد دراكولا


– الكونت فلاد دراكولا او فلاد تيبيس كان أميراً لمقاطعة والاشيا القريبة من البلقان التي تقع حالياً ضمن أراضي رومانيا لثلاث فترات في 1448، 1456-1462، و1476, و كانت الحرب مستمرة بين الأمراء المسيحيين وبعضهم، وبينهم الأتراك الزاحفين بقوة، وقد شهدت الحرب هزيمة حملة فارنا الصليبية التي حاولت طرد العثمانيين من أوروبا عام 1431.

وبعد السيطرة على ولاشيا بدأ عهد الرعب الذي اشتهر به، خاصة أن الإعدام بالخازوق هو أبشع أساليب الموت، والخازوق هو عبارة عن رمح يدق في مؤخرة الشخص حتى يخرج من رقبته، وكان يدهن طرف الخازوق بالزيت ويدخله ببطء شديد حتى يضمن ألا تموت الضحية فورا، أما الأطفال فكان يضعهم على خازوق يخرج من صدور أمهاتهم.وقد ضمن ولاء سكان ولاشيا وفرض نفسه كقوة مطلقة بقتل أكثر من مئة ألف من السكان بالخازوق حتى باتت ولاشيا عبارة عن مقبرة ومستنقع الموت ،حيث كانت هذه متعته الشخصية والدماء تنسال من المخزوقين وهم أحياء لتملئ الوعاء وليغمس قطعة الخبز ويأكلها. وكان يضع الخوازيق لإرعاب اعدائه خارج المدن التي يهاجمها وارتفاع الخازوق يحدد مكانة الضحية، وقد أحس السلطان محمد الثاني بفظاعة المخوزق عندما وجد الجثث لعشرين ألف أسير تركي معلقة على خوازيق خارج حدود ولاشيا عندما وصلها بالجيش، لكن نجح السلطان محمد الفاتح في الانتصار وهرب فلاد إلى المجر. وكانت تلك بداية انتهاء عهد الرعب الذي نشره فلاد حيث لم يكتفي بالخوازيق بل كان أيضا يقطع الآذان والانوف والحرق والشي والحيوانات المفترسة ودق المسامير بالرأس.

–  وعندما نجح الأتراك في النهاية في غزو ولاشيا , ووقع هو في الأسر,يقال أنه كان يقضي وقته في السجن بأن يسلخ الحيوانات حية أو يضع الطيور على خوازيق، وفي النهاية لقى نهايته على يد قتلة قد أرسلهم الشاه وقد قطع رأسه ووضع في العسل ليحفظ وجه على حاله وأرسل إلى الشاه ليكون دليل موته، وقد وضع جسده على خازوق ليكن عبرة بعد ما أستعمل هذه طريقة الخازوق نفسها لإرهاب شعبه في ديسمبر 1476.

4- نيرون – إمبراطور روما

– الإمبراطور الروماني لديه تاريخ حافل بالانحرافات. فبعد وقت السلم والرخاء النسبي في عهد أبيه كلوديوس (كان ابن كلوديوس بالتبنى)، وجدت روما نفسها تحت حكم نيرون. الرجل كان يستمتع بمشاهدة الناس يحترقون في النار. أشهر جرائمه كان حريق روما الشهير سنة 64 م حيث راوده خياله ببناء قصر كبير له، والتهمت النيران عشرة أحياء من جملة أنحاء المدينة الأربعة عشر، وبينما كانت النيران تتصاعد والأجساد تحترق وفى وسط صراخ الضحايا كان نيرون جالساً في برج مرتفع يتسلى بمنظر الحريق الذي خلب لبه وبيده آلة موسيقية يغنى بمصاحبتها أشعار هوميروس التي يصف فيها حريق طروادة، بعدها ألصق التهمة بالمسيحيين، وبدأ يلهى الشعب في القبض على المسيحيين واضطهادهم وسفك دمائهم بتقديمهم للوحوش الكاسرة أو حرقهم بالنيران أمام أهل روما وفى جميع أنحاء الإمبراطورية. كما أنه قتل أمه، ثم قتل نفسه في عام 68م. ومات الطاغية الذي أرهق روما بمجونه وجنونه.

5- شارل السادس – ملك فرنسا

– نصب تشارلز ملكا في سن مبكرة، عندما كان في الحادية عشر من عمره، وكان أعمامه الأربعة يحكمون بالوكالة عنه وقد أوصلوا فرنسا إلى حافة الانهيار المالي. وعندما استلم شارل السادس الحكم أنقذ البلاد وحصل على لقب “تشارلز الحبيب”. كل شيء كان على ما يرام، وفجأة في يوم من الأيام أصابه الجنون وقام بقتل أربعة من فرسانه الشخصيين بشكل عشوائي وهاجم شقيقه وكاد أن يقضي عليه. ومن ذلك الوقت أصبح ملقباً  بـ”تشارلز المجنون”. وأصبح يصطاد الخدم، مدعيا أن أجسادهم من الزجاج، ورفض الاعتراف بعائلته بالرغم من وجودها حوله. وقد أدى هذا الانحراف والجنون المتكرر إلى حدوث فراغ في السلطة ودخلت فرنسا في حالة من الفوضى.

6- أدولف هتلر، ألمانيا

 

– أدولف هتلر.. أصبح ذلك المجنون مثالاً مجسداً للدكتاتورية المجنونة.. تملكته الرغبة في تطهير الأرض من البشر حتى يكون للشعب الألماني مساحة أكبر للعيش، وسعي للقضاء على اليهود وكل من ليسوا من جنسه.. إصراره على أن تمضي القوات الألمانية في روسيا خلال فصل الشتاء غير عابئ بالمخاطر التي تلحق بجيشه دليل حي على الجنون الأحمق.. داس على كثيرين من حوله سعياً إلى السلطة، من اغتيالات واعتقالات وزج بالسجن. حتى أكد أنه قتل ابنة أخته جيلي راوبال. نمت عنده جنون العظمة لدرجة حيث أراد أعضاء من دائرته الداخلية تفجيره إلى قطع صغيرة (عملية فالكيري)، والتي سببت إلى أكثر من 4500 عملية إعدام. 

7- كاليجولا، روما

– من الصعب فصل الأسطورة عن الحقيقة عندما يتعلق الأمر بالإمبراطور الثالث لروما. لم يكن كاليجولا مجرد طاغية حكم روما بل كان نموذجا للشر وجنون العظمة والقسوة المجسدة في هيئة رجل أضنى الجنون عقله لدرجة أوصلته إلى القيام بأفعال لا يتصورها عقل، والتي فسّرها علماء النفس علي أنها نتيجة اضطرابه النفسي والذهني، وقد نعته التاريخ بأوصاف عديدة، مثل الزاني، آكل لحوم البشر، البذخ والدعارة.. كاليجولا أقام علاقات جنسية مع كل من شقيقاته الثلاثة ويدعي البعض أنه بعد أن حملت إحدى شقيقاته أكل طفله. كان يطعم الحيوانات أثناء مباريات المصارعة أشخاصا من المشجعين، وغالبا ما كان يقتل الناس فقط لإرضاء نزواته. وقد حول قصره إلى بيت للدعارة لجمع الأموال من أجل حياته الباذخة. ويقال أن الخدمات الجسدية كانت تقدم له “إجباريا” من قبل زوجات أعضاء مجلس الشيوخ.

8- أبراهام لينكولن – رئيس الولايات المتحدة الأمريكية

– هو الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة الامريكية ، وأحد أشهر وأكفأ رؤساها على الإطلاق.

وعلى الرغم من إنجازاته ، إلا أن الرئيس لينكولن كان معروفاً عنه ميله إلى ” الإكتئاب الحاد المُزمن ” .. من الطبيعي أن يشعر أي شخص بالحزن من فترة إلى أخرى ، ولكن لينكولن كان معروفاً عنه احساسه الدائم بالإكتئاب الحاد.. حتى أن بعض المؤرخين لسيرته ذكر أن فكر فى الإنتحار عدة مرات..

وذكر أيضاً بعض المؤرخين انه كان يبكي فجأة بدون سابق إنذار .. ثم يُطلق بعض النكات المرحة بعد بكاءه حتى ” يوازن الحزن ” الذي يشعر به ! .. والمعروف عنه أنه كان كثير العمل والجهد حتى لا يُعطى لنفسه الفرصة للشعور بالإكتئاب ، وكان شديد الإيمان بالنواحي الدينية والقدرية والانسانية ، التى كانت تخفف عنه شعوره الدائم بالحزن والأسى والإكتئاب الغير مُبرر !

9- فرديناند الأول – ملك النمسا

– فرديناند الأول ملك النمسا، كان صاحب حالة جنون كلاسيكية بسبب زواج الأقارب، حيث كان اباءه أبناء عمومة من الدرجة الأولى، فلم يكن ينطق بكلمة واحدة مطلقاً، وكانت الكلمات الوحيدة التي قالها عقب توليه العرش:” أنا الإمبراطور..أنا أريد الزلابية”.

10- الامبراطورة آنا- روسيا

– الإمبراطورة آنا، إمبراطورة روسيا جلبت السخرية لشرفها الإمبراطوري، حيث أجبرت أحد أفراد حاشيتها على الزواج منها، كما انها كانت تجبر الآخرين على ارتداء ملابس المهرجين من أجل إسعادها.

11- الأمير براجاديبوك – أمير تايلاند

– حين اعتلى الأمير براجاديبوك عرش تايلند عام 1925كان خوفه الأكبر أن يُخلع عن العرش يوماً ما.. واحتمال كهذا كان من شأنه أن يحرمه من أي مورد للرزق.. ولكي يرتاح من هذا الهاجس أبرم عقداً مع شركات تأمين بريطانية وفرنسية يعتبر الأغرب على الإطلاق (عقد تأمين ضد البطالة).. وقد اثبتت الأيام صدق حدس براجاديبوك إذ اضطر للتنازل عن العرش عام 1935فقبض قيمة التأمينات التي أبرمها وعاش بقية عمره بنفس المستوى من الرفاهية والرخاء.

12- أدوارد الثالث – ملك بريطانيا

– ملك بريطانيا ادوارد الثالث كان أول عاهل على الإطلاق يعلن افلاسه بسبب ملايين استدانها لتموين حروبه الخاصة.. فادوارد الثالث اعتبر دائماً حربه مع فرنسا أمراً شخصياً وكان مصراً على ضمها لممتلكاته بأي ثمن. وبسبب هذا الطموح أشعل اطول حرب في التاريخ (حرب المائة عام) التي افلست الخزينة البريطانية فاضطر إلى فرض ضرائب مضاعفة على الناس.. وحين افلس الشعب قرر تموين الحرب من جيبه الخاص حتى اجبر بدوره على إعلان افلاسه عام 1339. 

13- ميتريدات السادس ملك اليونان القديم

 

– ميتريدات السادس ملك اليونان القديم وعدوّ روما اللدود كان يخشى دائماً أن يغتاله أعداءه بالسم؛ ولتلافي مثل هذا المصير المؤلم عوّد نفسه على ابتلاع جرعات صغيرة من السم كل صباح لعله يمتلك المناعة المناسبة. وبالفعل تحقق له ما اراد؛ فحين هزمه الرومان واقتربوا من قصره قرر الانتحار فلم يجد امامه إلا مخزن السم فازدرد منه كميات كبيرة لعله يموت فلم يفلح. وظل على هذه الحال حتى أسره الرومان وساقوه إلى روما بالسلاسل.

14- الامبراطور مينيليك الثاني – أثيوبيا

 

– الامبراطور مينيليك الثاني مؤسس الدولة الاثيوبية الحديثة وأحد اعظم حكام أفريقيا في العصر الحديث كان يأكل صفحات من التوراة كلما شعر باعتلال في صحته.. وفي ديسمبر عام 1913أصيب بنوبة قلبية خطيرة قرر بعدها الوصول لمرحلة (الشفاء النهائي) فابتلع فصلاً كاملاً من التوراة بعنوان “سفر الملوك”؛ فمات نتيجة ذلك!

المصدر: عالم المعرفة

هذا المقال لا يعبر سوى عن رأي كاتبه، ولا يعبر بالضرورة عن رأي فريق المكتبة العامة.

Public library

موقع المكتبة العامة يهتم بنشر مقالات وكتب في كافة فروع المعرفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى