منوعات وطرائف

المرشحة الفرنسية “مارين لوبان” سليلة “الرسول محمد صلى الله عليه وسلم”!

المرشحة الفرنسية “مارين لوبان” سليلة “الرسول محمد صلى الله عليه وسلم”!

أثار خبر نشرته وكالة فرانس برس، الأربعاء، على لسان باحث فرنسي متخصص في الأنساب، بأن أصول مارين لوبان تعود إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم- ضجة كبيرة؛ ما دفع الوكالة إلى حذف الخبر، كما أورد موقع هاف بوست عربي مساء الخميس.

ووفقاً لهذا الأخصائي، جان لويس بوكارنوت، تنحدر مارين لوبان، من جهة والدتها، من سلالة ملوك إنكلترا ومن سلالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم أيضاً! أما بالنسبة لإيمانويل ماكرون، فتعود جذوره إلى هيو كابيت، بحسب تقرير لصحيفة “نوفيل أبسارفاتور” الفرنسية.

وقام العديد من رواد الشبكات الاجتماعية بنشر تعليقات حول صحة الخبر على مواقع التواصل الاجتماعي، وكان هذا الموضوع من بين المواضيع التي اكتسحت تويتر وباتت الأكثر تداولاً بين المغردين.

وتراوحت ردود الفعل بين الترحيب والتهكم من جهة، والتنديد بهذه “الأخبار الكاذبة ” من ناحية أخرى.

مسودة نشرت عن طريق الخطأ

وبعد دقائق قليلة من نشر الخبر، قامت الوكالة الفرنسية بمحوه. وسارعت بوضع منشور جديد، مبررة إلغاء المنشور الأول بأنه “نُشر عن طريق الخطأ”. وقد كان هذا الموقف بمثابة دعوة غير مباشرة لوسائل الإعلام بوقف نشر هذا الخبر.

وفي اتصال هاتفي مع صحيفة “نوفيل أبسارفاتور”، أكدت الوكالة أن هذا المنشور لم يكن سوى “مسودة نُشرت عن طريق الخطأ، في حين كان يجب أن تتم قراءتها ثم مراجعتها قبل التصديق عليها”.

وبررت الوكالة إلغاء الخبر بأنه عبارة على معلومات “لا وزن لها”، وذلك قبل 4 أيام من الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية. من جانب آخر، أشارت الوكالة إلى مسألة “دقة المصدر”، معتبرة أن هذه المعطيات لم تكن “مهمة”، لذلك لم ير الصحفيون بداً من تصحيحها ثم إعادة نشرها.

 بوكارنوت: “أنا أدرك تماماً ما الذي أتحدث عنه”

من ناحية أخرى، أفاد الباحث المختص في الأنساب جون لويس بوكارنوت، الذي تواصلت معه صحيفة “نوفيل أبسارفاتور”، بأن “إلغاء المنشور ليس له أية علاقة بمضمون الخبر”.




وأضاف هذا الباحث، الذي حصد شعبية كبيرة بين صفوف الرأي العام الفرنسي بعد أن أقر بوجود علاقة قرابة بين فرنسوا هولاند ونيكولا ساركوزي سنة 2012: “أنا أخصائي في علم الأنساب، معروف ومعترف بي في هذا المجال. وحين أدلي بأي معلومة تخص هذا الموضوع تحديداً، فأنا أدرك تماماً ما الذي أتحدث عنه”.
وتناول بوكارنوت أنساب مئات الشخصيات السياسية الفرنسية من قبل في كتابه “دليل السياسيين”، الذي نشر قبل نصف عام.

وفي هذا الصدد، أفاد بوكارنوت: “لقد غُصت في أسرار شجرة العديد من العائلات واكتشفت علاقات قرابة ممتعة ومثيرة في الوقت نفسه. وفي إطار عملي مع (المجلة الفرنسية المختصة في علم الأنساب)، طُلب مني إعداد مقال يتعلق بالرئيس القادم، ولهذا أنجزت العمل المطلوب وقمت بالبحث في أصول كل من مارين لوبان وإيمانويل ماكرون، يوم الإثنين”.
وأردف بوكارنوت أن “مسألة الأنساب ليست بالموضوع الهين. فإن التجانس بين الجذور العائلية والحياة الشخصية أمر مهم للغاية حيث يؤثر على بناء الشخصية”.

أسلاف مختلفة لمارين لوبان

من جهة أخرى، أورد هذا الأخصائي أن الجذور الأبوية للوبان بريتونية بحتة، في حين أن التحقق من أصول والدتها، بيريت لالان، قد أكد أن لها “أسلافاً عدة”.
وفي هذا السياق، بيّن بوكارنوت أن “جذور مارين لوبان تعود في جزء منها إلى آن روكفوي، وهي سليلة لويس السادس أحد ملوك إنكلترا، كما تعود أيضاً إلى ملوك إسبانيا وأراغون وقشتالة. ومن بين أسلاف هؤلاء الملوك أمويون من الأندلس وخلفاء من دمشق والجيل الخمسون الذي ينتسب إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم”.

وتعدّ الفرضية التي قام عليها بحث بوكارنوت ضعيفة، خاصة أنه لا يعني أن أجداد مرشحة الرئاسة الفرنسية قد وُجدوا في الأندلس، أنها إذاً من سلالة النبي محمد.

ومن المثير للاهتمام أيضاً ويزيد من ضعف رواية بوكارنوت، أنه قد أكد أنه من الممكن أن يكون هو من سلالة النبي محمد، ولكنه لا يستطيع إثبات هذا الأمر، في حين أنه تكمن من فعل ذلك فيما يتعلق بجذور لوبان!

ماكرون مستقل حتى في أنسابه

أما بالنسبة لإيمانويل ماكرون، فتعود جذوره إلى الملك هيو كابيت. وقد أعرب جان لويس بوناكورت عن دهشته؛ نظراً لأن هذا المرشح الشاب ليس له أية علاقة قرابة بشخصيات سياسية مشهورة أخرى.
وفي هذا الصدد، أقر بوناكورت بأنه عادة ما يتوصل إلى “اكتشاف علاقة قرابة من هذا النوع. ففرنسوا هولاند، على سبيل المثال، يعد أحد أقرباء شخصيات عديدة مثل صوفي مارسو، وميشيل سابين، وجان بيير رافاران، وماريون ماريشال لوبان ونيكولا ساركوزي كذلك. حقيقة، إنه لأمر جنوني أن يكون هولاند، بمثابة (ابن عم الجميع). خلافاً لذلك، لا يتمتع إيمانويل ماكرون، الذي لا يحظى بتصنيف سياسي واضح، بأي جذور مثيرة؛ ذلك أنه يحرص على الحفاظ على استقلاليته مهما كلفه الأمر، حتى في مجال علم الأنساب”.

المصدر: جواهر الشروق

هذا المقال لا يعبر سوى عن رأي كاتبه، ولا يعبر بالضرورة عن رأي فريق المكتبة العامة

Public library

موقع المكتبة العامة يهتم بنشر مقالات وكتب في كافة فروع المعرفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى