5 كتب ممنوعة على القارئ السعودي .. تعرّف عليها – عبد الرحمن أبو الفتوح

مقالات عامة ,

“عفوًا سيدي ليس مسموح لك اصطحاب هذه الكتب، سنضطر إلى مصادرتها”.

عبارة يتكرر سماعها على المنافذ  الحدودية للمملكة العربية السعودية، فقائمة الكتب الممنوعة في السعودية تعد من أطول القوائم على المستوى العربي.
هذا ما أكده المعارض السعودي كساب العتيبي حيث يرى أنه في ظل العيش في دولة كالسعودية – التي يصفها بأنها بلد “فوضوي وبوليسي”- ليس بها قانون ينظم آلية المنع والمراقبة، فحينها ستكون المساحة نسبية بشكل كبير وتخضع لأهواء من بيدهم السلطة.

ما يؤكد هذا الأمر أنه رسميًّا يفترض أن وزارة الثقافة والإعلام هي المسؤولة عن ممارسة دور الرقابة والمنع، لكن ما يحدث في الواقع أن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تشاركها هذا الدور عن طريق محتسبيها الذين كثيرًا ما شوهدوا داخل معرض الرياض الدولي للكتاب وهم يقومون بمصادرة بعض الكتب، بل وصل الأمر إلى التعدي على البائعين.

الكثير من مؤلفي الكتب الممنوعة يحظون بشهرة داخل الأراضي السعودية وخارجها، بل وبعضهم تولى مناصب رسمية في مؤسسات الدولة، مما يجعل عملية منع وصول الكتب إلى القراء شبه مستحيلة.

في السطور القادمة سيعرض التقرير أبرز الكتب الممنوعة في السعودية.

خماسية مدن الملح، عبد الرحمن منيف

بهذه الكلمات لخَّص الروائي السعودي الراحل عبد الرحمن منيف مغزى تسمية خماسيته الروائية بـ “مدن الملح”. ونظرًا لأنه يعد معارضًا للحكم السعودي فقد تم منع نشرها في السعودية. حاول منيف في خماسيته تجنب الاحتكاك المباشر بالسعودية، فروايته تصور الحياة في دولة مُتخيلة اختار لها اسم “موران”، والحقبة الزمنية لأحداث الرواية ترجع إلى فترة اكتشاف النفط، وما نتج عن ذلك من تحولات متسارعة عاشتها مدن تلك الدولة وقراها.

الأجزاء الخمسة للرواية بالتتابع هي: “التيه” ويشرح تفاصيل الفترة التي تلت اكتشاف البترول في الجزيرة العربية، وبداية نشوء الدولة، و”الأخدود” وهنا تبدأ تحالفات رجال الأعمال مع ساسة الدولة وحكامها، و”تقاسيم الليل والنهار” رجوع مرة أخرى إلى جذور العائلة الحاكمة وما دار في سنوات الصراع القبلي، أخيرًا في جزئي “المنبت” و”بادية الظلمات” تجرى عملية رصد للتحولات السياسية التي حدثت في “موران”.

هذي هي الأغلال، عبد الله القصيمي

“كتاب “هذي هي الأغلال” وجهه القصيمي إلى الملك عبد العزيز الذي كان يحكم السعودية آنذاك لكي يتبناه، وأراد أن يوصل من خلاله رسالة مفادها أن عظمة الشعوب لا تكمن في الثروات الطبيعية ولا في الاتفاقيات، ولكن في قدرة الشعوب الذاتية على الإنتاج العقلي والمادي من ناحية الأفراد، وأصُدر الكتاب في بداية تحوله عن السلفية الوهابية”.

أراد الكاتب إبعاد الشبهات عن غرضه من تأليف هذا الكتاب؛ فكتب فيه: “من الجائز أن أكون قد أخطأت أو بالغت في بعض المواضع. ولكن أمرين يجب ألا يقع عندهما خلاف ولا يسوء فيهما فهم؛ أحدهما أني كنت مخلصًا في جميع ما كتبت، وأني ما أردت إلا خدمة الحق وخدمة أمتنا العزيزة. وليكن هذا شفيعًا لي عند من يخالفني في بعض المسائل أو بعض الشروح والتفصيلات. وثانيهما أني لم أحاول إلا أن أكون مؤمنًا بالله ورسله وكتبه واليوم الآخر”.

وصف القصيمي في كتابه المرحلة التي يقف عندها المسلمون بأنهم: “يقفون أمام خيارين لا ثالث لهما: إما أن يستفيدوا من التراث العلمي للبشرية أو أن يبقوا متخلفين جهلة، ولكي يتخلصوا من الركود الذي هم فيه، ما عليهم إلا أن يعرفوا أنه لا يوجد معرفة ضارة ولا جهل نافع، وأن كل الشرور مصدرها الجهل وكل الخير مصدره المعرفة”.

ترمي بشرر، عبده خال

يسرد مؤلف الرواية موقفًا حدث بينه وبين أحد المسؤولين عن الرقابة على النشر، حينما قام بوضع الكثير من الخطوط الحمراء في كل صفحة من صفحات إحدى الروايات، مطالبًا بتعديل الصياغة وفقًا لما يتوافق معه، وهو ما رفضه المؤلف مؤكدًا على إصراره على طبع كتبه وتوزيعها في دول الخليج والعالم العربي، دون أن يهتم بأن تُنشر في بلده.

حيث يرى أنه مع تطور وسائل التواصل الاجتماعي لم يصبح هناك معنى لمنع أي كتاب من النشر، فهناك آلاف الكتب المتوفرة على شبكة الإنترنت، لذلك من العيب أن تظل هناك قوائم لمنع الكتب.

بطل رواية “ترمي بشرر” شخص يعمل في أحد القصور الغامضة بمدينة جدة بالسعودية، يقوم بإسداء خدمات خاصة لصاحب القصر، الذي يأتي دوره في الرواية كمسرح لمشاهد التحلل الإنساني والفساد والشر، حيث ساكنوه ومرتادوه إما رجال أعمال فاسدون أو مومسات أو أشخاص مشوهون يقومون بأعمال تتطلب شخصيات تكون نفسياتها مخزنًا للقاذورات على حد وصف المؤلف.

الملوك المحتسبون

“المثير للاهتمام هو أن مؤلفه الذي ولد في مدينة بريدة بالسعودية عمل في مرحلة مبكرة من حياته كإمام لعدد من الجوامع بالمدينة، وعضو بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”.

يصنف الكتاب بأنه دراسة نقدية تتناول تاريخ الحسبة في الفكر الإسلامي، وأصولها في الدولة السعودية، مع رصد لأهم الحوادث الرئيسية التي حدثت في فترة ما قبل عام 2007، وتوضيح لعلاقة آل سعود بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكيف ينظرون إلى وظيفتها، ودورهم في إقامة الشريعة الإسلامية.

أصل الكتاب عبارة عن 11 دراسة نشرها منصور النقيدان في صحيفة الوقت البحرينية، قام بتجميعها، ليقوم مركز المسبار الذي يملكه الإعلامي السعودي تركي الدخيل ويديره النقيدان بإصداره في عام 2012.

حكاية وهابية

السبب من وجهة نظر المؤلف كان ما حوته الرواية من تعرض للشأنين الديني والسياسي بنهج مختلف عن السائد، خاصة فيما يتعلق بتبنيها وجهة نظر نقدية حادة للفكر الديني المنتشر حاليًا في السعودية، وأيضًا توصيف الجهاديين بأنهم أناس طبيعيون لكنهم مُحبطون، عكس ما تروجه وسائل الإعلام السعودية عنهم.

تستمد الرواية أحداثها من الواقع عن أشخاص يخوضون الصراع الأزلي بين الدين الحقيقي، والتدين المصطنع، وبين الجهاد كقيمة عليا، والجهاد كتعبير عن الرفض، مما يجعلها مصدرًا جيدًا للتعرف على تفاصيل مرحلة صعود تيار الصحوة في السعودية، والتغيرات المجتمعية المصاحبة لها.

المصدر: ساسة بوست