علوم وتكنولوجيا

تعرّف علي التجربة العلمية التي كادت أن تحطم نظرية “النسبية” لـ “أينشتاين”

تعرّف علي التجربة العلمية التي كادت أن تحطم نظرية “النسبية” لـ “أينشتاين”

 يبدو أن النظريات العلمية تشبه الأسماك، يأكلها بعضها بعضاً !

كثيراً ما قرأنا المقالات التي تزعم بتحطيم نظرية أينشتاين، فهل حقاً قامت احدى التجارب من قبل بإثبات خطأ النظرية النسبية لأينشتاين؟

وفقاً لمعادلات نظرية إينشتاين فإن الضوء هو أسرع شيء موجود في هذا الكون، والذي يمثل حدوداً يستحيل تخطيها، فإذا ثُبُت أن هناك ما هو أسرع من الضوء فهذا دليل كافي يضع حداً لهذه النظرية، ولكن هل قام أحد من قبل بإكتشاف جسم أسرع من الضوء؟

في عام 2008 قام أكثر من 150 عالماً من علماء المركز الأوروبي للأبحاث النووية في ”سيرن“ بسويسرا بتجربة ضخمة أسموها تجربة ”أوبرا“ لمعرفة ما إذا كان جسم ”النيترينو“ أو كما يعرف بـ”الجزئيات الشبح“ أسرع من الضوء أم لا، حيث يقوم الفريق فيها بإرسال حزم من جسم النيترينو تم تحضيرها في المختبر الخاص الموجود في ”سيرن“ في سباق مع الضوء عبر 730 كيلومتراً من الصخور إلي مختبر ”غران ساسو“ الواقع في إيطاليا تحت الأرض، بحيث تعتمد التجارب علي أكثر من 15 ألف جسم نيترينو في خلال ثلاث سنوات.

تجربة ”أوبرا“

تجربة ”أوبرا“

وكانت المفاجأة التي أعلنها الفريق في سبتمبر من عام 2011، والتي قلبت أفكار المجتمع العلمي رأساً علي عقب، أن هذا الجسم وصل إلي المكان المقصود قبل الضوء بـ60 نانوثانية!

نعم لقد توصّلوا إلي هذا الجسم العجيب الذي سبقت سرعته سرعة الضوء والذي يضرب بأساسيات الفيزياء في القرن الأخير عرض الحائط.

ظلت البلبلة قائمة بين مؤيد للنظرية ومعارض للتجربة وآخر معارض للنظرية ومصدّق لتلك التجربة الضخمة، إلي أن قام فريق من العلماء بعمل تجارب علي 7 من هذه الأجسام ووجدوا أن سرعتها لا تسبق الضوء وأنها تسير وفق معادلات أينشتاين، ثم توالت من بعد هذا التجارب التي تثبت صحة النسبية وخطأ تلك التجربة، إلي أن صرح فريق ”أوبرا“ نفسه في المؤتمر الدولي للفيزياء الفلكية وفيزياء النيترينو وأنهي هذا الخلاف القائم قائلاً:

تم التوصل إلى معادلة متسقة بواسطة المعطيات الأولية وعمليات قياس جديدة بينت أن سرعة النيوترينو تتماشى مع سرعة الضوء.

راجع العلماء الذين شاركوا في تلك التجربة عملياتهم، فوجدوا خللا في دقة الساعة المستخدمة التي تبين بعدها أنها كانت متأخرة بـ15 نانوثانية، ووجدوا أيضا خللاً في الرابط بين حواسبيهم ونظام تحديد المواقع.

وهكذا انتهت أكبر التجارب العلمية التي حاولت تفنيد أدلة النظرية النسبية لأينشتاين، لتبقي هذه النظرية شاهدة علي عظمة هذا العقل المبدع، وتبقي التجربة شاهدة علي مرونة العلم والمنهجية العلمية.

المصدر

هذا المقال لا يعبر سوى عن رأي كاتبه، ولا يعبر عن رأي فريق المكتبة العامة.

Public library

موقع المكتبة العامة يهتم بنشر مقالات وكتب في كافة فروع المعرفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى