لقد تطورت العلاقات القائمة بين البشر وتغيرت مع الزمن حيث أصبحنا في زمن قلت فيه المشاعر والروحانيات والرومانسية وزادت الماديات وسيطرت الحياة العملية والواقعية على اجمل معاني المشاعر والأحاسيس والحب
ولكن مع ذلك مهما طغت الحياة العملية علينا واحاطتنا وأخذتنا من بعضنا البعض تبقى عاطفة الحب قابعة في الروح والأذهان تنتظر من يحركها فينا كي تسري في كياننا من جديد وتشعرنا بطبيعتنا البشرية التي تميل إلى الحب والعواطف، ومع هذا التقدم الذي نشهده كان هناك مجالا لنتعرف على التغيرات البيولوجية التي تحدث لنا نتيجة لتبادل فعل وشعور الحب وبعض الحقائق العلمية الأخرى عن الحب والتي سوف نقوم الآن بطرحها من خلال السطور التالية.
1 – سيلا من الدوبامين/ النورابنفرين:
وفقا لما ذكرته الباحثة هيلين يشر أن العقل هو العضو المسؤول عن الحب وليس القلب، حيث أن مراكز المخ المسؤولة عن إفراز الدوبامين والنورابينيفرين تنشط جدا عندما يفكر الشخص ويركز تفكيره على ما يحب ويجعل الشخص كالأعمى والواقع تحت تأثير مخدر الكوكايين مثلا، فلا تتعجب عندما ترى أحد المحبين يكتب الأشعار والأغاني والقصائد التي تتكلم عن الحب، ويجعلهم يعبرون القارات والمسافات الطويلة للبقاء مع من يحبون كما أنهم يصور إليهم قدرتهم على عمل أي شيئ فلا يرون أي عوائق أو عقبات يمكنها أن تعترض طريق أحلامهم.
2- للحب مذاق لذيذ كمذاق الشيكولاته :
وفقا لنفس البحث الخاص بهيلين يشر إن الوقوع في الحب له مذاق وإحساس خاص ولذيذ يشبه تماما احساس الشخص عندما يدمن مذاق الشيكولاته الرائع، والوقوع في الحب لأول مرة يشبه تماما تناولك لأول قطعة شيكولاته والتي تدمنها بعد ذلك نظرا لروعة طعمها.
3- الحب والزواج :
إن استمرار علاقات الحب الناجحة يعتمد على توافر عوامل الاستقرار والسعادة في هذه العلاقة كما أن علاقة الزواج يكون ناجحا أكثر عندما تكون هناك عاطفة من الحب والاقتناع من كل طرف للآخر حيث أن هذا يخلق جوا من الود والوئام والتآلف بين الزوجين.
4- هرمون الحب (الأوكسيتوسين) :
إن هرمون الأوكسيتوسين هو تلك المادة الكيميائية التي تعزز من قوى الترابط والحب في الثدييات، وهذا الهرمون يفرز بنسبة عالية من المخ، وهو يعطي الشعور بالمتعة والسعادة وله دور هام في العلاقة الخاصة بين الرجل والمرأة.
5- مستويات منخفضة من السيرتونين :
إن انخفاض مستوى السيرتونين يؤدي إلى إصابة الشخص بالوسواس القهري، ويؤدي إلى إصابة الفرد بالاكتئاب إذا وجد رفضا من انسان يشعر إنه معجب به ويحبه، وينخفض مستوى السيرتونين لد المحبين مما يجعلهم أيضا في حالة شك وهواجس.
6- المواد الكيمائية بالمخ تعزز الإخلاص :
عن طريق استخدام الرنين المعناطيسي على مخ أحد الواقعين في المخ أظهرت النتائج أنه مماثل بشكل كبير لمخ إنسان يتعاطى مخدر الكوكايين، من خلال المواد المخدرة التي يفرزها المخ ويعتقد أنها تساعد على وتعزز من صفة الوفاء والإخلاص بين الأزواج والحفاظ على علاقتهما لمدة أطول.
7- الحب يجعلنا كالمجانين :
إن الوقوع في الحب يتسبب في هبوط نسبة السيرتونين مما يجعل الشخص المحب دائما غيور على حبيبه وفي حالة شك وقلق، كما أنه يؤدي إلى زيادة إفراز الكورتيزول مما يتسبب في ارتفاع ضغط الدم والأرق، وقد أثبتت دراسة حديثة أن استمرار نظر المحب لمن يحب يفقده القدرة على الحكم الاجتماعي الحب يجعله كالأعمى ويستحوذ عليه.
8- احمرار الوجه والخدود الوردية :
دائما ما يفضل الأشخاص أن تكون شريكة حياتهم وردية الخدود حيث أن هذا يدل على انجذابك وتأثرك ويدل على أنك لم تتعرض لمثل هذا الموقف كثيرا كما يدل على أنك تتمتع بصحة جيدة، ولد ذكرت دراسة أن القرود يحبون شريكات الحياة ذات الخدود الوردية وهذا ما يفعله الإنسان أيضا، ولعل هذا هو ما يدفع النساء إلى استخدام المكياج لجعل الخدود وردية.
9- القلوب المجروحة حقا تتألم :
لقد أثبتت أحد الدراسات العلمية أن الألم النفسي يماثل تماما الألم العضوي حيث أن مراكز الألم الجسدي في المخ تستجيب للألم النفسي كالإنفصال أو الخيانة، ولذلك حاول أن لا تون سببا لجرح أو ألم أي شخص.
10- الاستماع والأصوات الجذابة :
لقد أشارت دراسة أجريت على 150 من الرجال والنساء، وتم جمع معلومات عن حياة هؤلاء الأشخاص لخاصة فثبت أن الأشخاص ذات الأصوات الجذابة لهم خبرة في الحب والتعامل مع شركاء حياتهم أكثر من باقي الأشخاص.
وعلى الرغم من كل هذا يبقى الحب عاطفة جميلة وشعور واحساس أكثر من رائع يأخذنا إلى عالم آخر من الهدوء والسلام النفسي.
المصدر: ثقف نفسك
