انتقام أولغا (أو انتقام أولغا من دريفليانز) هو حدث تاريخي يتعلق بأولغا، زوجة الأمير إيغور من كييف (الذي حكم بين 912-945). بعد وفاة إيغور على يد قبيلة دريفليان، قامت أولغا بسلسلة من الأعمال الانتقامية التي أصبحت أسطورية. يُنظر إلى هذه الأحداث على أنها واحدة من أقدم وأشهر القصص المتعلقة بالانتقام في التاريخ الروسي. إليك شرحاً دقيقاً ومفصلاً:
الخلفية التاريخية
كان إيغور أمير كييف يُحصِّل الجزية من القبائل المحيطة، بما في ذلك قبيلة الدريفليان. في عام 945، عندما ذهب إيغور لتحصيل الجزية من الدريفليان، تمردوا وقتلوه بوحشية.
انتقام أولغا
بعد مقتل زوجها، تولت أولغا الوصاية على ابنها سفياتوسلاف، الذي كان لا يزال طفلاً. وبدأت سلسلة من الأعمال الانتقامية ضد الدريفليان.
1. الحيلة الأولى: العرسان الزائفون
أرسل الدريفليان سفراء إلى أولغا لاقتراح زواجها من أميرهم مال، لتوطيد السلطة. طلبت أولغا من السفراء الانتظار في قاربهم حتى اليوم التالي. وفي اليوم التالي، أمرتهم بحمل سفراء الدريفليان على النقالة وحملهم إلى القصر. ولكن بدلاً من ذلك، دفنتهم أحياء في خندق.
2. الحيلة الثانية: الوفد الثاني
أرسلت أولغا رسالة إلى الدريفليان تطلب فيها إرسال وفد من النبلاء لتأكيد الزواج. وعندما وصل الوفد، أمرت بحرقهم أحياء في حمام.
3. الحيلة الثالثة: المأدبة
دعت أولغا الدريفليان إلى مأدبة جنازة لزوجها إيغور. وبعد أن أصبحوا مخمورين، أمرت جنودها بقتلهم.
4. الحيلة الرابعة: الطيور النارية
لم تكتف أولغا بالانتقام السابق، فقد أرادت تدمير مدينة إيسكورستن (عاصمة الدريفليان). طلبت أولغا من أهل المدينة تقديم جزية من الطيور. وافق أهل المدينة على الطلب، لكن أولغا ربطت قطعاً من القماش المشتعل على الطيور وأطلقتها. عادت الطيور إلى أعشاشها في المدينة وأشعلت الحرائق في كل مكان، مما أدى إلى تدمير المدينة.
العواقب والتاريخ
انتقام أولغا كان قاسياً ولكنه أظهر قوتها وحكمتها السياسية. بعد هذه الأحداث، أصبحت أولغا تحظى باحترام واسع النطاق في كييف روس. لاحقاً، أصبحت أولغا أول حاكم روسي يعتنق المسيحية، وحظيت بلقب القديسة في الكنيسة الأرثوذكسية.
الإرث
قصة انتقام أولغا تجسد العديد من القيم والمفاهيم في التاريخ الروسي، مثل الشجاعة والانتقام والقدرة على القيادة. تظل هذه القصة جزءًا لا يتجزأ من التراث الثقافي والتاريخي لروسيا وتروى في الأدب والفولكلور.
