مقال حول العلم وعلاقته بالله
إن اديان العالم عديدة وكثيرة، حيث يوجد في العالم آلاف الأديان ومئات الآلهة. فمنها ما هو قريب إلى المنطق والفهم، ومنها ما لا يمت للمنطق بصلة. فالدين من جهة يجد أن العلم يحاول نفي وجود الإله مع إنه لا يميل إلى ذلك أبدًا، ومنهم من يجد أن العلم يؤكد وجود الإله، ومنهم من يعتبر أن الإنسان خُلق بالخطأ وتتوالى آراء الأشخاص والأديان، إنما الحقيقة واحدة.
إن العلم المعتمد على نظرية التطور لداروين في تفسيره لأحداث الطبيعة لا يتناقض ووجود اللّٰه، حيث أن العلم يعمل بموضوعية على استكشاف الطبيعة وخفاياها لاستفادة الإنسان منها بشكل أساسي. وبما أن أكثر الأديان تهاجم العلم باعتباره مناقضًا أساسيًا لها، فإن الخبراء يعرّفونه بمجموعة مبادئ متطوّرة ومفَسّرة بشكل مفصل لاستخدامها في سبيل صناعة مستقبل مشرق للبشرية. فعلى سبيل المثال، إن العرب في العصور الوسطى حاربوا -وبكل قوتهم- الأطباء كإبن سينا الذي نعتوه بأبو الإلحاد، كما قاوموا الرازي باعتباره طبيبًا أيضًا، حيث تجدر الإشارة الى أن كلمة طبيب تعني في المعجم العربي المشعوذ مما يعني أن الإسلام اعتبروا كل من عالج بطرق علمية مشعوذًا يتواصل مع الجن.
فالحقيقة الثابتة هي أن العلم لا ينفي وجود الروح والإله، وهو لا يركّز في دراساته عليهما، إنما بعض المتدينين يعتبرون العلم إثباتًا لدينهم كبعض المسلمين -الذين يؤمنون في نظرية الأكوان المتعددة غير المثبتة- فهم يعتبرون أنها إثبات لوجود الله في السماء العليا. والذين يصدّقون نظرية الانفجار العظيم يعتبرون أن هناك شيئًا كان موجودًا من قبل (وهو الله) وقام بخلق هذا الانفجار مما أدى الى تكوّن الكون دائم التوسع.
نهاية الفكرة هي أن العلم لا ينفي وجود الأرواح والقوى الماورائية التي تحكم الكون، والأفكار ”المثالية“ التي وضعها هيغل إنما لا يحاول إثباتها. لكن الحقيقة الثابتة والنهائية هي أن الدين (وفكرة الأمور الخارقة للطبيعة) أيضا لا يحارب العلم، إنما دوغمائية الدين هي التي تنفي صحة العلم، وهذا توضيح لكل بشري.
فالعلم أهم عقيدة توصّل إليها العقل البشري.
هذا المقال لا يعبر سوى عن رأي كاتبه، ولا يعبر عن رأي فريق المكتبة العامة.