ثقافة وفنون

قصة 10 أمثال شعبية يرددها المصريون دون معرفة أصولها

قصة 10 أمثال شعبية يرددها المصريون دون معرفة أصولها – بقلم: محمود عبدالوارث

فور سماع الفرد جملة «وعلى رأي المثل» يتأهب لسماع الحكمة أو الموعظة التي سيتلوها المتحدث إليه في مجلسه، حتى ينتقي الطرف الآخر إحدى العبارات التي توارثها الأجداد والآباء للتدليل على فعل طالما يتكرر مهما طال الزمان، حتى أصبح لكل موقف مقولة تعبر عنه، وهو ما يندرج ضمن «الأمثال الشعبية».

وفي هذا الصدد جمع الكاتب الراحل أحمد تيمور باشا 3188 مثلا شعبيا في كتابه «الأمثال العامية»، وفيه تعرض لتفسير معانيها، ورواية القصص التي أفضت في النهاية إلى تكوين كل عبارة، وبالتالي ترديد الناس لكل واحدة منها.

وفي التقرير التالي يستعرض «المصري لايت» قصص 10 أمثال شعبية، من واقع كتاب «الأمثال العامية».

10. «اللي يمد رجله ما يمدش إيده»

يشرح «تيمور» المثل قائلًا: «أي من مد رجله ولم يعبأ بالناس لا يحق له مد يده لسؤالهم، لأنه بذلك ظهر مظهر المستغني عنهم، فكيف يصح له استجداؤهم بعد ذلك».

وروى عن قصة المثل: «ومن الطريف ما يروى عن زيارة السلطان عبدالعزيز العثماني لمصر سنة 1279، أنه كان به رجل مجذوب يقال له (علي بك كِشكِش)، ولفظ كشكش يستعمله العامة لدعاء الكلاب، فلما زار السلطان المشهد الحسيني مر في خان الخليلي على فرس والأمراء مشاة حوله وزين التجار له حوانيتهم».

وأردف «تيمور»: «كان علي بك كشكش جالسًا في حانوت أحدهم، فلما مر به السلطان مد رجله وقال له بالتركية: هل أعطيك ثمن القهوة»، وتابع: «أفهموا السلطان حالته (يقصد حالة كشكش) فأمر له بصلة، فأبى أخذها، وقال لحاملها: قل لسيدك من مد رجله لا يمد يده».

9. «إن جت تسحب على شعره وإن ولت تقطع السلال»

وفسر «تيمور» المثل بقوله: «إن أقبلت الدنيا يسرت لك العظيم، حتى تقوده إليك بشعرة، وإن ولّت وأدبرت عسرته وقطعت سلاسلك دونه»، وروى حكاية المثل: «له قصة يروونها عن السلطان حسن بن محمد بن قلاوون، أحد ملوك الدولة التركية بمصر خلاصتها أنه لما خلع من الملك هرب مع غلام له وأوقر بغلًا بوقر من المال علقه على ظهره بسلاسل من ذهب».

وتابع: «فلما عبرا النيل تقطعت السلاسل وغرق المال، ثم تطوف في البلاد ما طوف وعاد يتجسس الأمور، فمر بذلك المكان الذي كان عبر منه، وقعد يصطاد فعلق الطعم بحمل المال وأخرجه من الماء، فنطق السلطان بهذا المثل واستدل بذلك على الإقبال بعد الإدبار، وسعى في طلب ملكه فأعيد إليه».

8. «إن شاء الله إللي أخدها يندبح بيها قال إش عرفك إنها سكينة»

يعود المثل إلى لص سرق سكينًا، وسمع صاحبها يقول: «قد سرق مني شيئًا»، ليبرئ السارق نفسه: «عسى أن يذبح بها من سرقها»، وهنا دل على نفسه بأنه مرتكب الفعل.

وأردف «تيمور»: «يضرب بالمثل في قبح زلات اللسان، وقد يختصرونه ويقتصرون على قوله: إيش عرفك إنها سكينة».

7. «أول ما شطح نطح»

يفسر «تيمور» المثل بقوله: «المراد هنا أول ما شرع في العمل وبدأ فيه أساء»، مشيرًا إلى أنه يُضرب لمن تكون باكورة أعماله الإساءة.

وروى «تيمور» أن أصله يعود إلى أهالي إحدى المناطق بالصعيد، حينها اجتمعوا يتساءلون عن «برز الجاموس الذي ينبت منه»، حينها اتفقوا على أن أصله هو «الجبن»، وعليه دفن أحدهم قطعة منه في الأرض.

وأكمل: «عاد إليها بعد أيام لينظر ما أنبتت، فعثر بحجر آلمه فظنه قرن العجل الذي نبت من الجبن، وقال متعجبًا: أول ما شطح نطح».

6. «بركة يا جامع اللي جت منك ما جت مني»

قال «تيمور» إن أصل المثل هو رجل كان يفضل الصلاة في بيته هاجرًا المسجد، وهو ما لاحظه الناس حوله، وعلى أساسه بدأوا يلومونه على مقاطعته لبيت الله.

وتابع: «ولما تكلف الذهاب إلى المسجد فوجده مغلقًا»، وهنا يفسر معنى المثل: «هذه البركة أشكر الله عليها، تبرئني من وصمة التقصير وتدفع عني الملام، وقد بلغت بها ما أطلب».

نتيجة بحث الصور عن مقام السيد البدوي

5. «البساط أحمدي»

روى «تيمور» أن «البساط» يعود نسبته إلى السيد أحمد البدوي صاحب المقام المعروف بطنطا، وأردف: «أصل المثل على ما يذكرون في كتب مناقبه أنه كان له بساط صغير على قدر جلوسه، ويسع من أرادوا الجلوس معه ولو كانوا ألفًا».

واستشهد «تيمور» بقول الشيخ علي الحلبي الشافعي: «ومن ها هنا صار الناس يقولون في المثل البساط أحمدي، قلت كأنهم يريدون يجلس عليه من شاء كما يشاء».

4. «بكرة يهل رجب وتشوف العجب»

فسر «تيمور» المثل: «أي غدًا يهل رجب، وهو الشهر الذي وعدنا فيه بالعجائب فنراها».

وروى قصة المثل بأن مدعي علم الغيب زعموا وقوع الحوادث الغريبة بين شهري جمادي ورجب، مشيرًا إلى أن أول من قاله هو عاصم ابن المقشعر، وكان أخوه علق امرأة الخنيفس.

ومع وفاة الأخ تقلد «عاصم» سيفه في آخر يوم من جماد الآخر، وانطلق إلى «خنيفس» وقتله قبل دخول رجب، لأنهم كانوا لا يقتلون في رجب أحدًا وفق رواية «تيمور».

3. «الجوز موجود والابن مولود والأخ مفقود»

معنى المثل، وفق شرح «تيمور»، أن المرأة إذا فقدت زوجها وولدها في استطاعتها أن تتزوج ويولد لها، بخلاف الأخ الذي لا يعوض بعد ذهاب الوالدين.

ويقول «تيمور» عن المثل: «هو مبني على قصة تذكر في كتب الأدب، خلاصتها أن ملكًا قبض على زوج امرأة وابنها وأخيها في تهمة وأراد قتلهم، ثم رضي بالعفو عن واحد منهم تختاره المرأة، وكان يظن أنها ستختار ابنها فاختارت أخاها، ولما عرف الحكمة في ذلك عفا عن الثلاثة».

2. «جوزوا مشكاح لريمه ما على الاتنين ريمه»

نقل «تيمور» قصة المثل من «الميداني في مجمع الأمثال»، وروى عنه أن رجلا بغيضا ومكروها تزوج من امرأة تشبهه تمامًا في كل شيء، وكان النص: «شنا رجل وطبقه امرأة تزوجا لتوافقهما».

1. «الحاوي ما ينساش موت ابنه والحية ما تنساش قطع ديلها»

يعود أصل هذا المثل إلى أحد الأبيات الشعرية التي نظمها «النابغة»، وفي القصة التي رواها كانت «حيّة» قتلت رجلًا، بعدها تعاهدت مع والد الضحية أن تعطيه دينارًا كل يومين ولا يقتلها، ووافق على اقتراحها.

وفي أحد الأيام تذكر الأخ الحادثة، وعليه أمسك فأسه وحاول ضربها، لكنه أخطأ وأصاب جحرها، ونتيجة لذلك ثارت الحيّة عليه، وطلب منها أن يعودا إلى ما كانا عليه، ولكن كان ردها: «الحاوي ما ينساش موت ابنه، والحية ما تنساش قطع ديلها».

المصدر: المصري لايت

هذا المقال لا يعبر سوى عن رأي كاتبه، ولا يعبر بالضرورة عن رأي فريق المكتبة العامة

Public library

موقع المكتبة العامة يهتم بنشر مقالات وكتب في كافة فروع المعرفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى