سميرة موسى (1917-1952) كانت عالمة فيزياء نووية مصرية رائدة، وتُعد واحدة من أبرز الشخصيات العلمية في تاريخ مصر الحديث. ولدت في قرية سنبو الكبرى بمحافظة الغربية في مصر، وكانت من أوائل النساء اللواتي حصلن على درجة الدكتوراه في العلوم النووية.
التعليم والمسيرة العلمية
- التعليم المبكر: أظهرت سميرة موسى اهتمامًا مبكرًا بالعلوم، حيث تميزت في دراستها خلال مراحل التعليم الأولى. بعد الانتهاء من المرحلة الثانوية، التحقت بكلية العلوم بجامعة القاهرة (جامعة فؤاد الأول آنذاك).
- تخرجها: حصلت على درجة البكالوريوس في العلوم بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولى، مما أهلها للحصول على منحة للدراسة في الخارج.
- الدكتوراه: أكملت سميرة موسى دراستها في بريطانيا، حيث حصلت على درجة الدكتوراه في الأشعة السينية وتأثيراتها على المواد المختلفة. كانت رسالتها للدكتوراه تدور حول “التأثير الحراري للأشعة السينية على المواد”، وقد تم الاعتراف بعملها كإسهام مهم في مجال الفيزياء النووية.
المساهمات العلمية
- الأبحاث في الطاقة النووية: كان هدف سميرة موسى الرئيسي هو جعل الاستخدام السلمي للطاقة النووية متاحًا للجميع. كانت تسعى إلى تسخير الطاقة النووية في التطبيقات الطبية، وخاصة في علاج السرطان. وقد دعت إلى توفير العلاج النووي لمرضى السرطان بتكلفة منخفضة.
- الندوات والمؤتمرات: شاركت موسى في العديد من المؤتمرات الدولية التي ناقشت الطاقة النووية واستخداماتها السلمية. كانت تدعو دومًا إلى أهمية نشر المعرفة العلمية وتطوير الأبحاث في البلدان النامية.
النشاط الاجتماعي والوطني
- المساواة في التعليم: كانت سميرة موسى مدافعة قوية عن حقوق المرأة في التعليم والعمل في المجالات العلمية. كانت تؤمن بأن التعليم هو الوسيلة الأقوى لتحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية.
- مشاركة النساء في العلم: قامت بتشجيع العديد من النساء على دخول مجالات العلوم والتكنولوجيا، وكانت مثالًا يحتذى به لكثير من النساء في مصر والعالم العربي.
الوفاة الغامضة
في عام 1952، توفيت سميرة موسى في حادث سيارة غامض أثناء زيارتها للولايات المتحدة الأمريكية، حيث كانت تجري أبحاثًا متقدمة في مجال الفيزياء النووية. كانت هذه الوفاة مثار تساؤلات وشكوك، حيث يعتقد البعض أنها قد تعرضت لعملية اغتيال بسبب أبحاثها وتوجهاتها في مجال الطاقة النووية.
الإرث والتكريم
- التكريم بعد الوفاة: بعد وفاتها، تم تكريم سميرة موسى بطرق عديدة في مصر، حيث أطلق اسمها على العديد من المدارس والشوارع. كما تم منحها العديد من الأوسمة من قبل الدولة المصرية تقديرًا لمساهماتها العلمية.
- الإرث العلمي: تعد سميرة موسى رمزًا للمرأة المصرية والعربية في مجالات العلوم، وقد أثرت أبحاثها ومبادراتها على تطوير العلوم النووية والاستخدامات السلمية للطاقة النووية.
سميرة موسى تظل شخصية ملهمة للكثيرين حتى اليوم، حيث جسدت بعملها ونضالها الطموح العلمي والشغف بالمساهمة في تقدم البشرية.
