كيف تم اغتيال السفير الروسي بتركيا على طريقة الحشاشين ؟ – بقلم: حمودة إسماعيلي
الرجل المسلح الذي هاجم السفير الروسي بتركيا، مساء الإثنين 19 ديسمبر، يدعى ميفلوت ميرت التينتاس Mevlut Mert Altintas، حامل للجنسية التركية وهو من مواليد مدينة سوك بمحافظة أيدين التركية. يبلغ من العمر 22 سنة، ضابط خارج الخدمة بقوات الشرطة، وحدة مكافحة الشغب، ودخل المتحف مستخدما بطاقته.
تم ضبط ميلفوت من طرف الأمن، دون توضيح هل عملية الضبط أدت إلى قلته أم القبض عليه ؟ غير أن أغلب المصادر تشير إلى أنه تمت تصفيته (تم نشر صور له فيما بعد وهو ملقى قتيلا). تعرض السفير الروسي لدى تركيا، أندريه كارلوف لخمس طلقات من ثمانية من سلاح منفذ الهجوم، خلال إلقائه لكلمة بمناسبة إفتتاح المعرض المصور “روسيا بعيون أتراك” بمتحف الفن الحديث بالعاصمة التركية أنقرة، ليسقط على إثر ذلك قتيلا على الأرض؛ فما كان من منفذ الهجوم إلا أن يصيح بشكل هستيري “الله أكبر الله أكبر، نحن الذين بايعوا محمدا على الجهاد ما هذه إلا ساعة، الله أكبر، لا تنسوا حلب لا تنسوا سوريا.. لن يردعني سوى الموت، وكل من شارك في هذا الظلم سيدفع الثمن واحدا تلو الآخر..”.
شاهد عاين الموقف، رافضا الكشف عن نفسه، وصف الحدث كما نقلته التقارير الصحفية : “لقد أخرج مسدسه فجأة وصوب باتجاه السفير، لقد شاهدنا السفير يقع على الأرض، فقمنا بالهرب جميعا للاختباء”.
تصدّر المشهد المصور وعبارات منفذ العملية عناوين الصحف والقنوات الإخبارية وصفحات المواقع الاجتماعية. تم اعتبار العملية “هجوما إرهابيا”، يهدف بالجوهر لتشويش العلاقة بين روسيا وتركيا اللتان شهدتا خلافات متكررة منذ سنوات مضت.
طبعا عملية إرسال عميل متخفي للقضاء على رمز سياسي، بما يترتب عن ذلك من تبعات سياسية وتعميق الخلافات، يعتبر خطوة مغايرة في سير العمليات الإرهابية تأخذ طابع الحشاشين كما في التراث الإسلامي، حيث جماعة من القتلة مكونة خصيصا لاستهداف الرموز السياسية، تحت إمرة الحسن الصباح، أخذت هذه الجماعة طابع الرواية التاريخية حينا وطابع الأسطورة حينا آخر : لكن مضمون القضية يظل هو مس وتر حساس في عملية الاستهداف يبعثر أوراق الخصم.
صرّحت الناطقة المتحدثة باسم الخارجية الروسية، للتلفزيون الروسي بأن “القتلة سيعاقبون، الإرهاب لن يظل، سنقوم بالقضاء عليه”؛ كما أضافت “سيتم طرح هذه القضية على أعضاء مجلس الأمن الدولي.. وستصدر الخارجية الروسية بيانا مناسبا حول هذا الشأن”.
ـــــــــــــــــــــــــ
هذا المقال لا يعبر سوى عن رأي كاتبه، ولا يعبر بالضرورة عن رأي فريق المكتبة العامة