البيجر (Pager) هو جهاز اتصال لاسلكي صغير يستخدم لتلقي رسائل قصيرة، وغالبًا ما كان يستخدم كوسيلة لإرسال إشعارات أو تنبيهات للمستخدمين قبل انتشار الهواتف المحمولة على نطاق واسع. كان البيجر جزءًا أساسيًا من تكنولوجيا الاتصالات في أواخر القرن العشرين، وخصوصًا في فترة الثمانينيات والتسعينيات.
مكونات وآلية عمل البيجر:
- الهوائي (Antenna): يلتقط الإشارة اللاسلكية من محطة الإرسال.
- المستقبل (Receiver): يقوم بتلقي الإشارة ومعالجتها.
- المعالج (Processor): يقوم بفك تشفير الرسالة التي تأتي على هيئة رموز مشفرة.
- الشاشة: في البيجرات المتقدمة كان هناك شاشة صغيرة لعرض الرسائل النصية البسيطة.
- مكبر الصوت أو الاهتزاز: ينبه المستخدم عند وصول رسالة جديدة.
أنواع البيجرات:
- بيجرات الإشعار الصوتي (Tone Pager): تعطي تنبيهاً صوتيًا أو اهتزازياً لإعلام المستخدم بوجود رسالة واردة، دون القدرة على عرض نص الرسالة. كان المستخدم يتصل بالرقم الذي يعرفه ليحصل على الرسالة الكاملة.
- البيجرات الرقمية (Numeric Pager): تعرض أرقاماً فقط على الشاشة، عادةً أرقام هواتف يجب الاتصال بها.
- البيجرات النصية (Alphanumeric Pager): تعرض رسائل نصية قصيرة تحتوي على حروف وأرقام، مما يجعلها مفيدة لإرسال معلومات مختصرة مثل رقم هاتف أو رسالة قصيرة.
آلية عمل البيجر:
- الإرسال: يقوم المرسل، سواء كان شخصًا أو خدمة طوارئ أو مؤسسة، بإرسال رسالة إلى مركز البث أو محطة الإرسال باستخدام خط هاتف أو عبر الإنترنت.
- معالجة الرسالة: يتم توجيه الرسالة إلى محطة إرسال لاسلكية، ثم تُرسل الإشارة عبر موجات الراديو إلى البيجرات المتصلة بتلك المحطة.
- التنبيه: عند استقبال البيجر للإشارة، يقوم بتنبيه المستخدم إما بالصوت أو الاهتزاز.
استخدامات البيجر:
- القطاع الصحي: كان الأطباء والممرضون يعتمدون بشكل كبير على البيجرات لتلقي تنبيهات عاجلة.
- الطوارئ: كانت فرق الطوارئ والشرطة والإطفاء يستخدمون البيجرات لتنبيههم بالأحداث الحرجة.
- الأعمال التجارية: كان يستخدم البيجر من قبل المديرين والموظفين الأساسيين لتلقي رسائل عاجلة في الشركات.
مميزات البيجر:
- نطاق واسع: كان بإمكان البيجرات تلقي إشارات من مسافات طويلة، وكانت مفيدة في المناطق التي قد لا تحتوي على تغطية هاتفية جيدة.
- البساطة: كانت البيجرات سهلة الاستخدام وبسيطة في التعامل معها.
- تكلفة منخفضة: كانت تكاليف التشغيل أقل من تكلفة الهواتف المحمولة في ذلك الوقت.
تراجع استخدام البيجر:
مع تطور الهواتف المحمولة وظهور خدمات الرسائل النصية والبريد الإلكتروني والهواتف الذكية، تراجع استخدام البيجر بشكل كبير. الهواتف المحمولة قدمت نفس المزايا تقريبًا وأكثر، بالإضافة إلى القدرة على إجراء المكالمات والاتصال بالإنترنت، مما جعل البيجر قديمًا في النهاية.
ومع ذلك، لا تزال البيجرات مستخدمة في بعض المجالات، خاصة في القطاعات التي تتطلب الاعتماد على نظام اتصالات بسيط وموثوق مثل بعض مستشفيات الطوارئ، وذلك بسبب قدرتها على العمل في الظروف التي قد تتعطل فيها الاتصالات المحمولة، مثل الكوارث الطبيعية.
