هل تقديم المساعدة صفة تطورية؟ البونوبو تخبرنا بذلك
يبدو أن البونوبو أفضل من بعض البشر .. قردة البونوبو تتطوع لمساعدة الغرباء دون أن يطلب منها ذلك!
حيث قال “جينغ تشى تان”، وهو باحث ما بعد الدكتوراه في علم الأنثروبولوجيا التطورية بجامعة ديوك، أن القردة الودودة المشهورة من حوض الكونغو الافريقي، ستحيد عن طريقها لمساعدة الغرباء أيضاً.
وجدت دراسة سابقة من قبل “تان” والأستاذ المساعد في الأنثروبولوجيا التطورية “بريان هير” أن قردة البونوبو تشارك حصتها في الغذاء مع الغرباء. والآن، في سلسلة جديدة من التجارب، يحاول الفريق معرفة إلى مدى يتجه هذا اللطف. ونشرت النتائج في التقارير العلمية.
وقد درس الباحثون البونوبو البرية المولودة في ملجأ Lola ya للبونوبو في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وقد وجدوا في إحدى التجارب أن هذه القردة ستساعد الغريب في الحصول على طعام، حتى ولو لم يكن هناك تسديد فوري.
واقتيد 16 قرداً واحداً بعد الآخر، إلى داخل غرفة من غرفتين متجاورتين يفصل بينهما سياج، وقد علق الباحثون قطعة من التفاح من حبل فوق الغرفة الفارغة، مرئية ولكن بعيدة المنال.
لم يتمكن القرود من الوصول إلى الفاكهة أوالحبل. ولكن إذا ماتسلقوا السياج، فقد يصلون إلى دبوس خشبي يمسك الحبل إلى السقف ويحررون الفاكهة المتدلية، مما يؤدي إلى سقوطها في متناول أي بونوبو داخل الغرفة التالية.
وقد قامت القردة بتحرير الفاكهة أربع مرات أكثر تقريباً عندما وجد بونوبو غريب في الغرفة المجاورة مما إذا كانت الغرفة خالية.
وليس مجرد ذلك، بل لم تنتظر البونوبو لتسأل عما إذا كانت بحاجة للمساعدة، فقد قدمت المساعدة لمجرد ذلك. وقد غير الباحثون حجم الشبكة المحيطة بغرفة الغريب بحيث كانوا قادرين في بعض التجارب من إبراز أذرعهم من خلال الفتحات الموجودة في الشباك للتوسل للعلاج، وفي التجارب لم يستطيعوا. وساعدت قردة البونوبو تماما كما في كثير من الأحيان سواء كان الغريب قد بادر للمساعدة أولا.
وقد وجد الباحثون أن دوافع البونوبو للشعور تجاه الغرباء هو ليس تماماً تحت السيطرة الواعية، وفي تجربة أخرى كان لديهم 21 بونوبو يشاهدون سلسلة من أشرطة الفيدية القصيرة، وشاهد القرود في بعض الأشرطة عضو مجموعة مألوف يقوم بالتثاؤب أو بإظهار تعابير محايدة، أمافي مقاطع الفيديو الأخرى فقد شاهدوا غرباء تماماً يتصرفون بنفس الطريقة من حديقة حيوان كولومبوس في الولايات المتحدة.
ومجرد مشاهدة شخص يتثاءب فإنه قد يجعلك تتثاءب أيضاً، والتثاؤب معدٍ عتد قردة البونوبو أيضاً، وتشير الدراسات السابقة إلى أن الظاهرة ترتبط بشكل أساسي من أشكال التعاطف التي تسمى “العدوى العاطفية”، تماما عندما يثير مزاج شخص ما مشاعر مماثلة عند الآخرين من حوله.
ووجد الباحثون أن تثاؤب الغرباء كان معديا تماما كما هو الحال مع زملائهم.
وقال “تان”، وهو عالم ما بعد الدكتوراه في جامعة كاليفورنيا في سان دييغو، أن الدافع للطف مع الغرباء من المحتمل أن يتطور في الأنواع التي تفوق فيها فوائد العلاقات مع الغرباء التكاليف.
وتترك إناث البونوبو المجموعة التي ولدن فيها للانضمام إلى مجموعة جديدة عندما يصلن إلى مرحلة البلوغ، حيث يقمن علاقات مع بالغين آخرين لا صلة لهم بهم، ولم يلتقين بهم قط. البونوبو، مثل البشر، قد تكون ببساطة حريصة على جعل الانطباع الأول جيد.
وقال “تان”: “إن جميع العلاقات تبدأ بين اثنين من الغرباء”. “تلتقي بشخص غريب، ولكن قد تلتقي به مرة أخرى، وهذا الشخص يمكن أن يصبح صديقا المستقبل أو حتى حليفا. أنت ترغب في أن تكون لطيفا مع شخص ما سيكون مهما بالنسبة لك”.