رواية “العمى” لجوزيه ساراماغو هي عمل أدبي مميز يستكشف الأبعاد الإنسانية والاجتماعية في ظل كارثة غير متوقعة. الرواية تطرح قصة مدينة غير مسماة يصاب سكانها بوباء غامض يسبب لهم العمى بشكل مفاجئ. يبدأ هذا الوباء برجل واحد في إشارة المرور، ثم ينتشر بسرعة ليشمل الجميع.
تبدأ الرواية عندما يُصاب رجل بالعمى أثناء قيادته للسيارة. يذهب إلى الطبيب الذي لا يستطيع تفسير السبب. سرعان ما يصاب الطبيب نفسه بالعمى، وتنتشر العدوى بين الناس. يتم وضع المصابين في حجر صحي في مستشفى مهجور تحت حراسة الجيش، حيث تتدهور الأوضاع بسرعة بسبب نقص الغذاء والدواء والنظافة، مما يؤدي إلى الفوضى والعنف.
في وسط هذه الفوضى، تبقى زوجة الطبيب هي الوحيدة التي لا تصاب بالعمى، ولكنها تتظاهر بذلك لكي تبقى مع زوجها وتساعده. تصبح عيناً للمجموعة وتساعدهم في التكيف مع الوضع الجديد. تنشأ مجموعة صغيرة من الناجين يحاولون النجاة من الفوضى المستمرة داخل المستشفى، ثم في المدينة عندما يخرجون منها.
تستكشف الرواية موضوعات عديدة مثل انهيار النظام الاجتماعي والأخلاقي، وكيفية تعامل الناس مع الكوارث، والحاجة إلى التعاون والتضامن الإنساني. كما تبرز الرواية الفجوة بين الفئات المختلفة في المجتمع وكيف تتعامل مع الأزمة. أسلوب ساراماغو الفريد في الكتابة، الذي يتميز بالجمل الطويلة وعدم استخدام علامات الترقيم التقليدية، يعكس الفوضى والعشوائية التي تعيشها الشخصيات.
في النهاية، تستعيد الشخصيات بصرها بشكل غير متوقع كما فقدته، ولكن بعد أن تغيرت حياتهم تماماً وفهموا الكثير عن أنفسهم وعن الآخرين.
العمى هي رواية رمزية تحمل الكثير من المعاني والدلالات حول الطبيعة البشرية والمجتمع، وتعتبر من أبرز أعمال ساراماغو الحائز على جائزة نوبل للأدب.
