أبحاث ودراساتثقافة وفنونمقالات تاريخيةمميز

حقائق تاريخية حول ما تعرض له الهنود الحمر في الأمريكتين

تعرض الهنود الحمر، أو الشعوب الأصلية في الأمريكتين، للعديد من المصاعب والمعاناة منذ وصول المستعمرين الأوروبيين في القرن الخامس عشر. شملت هذه المعاناة الاحتلال، والأمراض، والاسترقاق، والقتل الجماعي، والتشريد من أراضيهم التقليدية.

الاحتلال الأوروبي

بدأ الاستعمار الأوروبي للأمريكتين مع وصول كريستوفر كولومبوس عام 1492. وسرعان ما تبعته بعثات استكشافية واستعمارية أخرى من إسبانيا والبرتغال وبريطانيا وفرنسا وهولندا. استغل المستعمرون الأوروبيون الموارد الطبيعية للأراضي الجديدة وأسسوا مستعمرات على حساب السكان الأصليين.

الأمراض

من أخطر النتائج المباشرة لوصول الأوروبيين كانت الأمراض المعدية التي جلبوها معهم. لم يكن للسكان الأصليين مناعة ضد هذه الأمراض مثل الجدري والحصبة والإنفلونزا، مما أدى إلى وفاة ملايين منهم. تشير التقديرات إلى أن الأمراض قد تكون قد قتلت ما بين 50% إلى 90% من السكان الأصليين في بعض المناطق.

الاسترقاق والقتل الجماعي

استغل المستعمرون الأوروبيون السكان الأصليين كعبيد للعمل في الزراعة والتعدين. تعرض الهنود الحمر أيضًا للقتل الجماعي في حملات عسكرية منظمة لفتح الأراضي واستيطانها. أحد الأمثلة الشهيرة هو “مذبحة ووندد ني” (Wounded Knee Massacre) عام 1890، حيث قُتل ما يزيد عن 150 من أفراد قبيلة لاكوتا، بينهم نساء وأطفال، على يد القوات الأمريكية.

التهجير القسري

تعرضت العديد من القبائل للتهجير القسري من أراضيهم التقليدية إلى مناطق أخرى غير مأهولة وقليلة الموارد. أحد أبرز الأحداث في هذا السياق هو “مسيرة الدموع” (Trail of Tears) التي وقعت بين عامي 1830 و1850، حيث تم إجبار قبائل الشيروكي والشوكتاو والسيمينول وغيرهم على الانتقال من جنوب شرق الولايات المتحدة إلى ما يعرف الآن بأوكلاهوما، مما أدى إلى وفاة الآلاف منهم جراء الجوع والأمراض والتعرض للعوامل الجوية القاسية.

عدد القتلى

تختلف التقديرات بشأن عدد القتلى بين السكان الأصليين نتيجة لهذه الأحداث. يقدر بعض المؤرخين أن عدد السكان الأصليين في الأمريكتين قبل وصول كولومبوس كان حوالي 50 مليون نسمة. بعد عدة قرون من الاستعمار، يقدر أن عدد السكان الأصليين قد انخفض إلى حوالي 6 ملايين في القرن العشرين. هذا يعني أن حوالي 44 مليون شخص قد فقدوا حياتهم نتيجة للأمراض، والقتل الجماعي، والاستعباد، والتهجير القسري.

المصادر الوثائقية

من أدق الوثائق التي تم الاستناد إليها في دراسة ما حدث للهنود الحمر تشمل:

  1. سجلات المستعمرين الأوروبيين: توفر سجلات المستعمرين الأوروبيين وصفًا مفصلاً للعديد من الأحداث التي وقعت خلال فترة الاستعمار.
  2. الأبحاث الأثرية: تساعد الأبحاث الأثرية في فهم تأثير الاستعمار على السكان الأصليين من خلال دراسة المواقع الأثرية والأدلة المادية.
  3. التقارير الحكومية: أصدرت الحكومة الأمريكية تقارير متعددة حول السياسات التي تم اتباعها مع السكان الأصليين، بما في ذلك تقارير عن التهجير القسري والمجازر.

خاتمة

تعرض الهنود الحمر للعديد من المصاعب والمعاناة منذ وصول المستعمرين الأوروبيين، وتسببت هذه الأحداث في وفاة ملايين منهم وتشريدهم من أراضيهم التقليدية. لا تزال آثار هذه الأحداث محسوسة حتى اليوم بين المجتمعات الأصلية في الأمريكتين. تتطلب دراسة تاريخ هذه الشعوب مراجعة دقيقة للوثائق التاريخية والأبحاث الأثرية لفهم حجم المأساة التي تعرضوا لها.

Public library

موقع المكتبة العامة يهتم بنشر مقالات وكتب في كافة فروع المعرفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى