مقالات عامة

4 أخطاء كبرى تقضي على الحب في علاقاتنا .. تعرّف عليها كي تتجنبها

4 أخطاء كبرى تقضي على الحب في علاقاتنا .. تعرّف عليها كي تتجنبها – ترجمة: سارة محمود

إن المشاكل تأتي من اللسان.. مثل صيني.

هل تواجهك المشاكل في طريقة التواصل في إطار علاقتك العاطفية؟ حسنًا، فقد وضحت العديد من الدراسات أن التواصل السلبي على رأس قائمة أسباب المشاكل بين الأزواج، كما أنه أحد أهم أسباب الطلاق.

فيما يلي أربعة أخطاء كبرى يقوم بها الأزواج أثناء التواصل مع بعضهم البعض، والتي غالبًا ما تؤدي إلى الخلاف وسوء العلاقة.

1- الضمير المخاطب «أنت» مع إعطاء التعليمات

دائمًا ما يتسم التواصل السلبي باستخدام أنواع بعينها من الضمير المخاطب مثل “أنت كذا ..”، “المفترض أن ..”، “يجب عليك أن ..”، “من الأحسن لك أن ..”، أو “أنتم أشخاص  ..”، فكل هذه التعليمات إما أنها تلقي بأحكام سلبية أو تـُملي الأوامر على الآخرين.

ها هي بضعة أمثلة من استخدام ضمير المخاطب بطريقة توجيهية:
أنت لست جيدًا بما يكفي.

يجب عليك أن تنتبه.
المفترض أن تفعل ذلك الآن.
لا بد أن تفهم موقفي.
من الأحسن لك أن تقوم بالأمر بشكل صحيح.

ومعظمنا لا يحب أن يُـملي عليه أحد ما يفعله، ونحن عندما نستخدم الضمير المخاطب “أنت” في إعطاء التعليمات فمن الطبيعي أن يثير ذلك الأمر الشعور بالاستياء ويحفز السلوك الدفاعي لدى المتلقي. ويسبب ذلك النوع من التواصل المشاكل لأنه يدعو الآخرين إلى الإجابة بـ “لا” الأمر الذي دائمًا ما يؤدي إلى الخلافات والمشاحنات.

فهناك طرق فعالة تستطيع أن توصل بها وجهة نظرك دون الحاجة إلى إعطاء التعليمات للآخرين.

2- الأحكام المطلقة

الأحكام المطلقة هي الجمل التعميمية التي نطلقها على صفات وسلوك الآخرين بشكل سلبي، وتتضمن معظم الأحكام المطلقة كلمات مثل: “دائمًا”، و”مطلقًا”، و”مجددًا”، و”جدًا”، و”كل مرة”، و”مجرد”، و”كل الناس” ودائمًا ما تقترن الأحكام المطلقة أيضًا بلغة الضمير المخاطب “أنت”.

فعلى سبيل المثال:

أنت دائمًا تترك قاعدة المرحاض مفتوحة.

أنت لا تعيد إغلاق معجون الأسنان بعد استخدامه مطلقًا.

أنت تثير الفوضى مجددًا.

أنت كسول جدًا.

أنت تنسى أن تفعل ذلك في كل مرة.

أنت مجرد جلف.

كل الناس تعرف أنك شخص سيء.

وتثير الأحكام المطلقة المشاكل بطرق متعددة؛ أولًا: الرسائل السلبية المتضمنة في هذه الأحكام التعميمية تبرمج عقل قائلها على استحالة أن يكون المتلقي أي شيء غير ما قيل. ثانيًا: لأن الأحكام المطلقة تشير إلى “كل ما هو خطأ” بدلًا من “كيفية إصلاحه” فهذه الجمل لا تشجع الشخص على التغيير. وأخيرًا، فالأحكام المطلقة مثلها مثل لغة الـ “أنت” التي تناولناها مسبقًا فيمكننا إثبات عكسها بسهولة، فإذا قلت لك “أنت لا تغسل الأطباق مطلقًا”، فكل ما تحتاج إليه هو أن تأتي بمثال واحد يثبت عكس ذلك فتقول “هذا غير صحيح، لقد قمت بغسلها مرة في العام الماضي”، وبذلك تكون قد نقضت حكمي. فالطبيعة التعميمية للأحكام المطلقة دائمًا ما تجعلها عرضة للنكران والإتيان بالأمثلة التي تثبت العكس.

3- القسوة على الشخص وإهمال الموضوع

في كل موقف يستدعي التواصل مع شخص آخر يوجد عنصرين: الأول هو الشخص الذي تتحدث معه، والعنصر الآخر هو الموضوع أو السلوك الذي تتحدث عنه. فمن يقدرون على التواصل بشكل جيد يستطيعون الفصل بين الشخص وبين الموضوع أو السلوك، لكن من يتواصلون بشكل سلبي يفعلون العكس؛ فهم “يشخصنون” الأمر ويصبحون قساة مع الشخص ويقللون من شأن الموضوع أو السلوك أو حتى يتجاهلونه.

مثلًا:

التواصل السلبي: أنت غبي جدًا.

التواصل الإيجابي: أنت شخص ذكي، وما فعلته في الصباح لم يكن من الذكاء.

التواصل السلبي: أنت لا تنظف أبدًا، أنت كسول.

التواصل الإيجابي: لقد لاحظت أنك لم تغسل الأطباق هذا الأسبوع.

فالقسوة على الشخص مع إهمال الموضوع يستثير ردود الأفعال السلبية عند الناس بسهولة مما يجعلهم يأخذون الأمر بشكل شخصي فيشعرون بالغضب، أو الاستياء، أو التمرد، أو يشعرون بأنهم جُرحوا.

لاحظوا أيضًا أن القسوة على الشخص وإهمال الموضوع يتضمن أيضًا الاستخدام المتكرر للأحكام المطلقة ولغة الـ “أنت”.

4- الاستهزاء بالمشاعر

يحدث الاستهزاء بالمشاعر عندما نعرف المشاعر التي يحس بها شخص ما سواء كانت إيجابية أم سلبية ثم نهملها، أو نحقر من شأنها، أو ننتقص منها أو نتجاهلها، أوحتى نحكم على تلك المشاعر بشكل سلبي.

مثل:

إن اهتماماتك لا تعني شيئًا بالنسبة لي!.

إن شكواك لا أساس لها من الصحة!.

أنت تـُخرِّب كل شيء!.

إن غضبك رد فعل مبالغ فيه!.

ثم ماذا إذا حصلت على تقدير “جيد” في الرياضيات؟ لقد كنت أحصل دائمًا على “امتياز.

لا تفرح بنفسك هكذا، فتحسـُّـنك هذا لا يعني الكثير!.

وعندما يشعر المرء بالتحقير من مشاعره الإيجابية فمن المرجح أن تتضاءل تلك المشاعر أو حتى تختفي. وبينما تتناقص المشاعر الإيجابية تتناقص معها قوة العلاقة، أما عندما يتم الاستهزاء بالمشاعر السلبية فإنها غالبًا ما سوف تتفاقم وتترسخ، وبينما تتضخم المشاعر السلبية تتضخم الفجوة بين طرفي العلاقة.

لأنه إذا تم الاستهزاء بمشاعر شخص آخر فإنه غالبًا سوف يستاء في الحال، فالشخص (أو المجموعة) الذي استـُهزئ بمشاعره للتو سيشعر بالإهانة والغضب. وفي بعض الأحيان يمكن أن يغلق ذلك الشخص الباب على مشاعره حتى لا يتم جرحها مجددًا. ثم أن الاستهزاء بالمشاعر هو أحد أكثر الأشياء التي قد يفعلها المرء تدميرًا لعلاقته مع أقرب الناس إليه، فهو يعد أحد أهم الأسباب التي تؤدي إلى إنهاء العلاقة بين الأصدقاء، وأفراد الأسرة، والأزواج.

عواقب سوء التواصل: المشاجرة والهروب والتبلد

كما وضحنا مسبقًا فإن سوء التواصل يسبب الخلاف ويحفز السلوك الدفاعي ويجعل العلاقات أسوأ. أما عن ردود الأفعال الناتجة عن ذلك فإنها واحدة من ثلاثة: فالناس على الأرجح إما أن تتشاجر مع الشخص سلبيّ التواصل، أو تهرب منه وترحل، أو تتبلد مشاعرها تجاهه. وردود الأفعال الثلاثة تلك تشكـِّل عوائق كبيرة أمام تطور أية علاقة جيدة أو حتى استمرارها في البيت أو في العمل لأنها تسبب المعاناة لكل من المرسل والمتلقي في إطار التواصل السلبي.

فإذا كنت تعاني من سوء التواصل في علاقاتك فالخبر الجيد هو أنه طالما كانت عندك الرغبة أنت وشريك حياتك في التغيير فإنكما تستطيعان أن تتعلما إصلاح الأمر سريعًا وتنفيذ النصائح على الفور. لمزيد من المصادر في نفس الموضوع اقرأوا كتابيّ: “كيف تجيد التواصل مع الناس وتتعامل مع الشخص صعب المراس” و”كيف تتعامل مع الأشخاص المتسمون بالعنف والسلبية.”

إن التواصل مهارة تستطيع أن تتعلمها، مثلها مثل ركوب الدراجة أو الكتابة، فإذا كانت لديك الرغبة في تعلـُّمها تستطيع بذلك تطوير كل مجالات حياتك.. براين تراسي.

المصدر: ساسة بوست

هذا المقال لا يعبر سوى عن رأي كاتبه، ولا يعبر بالضرورة عن رأي فريق المكتبة العامة

Public library

موقع المكتبة العامة يهتم بنشر مقالات وكتب في كافة فروع المعرفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى