كيف تعمل بذكاء لا بجد؟ 5 طرق علمية تشرح لك
عملك مرهق حقًّا، في الحقيقة، أنت ربما لا تستطيع أن تعمل بجد أكثر، ولكن تستطيع أن تعمل بشكل أذكى.
هذه 5 طرق يستطيع أي فرد القيام بها كي يعمل بذكاء أكثر مُقدًّمة من “بل بث كوبر” مقدِّمة المحتوى في Buffer .
تقول “بث”:
العمل بذكاء لا بجد واحدة من الأشياء التي أحبها في ثقافة العمل في “Buffer”، ففريقنا يأخذ قسطًا وافرًا من النوم والتريُّث والترفيه، لذلك فالوقت الذي نخصصه للعمل يكون على أكبر قدر من الإنتاجية. من الممكن أن يكون العمل بجد عادة سهلة للانزلاق إليها، بالرغم أنه من الصعب أن تتوقف عن الانشغال بالعمل في نهاية اليوم، أو أخذ قسط من الراحة في إجازة نهاية الأسبوع، أو التوقف عن التفكير في العمل.
في بداية عملي وجدت أن العمل بجدّ أصعب بكثير في إدارته. ففي الوقت الذي لم أكن أعمل به في “Buffer”، كنت أعمل في Exist، وكان من السهل الانغماس في عمل مستمر عن العمل بذكاء.
ها هي الطرق الخمسة لتجنب الوقوع في هذا الفخ:
1- خذ استراحات أكثر
واحد من كتبي المفضلة، يحكي فيه ستيفن كونفي عن قصة “قاطع الخشب” الذي يثلم سيفه (أي يصبح أقل حدة) بمرور الوقت مع الاستمرار في قطع الأشجار، فلو توقف قاطع الأشجار عن قطع الأشجار، وحدً سيفه، وعاود العمل مرة أخرى بسيف حاد، فسيوفر فعليًّا الوقت والجهد على المدى البعيد.
وهذا المثال يسهل تذكره ولكن من الصعب تنفيذه، وهذا ما يقوله “كونفي” عن تسنين السيف في حياتنا:
تسنين السيف يعني الحفاظ على كل ما تدخره وتعزيز ذلك، ويعني أيضًا امتلاك برنامج منظم للتجديد الذاتي في 4 مناحٍ مختلفة في حياتنا: البدنية، الاجتماعية/ العاطفية، الذهنية، الروحية.
فتسنين السيف عادة رائعة في مختلف جوانب حياتنا، وتعظم الاستفادة منه عندما يتعلق بالعمل ومساعدتنا على تجنب الإرهاق. في المتوسط تتوقف قدرة أذهاننا على التركيز بعد 90 دقيقة، وبعد ذلك نحتاج مالا يقل عن 15 دقيقة للاستراحة، فمن خلال أخذ فترات من الراحة باستمرار كل 90 دقيقة، ستسمح لتجدد ذهنك وجسدك، والاستعداد للعمل 90 دقيقة أخرى بكل نشاط.
قد يكون من الصعب على بعض الناس أن يكتفوا باستراحة مدتها من 15 إلى200 دقيقة كي يعاودوا العمل بنشاط، ولكن أخذ استراحات قصيرة أثناء اليوم ما تزال تساعدك على تجديد ذهنك وإعادة تركيز الانتباه.
2- أخذ قيلولات
تٌظهر الأبحاث أن القيلولات تؤدي إلى تحسن في الوظيفة المعرفية والتفكير الإبداعي وأداء الذاكرة. كما يفيد أخذ القيلولة في عملية التعلم من خلال مساعدتك في تلقي المعلومات والاحتفاظ بها بشكل أفضل. تحسين عملية التعلم تأتي من القيلولات التي تساعد عقلنا لتقوية الذاكرة، فوفقًا لـ”ماكس ريد”: “تظهر الأبحاث أنه عندما يتم تخزين الذكرى في الذهن، تكون هشة في البداية ومن السهل نسيانها، وبالأخص إذا طُلب من العقل الاحتفاظ بأشياء أخرى. اتخاذ القيلولة يدفع الذكريات إلى القشرة المخية الحديثة، حيث يكون التخزين أكثر دوامًا، مما يجعل هذه الذكريات صعبة النسيان.
كشفت دراسة عن الذاكرة أن المشاركين الذين تم اختبارهم بعد “القيلولة” أدوا بشكل أفضل كثيرًا عن هؤلاء الذين لم يناموا.
القيلولات ليست فقط مفيدة في دعم الذكريات، ومساعدتنا في تذكر المعلومات (وتكون أكثر فاعلية عندما تتضمن وظيفتك الكثير من البحث خلال اليوم)، ولكنها أيضًا تساعدنا لتجنب الإرهاق، ويعرف البحث الإرهاق، على أنه العلامة التي تظهر أنك لا تستطيع أن تحتفظ بمعلومات جديدة في هذه المنطقة من العقل حتى تأخذ فرصة للنوم.
3- قضاء وقت في الأماكن الطبيعية
يرى “دانيل جولمان” مؤلف كتاب “طاقة التميز الخفية” أن قضاء وقت في الطبيعة يساعدنا على إعادة تشكيل انتباهنا، واسترخاء أذهاننا. فواحدة من التجارب التي يذكرها “جولمان” عن مدى شعور الناس بالراحة عندما يتجولون في شارع بالمدينة في مقابل عندما يتجولون في حديقة هادئة، كشفت أن مستوى الانتباه – الذي يحتاجه الإنسان لعبور طريق مزدحم- مرتفع لدرجة أن هذا التجول لا يسمح لاسترخاء العقل بشكل كافٍ لإعادة تشكيل مستويات تركيزنا:
فعلى عكس البيئة الطبيعية، فالبيئة الحضارية مليئة بالمثيرات التي تلفت انتباهنا بشدة، كما أنها تتطلب اهتمامًا موجهًا (كتجنب الاصطدام بسيارة مثلًا)؛ مما يجعل مستويات تركيزنا أقل قابلية لإعادة التشكيل. قضاء الوقت في الطبيعة يمكّن عقولنا من الاسترخاء بشكل كامل، ويساعدنا على تركيز اهتمامنا لمدة أطول عند العودة للعمل، فبالإضافة إلى ذلك، فقد كشفت دراسة أخرى مرتبطة بالطلاب، أن حافز التعلم يزداد خارج الفصل عنه في الفصل.
4- تحرك و اعمل في أماكن مختلفة
لقد قرأت مؤخرًا تدوينة لـ”جويل رنيون” عن طريقة سماها بـ”محطة عمل الفشار”، وتقوم فكرتها على الجلوس في مقاهٍ وأماكن عمل مختلفة وإنهاء عمل اليوم في هذه الأماكن. وتبدأ “محطة عمل الفشار” بوضوح من خلال إعداد قائمة مهام مدروسة: فتضع خطة لما ستنجزه في كل مكان على حدة، وبذلك تستطيع فورًا الانغماس في المهمات.
يقسم “جويل” قائمة المهام الخاصة به إلى أقسام، لكل قسم مقهى ينوي زيارته، وكل قسم ينقسم إلى 3 مهام، فهو يمضي قدمًا في المجموعة التي حددها وينتقل من مقهى لآخر وفقًا لقائمة المهام الخاصة به. بالطبع يمكنك فرز قائمة المهام الخاصة بك لأفضل ما يناسبك، ولكن الجزئية الهامة التي يجب أن تلاحظها، هو تحديد نقطة واضحة للانتهاء تعتمد على قائمة المهام الخاصة بك بدلًا من الاعتماد على وقت الذهاب لمكان آخر.
ويزكي جويل التنقل مشيًا أو بدراجة، ويقول:
في هذا الوقت تدرب على تخليص ذهنك من كل ما يشغله، استرح من النظر للشاشة، وضع الموبايل في جيبك، وتحرك، استرح من العمل 30 دقيقة على الأقل. ويرى “كولين” أن فترة الاستراحة تساعد على التفكير فيما يعمل عليه أو ما سيقوم به لاحقًا. ولفت “جويل” أيضًا في تدوينته، أنه أصبح أكثر إنتاجية ونشاطًا خلال اليوم، ويعمل عدد ساعات أقل منذ أن بدأ في هذه العملية.
5- اطلع على بريدك الإلكتروني قبل أي شيء
هذه واحدة من النقاط البديهية، وخصوصًا لهؤلاء الذين لا يرون ضرورة الاطلاع على البريد الإلكتروني في بداية اليوم، فأنا أفعل ذلك وأجد أنه أمر مفيد للغاية، وهذه عدة طرق للاطلاع على البريد الإلكتروني أولًا، مما يساعدني على زيادة إنتاجيتي خلال اليوم.
إذا كنت تعمل مع فريق صغير مثلنا في”Buffer”، واتجاه العمل يعتمد على الانتشار المتزايد، ستعرف كون نصف فريقك أو أكثر يعملون أثناء نومك. فإذا كنت تحتاج للعمل بقرب أكثر مع الآخرين، لا بد من الاطلاع على البريد الإلكتروني قبل الشروع في عمل اليوم والتأكد من أنك على نفس الصفحة التي يتواجد فيها الآخرون.
منذ أن بدأت عملي في “Buffer”، دائمًا ما أستيقظ على رسائل إلكترونية تفيد بوجود أخطاء مطبعية يجب أن أصلحها، أو أن buffer تم اختراقه. التعامل مع القضايا الهامة، أول شيء يساعدني على اتخاذ قرارات سريعة بشأن ما إذا كان يومي يحتاج للتنسيق بما يتناسب مع ما يقوم به الآخرون، أم أنه عليّ القيام بالمهام التي حددتها لنفسي سلفًا.
المصدر: ساسة بوست
هذا المقال لا يعبر سوى عن رأي كاتبه، ولا يعبر بالضرورة عن رأي فريق المكتبة العامة