اللي اختشوا ماتوا.. من قالها لأول مرة، وما المناسبة التي قيلت فيها؟ – متولي حمزة
¤ اللي اختشوا ماتوا.. قولا شهيرا نقوله كلما يتملكنا شعور الغضب من بعض النساء الكاسيات العاريات ومن ثم كان هذا القول مضربا على سائر الأمم والناس.. ولكنني استوقفت بعض برهات قليلة (أي: لحظات) أمامه لأجد حيلة لغوية عظيمة حول هذا القول ومن ثم كان هذا المقال..
¤ قديما كانت هناك حمامات عامة يستقل أعظمها الملوك والأمراء العرب الكرام وتسمى هنا حمامات خاصة أو حمامات الملوك.. وكانت – تقريبا – تزخرف وبداخلها جواري خادمات لهم.. ولكن الحمامات العامة كانت تتكون من قباب خشبية وأراضيها رخامية من النوع المستقبل للحرارة حتى أن الماء كان يغلي من أثر حرارة الشمس في جانب كان يسمى بسخان الحمام.. وفي أحد الأيام كانت الشمس قارحه وحرارتها دامغة (أي: شديدة قوية).. وعلى إثر ذلك؛ إندلع بحمام النساء.. حريق بدء بالقباب الخشبية التي كانت تغطي أسقف الحمام المختلفة؛ ثم إلى الداخل؛ ثم إلى ملابس النساء؛ ثم الحمام بالكامل.. ولحقت النساء الكاسيات (أي: اللواتي يلبسن ثيابهن كاملا شاملا) وخرجن إلى خارج الحمام مسرعين يعلون بأصواتهن لطلب النجدة لمن هن بالداخل.. وكانت النساء العاريات (أي: اللواتي بدون سترة لعوراتهن وأنفسهن) واللواتي أحترقت ملابسهن كاملة.. فجاء هل إثر ذلك مدير عام الحمامات العامة حيث كان ودخل مسرعا فوجد الحريق قد أهلكهن وسأل مفتش الحمام والذي يلاحظ أن بداخل الحمام نساء فقط وليس معهن رجال منعا للزنى والفاحشة الماقتة (أي: الفاتنة)..
(مدير الحمامات) : ماذا حدث ؟
(المفتش) : حريق إندلع والنساء…..
قاطعه : وماذا حدث لهن ؟
(المفتش) : هربت إحداهن والباقي…..
(مدير الحمامات) : ومن مات منهن ؟
(المفتش) : {اللي إختاشوا ماتوا}..
¤ ومن ثم كان هذا المثل معبرا عن أن النساء العاريات اللواتي وضعهن لأنفسهن حدا حتى يحافظن على عوراتهن وعلى أنفسهن من الفضيحة ماتوا.. ومن ثم كان هذا المثل والقول الشهير اللي إختاشوا ماتوا؛ وهو التعبير عن الموقف ببساطة شديدة فهو – ببساطة – يقصد أن النساء اللي اختاشوا على أنفسهن ماتوا فضلا عن العار والفضيحة التي كانت ستلحق بهن بعد هذا العار حيث وقوف الرجال لمحاضرة (أي: يشاهدوا) الموقف هناك.