رودلف هس (Rudolf Hess) كان سياسيًا ألمانيًا بارزًا وعضوًا في الحزب النازي، اشتهر بدوره في الحكومة الألمانية خلال فترة حكم أدولف هتلر، ومن ثم بأفعاله المثيرة للجدل في سنوات الحرب العالمية الثانية.
خلفية ونشأة
وُلِد رودلف هس في 26 أبريل 1894 في الإسكندرية، مصر. كان ابنًا لرجل أعمال ألماني ناجح، مما أتاح له حياة مريحة خلال طفولته. عاد إلى ألمانيا لتلقي تعليمه في ميونخ، حيث درس الاقتصاد في جامعة ميونخ. ومع بداية الحرب العالمية الأولى، انضم هس إلى الجيش الألماني وخدم كطيار، مما ساهم في تشكيل ميوله الوطنية المتشددة.
دوره في الحزب النازي
انضم هس إلى الحزب النازي (NSDAP) في بداياته، وكان من بين أوائل الأعضاء في الحزب. أصبح هس من المقربين لأدولف هتلر وسرعان ما ترقى في المناصب داخل الحزب. بعد محاولة انقلاب بير هول الفاشلة في عام 1923، سُجن هس مع هتلر، حيث ساعد في كتابة كتاب هتلر الشهير “كفاحي” (Mein Kampf). هذه الفترة أكدت مكانته كمستشار مقرب لهتلر.
المناصب السياسية
عُيّن هس نائبًا لهتلر في عام 1933، حيث كان له دور كبير في صياغة وتنفيذ سياسات الحزب. كان يعتبر الرجل الثاني في الحزب بعد هتلر وكان يشرف على التنظيمات الحزبية وعلى تطبيق القوانين التي فرضها النظام النازي.
الرحلة إلى بريطانيا
في خطوة غامضة ومثيرة للدهشة، قرر رودلف هس في 10 مايو 1941، الطيران بمفرده إلى اسكتلندا في محاولة للتفاوض على سلام مع المملكة المتحدة. اعتقد هس أنه يمكنه إقناع البريطانيين بالتوصل إلى اتفاق سلام مع ألمانيا، لكن خطته باءت بالفشل. تم اعتقاله فور وصوله وأمضى بقية الحرب كأسير لدى البريطانيين.
المحاكمة ونهاية حياته
بعد نهاية الحرب، تم محاكمة هس في محاكمات نورمبرغ، حيث أدين بتهم تتعلق بالجرائم ضد السلام والتآمر لشن حروب عدوانية. حُكم عليه بالسجن مدى الحياة وقضى عقوبته في سجن شبانداو في برلين الغربية. في 17 أغسطس 1987، توفي هس في السجن في ظروف اعتبرت انتحارًا، رغم وجود بعض النظريات التي تشكك في ذلك.
الإرث
رودلف هس شخصية جدلية، ينظر إليه البعض كرمز للولاء الأعمى لهتلر ولأيديولوجية النازية، بينما يرى آخرون في محاولته للسلام عملاً يائسًا من شخص أراد تجنب المزيد من إراقة الدماء.
