يقدم كتاب “الاغتيال الاقتصادي للأمم” لجون بيركنز نظرة ثاقبة حول كيفية استخدام الولايات المتحدة الأمريكية لأدوات الاقتصاد والسياسة لتحقيق أهدافها الإستراتيجية في العالم الثالث. ويستند الكتاب إلى تجربة بيركنز الشخصية، حيث عمل كمستشار اقتصادي في العديد من الدول النامية، بما في ذلك إندونيسيا والسعودية والعراق.
تعريف القاتل الاقتصادي
يُعرِّف بيركنز القتلة الاقتصاديين بأنهم: “رجال محترفون يتقاضون أجراً عالياً لخداع دول العالم بابتزاز ترليونات الدولارات”. ويشرح أنهم يعملون لصالح شركات عالمية كبرى، ووكالات حكومية أمريكية، والمنظمات المالية الدولية، مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.
أساليب القتل الاقتصادي
يصف بيركنز في كتابه أساليب القتل الاقتصادي التي يستخدمها القتلة الاقتصاديون، والتي تتضمن ما يلي:
-
خلق الديون: يقوم القتلة الاقتصاديون بإغراء قادة الدول النامية باقتراض مبالغ ضخمة من المال من المنظمات المالية الدولية، وذلك بتقديم عروض مغرية، مثل بناء مشاريع بنية تحتية كبيرة، أو تقديم المساعدات الاقتصادية. ومع ذلك، فإن هذه القروض تكون عادةً مبالغ فيها، ولا يمكن للدول النامية سدادها.
-
الفساد: يقوم القتلة الاقتصاديون برشوة مسؤولي الحكومة في الدول النامية، وذلك لإقناعهم بقبول شروط القروض، أو الموافقة على مشاريع اقتصادية غير ضرورية.
-
التهديدات: يقوم القتلة الاقتصاديون بتهديد قادة الدول النامية بالتدخل العسكري، أو بقطع المساعدات الاقتصادية، إذا لم يلتزموا بشروط القروض.
النتائج المترتبة على القتل الاقتصادي
تؤدي أساليب القتل الاقتصادي إلى نتائج كارثية على الدول النامية، والتي تشمل ما يلي:
-
زيادة الديون: تؤدي القروض باهظة الثمن التي يحصل عليها قادة الدول النامية إلى زيادة الديون الخارجية لهذه الدول، مما يجعلها أكثر عرضة للاستغلال من قبل القوى الخارجية.
-
الفساد: يؤدي الفساد الذي ينتشر في الدول النامية نتيجة للرشوة إلى إضعاف المؤسسات الحكومية، وزيادة الفقر والبطالة.
-
التدخل العسكري: يؤدي التهديد العسكري الذي يتعرض له قادة الدول النامية إلى تقييد حريتهم، وزيادة التوترات في المنطقة.
رأي النقاد
أثار كتاب “الاغتيال الاقتصادي للأمم” جدلاً واسعاً منذ صدوره، حيث اتهم البعض بيركنز بأنه يبالغ في مزاعمه، وأن أفكاره تستند إلى نظريات مؤامرة. ومع ذلك، فقد أيد العديد من الخبراء والمؤرخين تحليل بيركنز، واعتبروا أن كتابه يقدم صورة واقعية للسياسة الأمريكية تجاه العالم الثالث.
أهمية الكتاب
يُعد كتاب “الاغتيال الاقتصادي للأمم” من أهم الكتب التي تناولت موضوع الهيمنة الأمريكية على العالم الثالث. ويقدم الكتاب صورة واضحة لكيفية استخدام الولايات المتحدة الأمريكية لأدوات الاقتصاد والسياسة لتحقيق أهدافها الإستراتيجية.
الكتاب كرواية
يكتب بيركنز في كتابه بأسلوب روائي، ويروي قصصًا واقعية عن تجربته الشخصية كمستشار اقتصادي في الدول النامية. ويستخدم بيركنز هذا الأسلوب لجعل الكتاب أكثر جاذبية للقارئ، ولإقناع القارئ بأن ما يقوله هو حقائق وليس نظريات مؤامرة.
الكتاب كدليل إرشادي
يقدم بيركنز في كتابه أيضًا بعض النصائح للحكومات والمواطنين في الدول النامية، لكيفية مواجهة أساليب القتل الاقتصادي. ويدعو بيركنز الحكومات إلى رفض القروض التي لا يمكن سدادها، وإلى محاربة الفساد، وإلى بناء مؤسسات حكومية قوية.
خاتمة
يُعد كتاب “الاغتيال الاقتصادي للأمم” كتابًا مهمًا وغنيًا بالمعلومات، ويستحق القراءة من قبل كل من يهتم بالسياسة الدولية والاقتصاد العالمي. ويقدم الكتاب صورة واقعية عن كيفية استخدام الولايات المتحدة الأمريكية لأدوات الاقتصاد والسياسة لتحقيق أهدافها الإستراتيجية في العالم الثالث.







