أغرب التجارب النفسية في التاريخ
في تاريخ علم النفس، جرت العديد من التجارب النفسية التي أثارت الجدل وأدهشت العالم بنتائجها وأخلاقياتها. فيما يلي نقدم لكم بعضًا من أغرب التجارب النفسية في التاريخ:
1. تجربة سجن ستانفورد (1971)
أجرى عالم النفس فيليب زيمباردو تجربة شهيرة لمعرفة تأثير البيئة السجنية على السلوك البشري. قام باختيار 24 طالباً جامعياً وقسّمهم إلى مجموعتين: السجناء والسجّانين، وخلق بيئة سجن مزيفة في قبو جامعة ستانفورد. على الرغم من أن التجربة كانت مقررة أن تستمر لمدة أسبوعين، إلا أنها توقفت بعد ستة أيام بسبب تدهور الأوضاع النفسية للمشاركين وتحوّل السجّانين إلى قساة.
2. تجربة ميلغرام (1961)
أجرى عالم النفس ستانلي ميلغرام تجربة لمعرفة مدى استعداد الناس لطاعة السلطة، حتى لو تعارض ذلك مع ضميرهم الأخلاقي. طلب من المشاركين أن يعطوا صدمات كهربائية (وهمية) لأشخاص آخرين عندما يجيبون بشكل خاطئ على أسئلة. كانت النتائج مروعة حيث أظهر الكثير من المشاركين استعدادهم لطاعة الأوامر حتى النهاية، رغم اعتراضاتهم الأخلاقية.
3. تجربة القرد، السلّم، والموز
هذه التجربة غير حقيقية لكنها تستخدم لتوضيح كيف يمكن أن تتشكل العادات والممارسات الاجتماعية بدون سبب واضح. في هذه التجربة، وُضِعَت مجموعة من القرود في قفص مع سلّم وعلبة موز في القمة. كلما حاول قرد الصعود لأخذ الموز، كان يتم رش الماء البارد على باقي القرود. بعد فترة، توقفت القرود عن محاولة أخذ الموز وتقوم بمنع أي قرد جديد يحاول الصعود، رغم أنه لم يعد هناك ماء بارد يُرش.
4. تجربة القردة الخمسة
وُضعت خمسة قرود في قفص، وعُلِقَت موزة على سقف القفص ووُضِعَ سلّم للوصول إليها. في كل مرة يصعد قرد لأخذ الموز، يتم رش الماء البارد على بقية القرود. بمرور الوقت، تعلمت القرود عدم محاولة أخذ الموز. ثم تم استبدال قرد بآخر جديد. القرد الجديد حاول أخذ الموز ولكن القرود الأخرى منعته. تكررت العملية حتى تم استبدال جميع القرود الأصلية بقرود جديدة لم تتعرض للماء البارد لكنها استمرت في منع أي قرد من محاولة أخذ الموز بسبب العادة الجماعية المتوارثة.
5. تجربة القردة والعقاب
تجربة أخرى مثيرة هي تجربة “الشرارة والتشويه”، حيث تم وضع مجموعة من الأطفال في غرفة بها لعب وُضعت في مكان مخصص لها. تم تشجيع الأطفال على اللعب بالألعاب، ولكن كلما حاول طفل اللعب بلعبة معينة، تعرض لصدمات كهربائية خفيفة. في النهاية، أصبح الأطفال يخشون الاقتراب من الألعاب.
6. تجربة لوفتس (1974)
أجرت إليزابيث لوفتس تجربة حول كيفية تكوين الذكريات الزائفة. أظهرت للناس فيديو لحادث سيارة ثم طرحت عليهم أسئلة بطريقة معينة تسببت في تغيير ذاكرتهم للأحداث. تبين أن الذكريات يمكن أن تكون قابلة للتلاعب والتغيير بسهولة.
7. تجربة القردة والعقاب: تجارب هارلو
أجرى هاري هارلو تجارب على القرود لفهم مدى أهمية التعلق العاطفي. فصل القرود الرضيعة عن أمهاتها ووضعها مع “أم بديلة” مصنوعة من الأسلاك أو القماش. أظهرت النتائج أن القرود تفضل الأم المصنوعة من القماش رغم أنها لم تكن توفر لها الطعام، مما يدل على أهمية الاتصال العاطفي والحنان.
8. تجارب يونغ (1930)
قام عالم النفس الأمريكي جون بي. واتسون بتجربة شهيرة تعرف بـ “التجربة على الطفل ألبرت”. حاول أن يثبت أن الخوف يمكن أن يُكتسب. علّم الطفل ألبرت الخوف من الفئران البيضاء من خلال إحداث صوت مزعج كلما اقترب من الفأر. رغم الجدل الأخلاقي، أظهرت التجربة أن الخوف يمكن أن يُكتسب ويتعمم على أشياء مشابهة.
هذه التجارب ليست سوى جزء من تاريخ طويل ومعقد لعلم النفس، وقد أدت إلى تغييرات كبيرة في الفهم الأخلاقي والتجريبي للسلوك البشري.