قراءة في كتاب الثقافة الأوروبية و بربرياتها لـ “ادغار موران”
قراءة في كتاب الثقافة الأوروبية و بربرياتها لـ “ادغار موران” – بقلم: عمادة الحسناوي
عندما قرأت مشروع إدغار موران وجدته يتحدث على سبيل المثال عن البربرية في أروبا ويستحضر سرد كرونولوجي للتاريخ ولو بشكل مختصر ويقدم موقف جميل حول النزعة الإنسية ويقدمها من صورتين كما تصورها كولاكوفسكي الفيلسوف البولندي و باتوكا الفيلسوف التشيكي الأول يرى أن الإنسية تستمد منبعها من اليهودية والمسيحية أي أن الله يتجلى في الكائن الإنساني وكذلك الثوراة التي تقول أن الله خلق الإنسان على صورته. والفيلسوف الأخر سيقول الإنسية لها أصول يونانية إدغار موران قال بأن هناك عامل أخر وهو رسالة عيسى المتمثلة في الرحمة والمغفرة.
لكن أرى أن هذه نقطة موجودة لدى اليونان فهم خلقوا الألهة في أدهان الناس لكي تسير الأمور فقط والنظام الموجود في المدينة يعكس فكر واسع وهذا ما جعل هيجل يستلهم الكثير من اليونان وإعتبرهم الشعب الوحيد الذي لم يعيش الوعي الشقي والألهة ساهمت في ذلك وبهذا يكمننا الحديث عن الرحمة والمغفرة في النمودج اليوناني.
هنا أفتح الباب نحو إشكال أخر هل يمكن القول أن من سلبيات النزعة الإنسية إلى جانب جعل الإنسان مركز الكون وهذا ما وضحه ديكارت عندما قال الإنسان سيد وملك للطبيعة، هناك شيء أخر يتمثل في البربرية التي أزعم أن الإنسية سببها لأنها جعلت الذات الغربية داخل الحضارة والدول الأخرى هي دول متوحشة ومتخلفة لا تعرف شيء وهنا أقدم جوابا جميلا لمونتني الذي يتحدث عن البربرية ويقول لا يوجد متوحش فكل شعب له حضارته وتقافته ولا يمكن أن نتهم كل من هو مختلف بالبربرية فالإختلاف رحمة ويجب أن نشكرهم على هذا الإختلاف فحتى الشعوب البدائية ليست بربرية لأنها تمارس العقلانية والتقنية العملية في الصيد، وبالتالي يمكن القول أن كل حضارة لها عقلانية وتقنية وفي في نفس الوقت لها سحر واسطورة.