يعيش الحرف Å هذه الأيام أوقاتاً سعيدةً و مبهجة ، فأصدقاؤه الأحرف في الأبجديّة النرويجية تحتفي بعيد ميلاده ال 100.
فقد بُدئ بإستخدام الحرف Å ، و هو الحرف رقم 29 في الأبجدية النرويجية ، إعتباراً من عام 1917 ، و منذ ذلك التاريخ ، حلّ حرفنا المُحتفى به كبديل للحرف A المكرر ، إلا أنه عانى من بعض مشاكل التأقلم مع أصدقائه ، كما أنه عانى ما عانى من التهميش و الإهمال ، و بقي زمناً غير مُعترف به ، و غير مُرحّب به في مجتمعه الجديد ، حتى أنّ إحدى أكبر الجرائد النرويجيّة Aftenposten لم تقتنع به و لم تستخدمه إلا إعتباراً من عام 1928 .
لا ننكر أن الحرف Å قد مرّ بأوقاتٍ صعبة ، إلا أنّه و اعتباراً من العام 1930 بدأ يحوز مكانه الطبيعيّ ، و بدا استخدامه يصبح أكثر شيوعاً حيث لفت الأنظار لوجوده و بدا أكثر مرونة و سهولة من استخدام الحرف Aa ، فعلى سبيل المثال كان من الغريب تداول اسم مدينة Haaa الواقعة غرب النرويج ، ححيث اعتمدت المدينة الحرف Å في كتابة اسمها بدلاً من Aa لتصبح أكثر مرونة و ليصبح اسمها Håa .
لم يتوقف الحرف Å عند مشاكله اللوجيستية ، بل تعداها ليحشر أنفه في السياسة ، لتظهر دعوات قوميّة بتبنيه كحرف أصيل بدلاً من الحرف و الذي يعرف الكل أن له أصولاً دانماركيّة ، حيث لم تكن هناك تلك الفروق الكبية بين اللغتين ، النرويجية و الدانماركية قبل عام 1907 ، حيث بدأ النرويجيون اعتباراً من ذلك العام يستخدمون لغتهم القوميّة المستقلة عن لغة المستعمر السابق ( الدانمارك ) .
للأمانة ، فإن الحرف Å لم يكن غريباً بالمطلق عن اللغات الاسكندنافية ، فقد كان موجوداً بالأبجدية السويديّة على الشكل Ä منذ القرن السادس عشر للميلاد ، إلا أنه لم يقنع الدنماركيين بوجود إلا بحلول عام 1948 ، و رغم ذلك ، إنه لم يُنسي الدنماركيين عشقهم للحرف Aa حيث بقي ذاك مستخدماً حتى وقتنا هذا ، و إن كان بشكل أقلّ . و قد سمعنا مؤخراً ( في عام 2010 ) أنّ مدينة Århus الدنماركية قررت التخلي عن كتابة اسمها بهذه الطريقة و العودة إلى كتابته بالشكل القديم Aarhus .
و على العكس من تلك المدينة الدنماركية ، فقد عشقت المدن النرويجية الحرف Å ، حيث أنه الآن ما لا يقل عن 11 مدينة نرويجية تدعى ( Å ) فقط .
رغم هذا و ذاك ، إلا أن الظروف لم تضحك بعد للحرف Å ، فمازال من المستحيل استخدامه في لوحات مفاتيح أجهزة الكومبيوتر التي تستخدم الأبجدية الإنكليزية ، كما أنه لم يقنع بعد البريد الإلكتروني ، حيث يُرفض حتى الآن أيّ عنوان ألكتروني يحمل بين جنباته الحرف Å .
من المعروف أن الحرف Å لا يتواجد في اللغات الكبرى ، حيث لا نراه الآن إلا في اللغات الاسكندنافية ( النرويجية والدانماركية و السويدية ) و في لغات أقل استخداماً كلغات الساميسك ( في شمال اسكندنافية ) و لغة Chamorro المستخدمة في جزيرة غوام كما يتواجد في لغة istro romansk المستخدمة في كرواتيا ، إلا أن الجديد أن الحرف Å يزهو بأنه ذلك الحرف الذي قد ينوب عن كلمة كاملة ، حيث يكنك استخدامه للدلالة على النهر ، فيمكنك أن تقول Å مثلا عوضا عن Elv ، و أحياناً ينوب حرفنا المبجل عن عدة كلمات ، فيكفي أن تقول Å ، للدلالة على استغرابك من شيء أو لتستفهم عن شيءكما أنه الحرف الوحيد الذي تكنى به ما لا يقل عن 11 مدينة في مملكة النرويج فقط .
كما أنه بات أكثر شعبية في مجال الفن و الموسيقى ، هو و أقرانه الأحرف الأقل شيوعاً ، مثل الأحرف æ و ø .
من هنا ، بدأ الحرف Å ببسط سيطرته و السطو على كلمات لا يظهر فيها كتابة ، إلا أن الناس اعتادت النطق به رغم عدم وجوده في كلمات عدة مثل bor و for و dott و flott ، حيث لا يظهر حرفنا في الكتابة إلا أنه موجود بالنطق .
و بالنهاية ، دعونا نتمنى لحرفنا الأثير ميلاداً مجيداً و أوقاتاً سعيدة ، و نذكره بأن يكون رؤوفاً على أهالينا الوافدين الجدد لبلاد الفايكنغ ، و الذين ما أعتادوا التعامل معه بعد .