ماذا تعرف عن السادية؟
السادية هي مصطلح يستخدم في علم النفس لوصف اضطراب يتميز بالشعور بالمتعة أو الإثارة عند إلحاق الألم أو المعاناة بالآخرين. هذا المفهوم يرتبط بشكل وثيق بالشخصية التي تستمد اللذة من السيطرة أو الهيمنة على الآخرين من خلال وسائل مؤذية جسديًا أو نفسيًا.
تاريخ المصطلح
يعود أصل كلمة “السادية” إلى اسم الكاتب الفرنسي الشهير ماركيز دي ساد (Marquis de Sade)، الذي عاش في القرن الثامن عشر وكتب العديد من الأعمال الأدبية التي تحتوي على مشاهد من العنف والانحرافات الجنسية. بسبب محتوى كتاباته، أصبحت كلمة “سادية” تستخدم للإشارة إلى اللذة المكتسبة من إلحاق الألم بالآخرين.
السمات الرئيسية للسادية
- التمتع بالإيذاء: الفرد السادي يشعر بالمتعة أو الرضا من رؤية الآخرين يعانون أو من خلال التسبب في معاناتهم بشكل مباشر.
- السيطرة والهيمنة: السادية ترتبط بشكل كبير بالرغبة في السيطرة على الآخرين وإخضاعهم، وهذه السيطرة يمكن أن تكون نفسية أو جسدية.
- الافتقار إلى التعاطف: الأشخاص الذين يعانون من سلوكيات سادية غالبًا ما يفتقرون إلى التعاطف مع الآخرين ولا يهتمون بمشاعرهم أو حقوقهم.
- السلوك المتكرر: السلوك السادي ليس حدثًا فرديًا، بل هو نمط مستمر من التصرفات.
السادية والعلاقات الجنسية
في بعض الأحيان، تُستخدم كلمة “سادية” في سياق جنسي للإشارة إلى الأشخاص الذين يستمتعون بممارسة العنف أو التحكم في شريكهم الجنسي. يمكن أن يظهر هذا النوع من السادية في العلاقات BDSM (ربط، هيمنة، سادية، مازوخية)، حيث يوافق الطرف الآخر على هذه الممارسات كجزء من العلاقة الجنسية.
الفروق بين السادية كاضطراب وكصفة شخصية
من المهم التمييز بين السادية كاضطراب نفسي وبين السلوك السادي كصفة شخصية. ليس كل شخص لديه سلوكيات سادية يعاني من اضطراب سادي. الاضطراب السادي يتطلب تشخيصًا من متخصص في الصحة العقلية ويظهر بشكل مستمر وبطريقة تؤثر سلبًا على حياة الفرد والآخرين.
العلاج والتدخل
العلاج النفسي يمكن أن يكون فعّالًا في مساعدة الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات سادية. العلاج يركز على تطوير مهارات التحكم في النفس، وزيادة القدرة على التعاطف مع الآخرين، وتعديل السلوكيات السادية.
السادية موضوع معقد ومتعدد الأبعاد يتطلب فهمًا دقيقًا للتفرقة بين السلوكيات المقبولة اجتماعيًا وتلك التي تعتبر اضطرابية وضارة.