علوم وتكنولوجيامفاهيم وشخصياتمميز

توماس إديسون ونيكولا تسلا.. العلاقة والصراع بينهما

توماس إديسون ونيكولا تسلا هما من أشهر المخترعين والمهندسين في تاريخ التكنولوجيا، وقد لعبا دورًا كبيرًا في تطوير الكهرباء والأنظمة الكهربائية في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. كانت هناك علاقة مهنية بينهما، لكنها كانت معقدة وشهدت تنافسًا شديدًا، يعرف بـ “حرب التيارات”.

توماس إديسون

توماس ألفا إديسون (1847-1931) كان مخترعًا ورجل أعمال أمريكيًا، وقد حصل على أكثر من 1,000 براءة اختراع. من أبرز اختراعاته:

  • المصباح الكهربائي: على الرغم من أن إديسون لم يكن أول من اخترع المصباح الكهربائي، إلا أنه طور أول مصباح عملي وفعال تجاريًا.
  • الفونوغراف: أول جهاز لتسجيل وإعادة تشغيل الصوت.
  • الكاميرا السينمائية: أحد أوائل الأجهزة التي ساعدت في صناعة الأفلام.

إديسون كان مؤيدًا كبيرًا لنظام التيار المستمر (DC) لنقل وتوزيع الكهرباء.

نيكولا تسلا

نيكولا تسلا (1856-1943) كان مخترعًا ومهندسًا كهربائيًا وميكانيكيًا صربيًا-أمريكيًا. من أبرز إنجازاته:

  • المحرك الحثي: الذي يستخدم التيار المتردد (AC)، وهو أساس معظم الأجهزة الكهربائية اليوم.
  • ملف تسلا: الذي يستخدم لتوليد الكهرباء ذات الجهد العالي.
  • نظام التيار المتردد (AC): الذي يتيح نقل الكهرباء لمسافات طويلة بكفاءة أكبر من التيار المستمر.

عمل تسلا لفترة قصيرة مع إديسون بعد أن هاجر إلى الولايات المتحدة، لكنه سرعان ما انفصل عنه بسبب خلافات حول الرواتب وأفكار حول التيارات الكهربائية.

حرب التيارات

“حرب التيارات” كانت المنافسة بين نظام التيار المستمر (DC) الذي دعمه إديسون ونظام التيار المتردد (AC) الذي دعمه تسلا وجورج ويستنجهاوس. النقاط الرئيسية للصراع كانت:

  • الكفاءة والمسافة: التيار المتردد يمكن نقله لمسافات أطول بكفاءة أعلى من التيار المستمر، مما يجعله أكثر ملاءمة للشبكات الكهربائية الكبيرة.
  • السلامة: إديسون حاول إقناع الجمهور بأن التيار المتردد أكثر خطورة من خلال عروض علنية لتنفيذ عمليات إعدام حيوانات باستخدام التيار المتردد.

في النهاية، انتصر نظام التيار المتردد وأصبح النظام السائد لتوزيع الكهرباء في جميع أنحاء العالم. تسلا استمر في تطوير اختراعاته، بينما ركز إديسون على مشاريع أخرى في مجالات مختلفة مثل التعدين والتصوير السينمائي.

الخلافات الشخصية والمهنية

العلاقة بين تسلا وإديسون كانت مشحونة بالخلافات، بدءًا من النزاعات حول الرواتب إلى الاختلافات الجوهرية في رؤية كل منهما للمستقبل الكهربائي. تسلا كان مخترعًا مبدعًا وفيلسوفًا في العلوم، بينما كان إديسون رائد أعمال ومخترعًا عمليًا يركز على التطبيق التجاري. هذه الفروقات ساهمت في تكوين علاقة تنافسية، ولكنها كانت أيضًا دافعًا كبيرًا للتقدم التكنولوجي في تلك الحقبة.

Public library

موقع المكتبة العامة يهتم بنشر مقالات وكتب في كافة فروع المعرفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى