أعظم 10 روايات في تاريخ الأدب الروسي .. عليك قراءتها !
الأدباء الروس من أعظم الأدباء على الإطلاق، كأنهم تربعوا على عرش الأدب العالمي دون منازع، هذا لا يعني أنه لا أدب سوى أدبهم، ولكن يعني أنهم عباقرة الأدب، ومن لم يقرأ الأدب الروسي فقد فاته الكثير حقاً، وهذا قائمة بـ 10 روايات تعد هي الأفضل، وبالطبع فكرة الأفضل والأقل هي فكرة ذاتية، فربما وجد بعض القراء الأفاضل أن ثمة روايات أخرى أعظم من تلك المطروحة في القائمة.
” بمناسبة حصول الكاتبة البيلاروسية سفيتلانا أليكسفيتش على جائزة نوبل في الأدب، نعرض لك قائمة مفصلة تضم صفوة الأعمال الأدبية الروسية.
وسط الاضطرابات السياسية التي تواجهها بلادها، تمكنت الكاتبة الروائية والصحفية البيلاروسية ستيفلانا اليكسفيتش من الفوز بجائزة نوبل في الأدب. ومع استمرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قصف سوريا، أصبح لدى الروس والبيلاروسيون – على حدٍ سواء – الكثير من الأمور للتفكير فيها.
فكِلا البلدين سيبليان بلاءً حسنًا إذا حاولا تجاوز خلافاتهم المذهبية، متبعين في ذلك طريقة القُرَّاء، الذين يلجأون لروائع الأدب الروسي أثناء الأوقات العصيبة، فيجدوا فيها العزاء والمواساة والبصيرة والإلهام. وبالنظر إلى واقع العالم وحالته الراهنة، ربما يمكننا الإستفادة من الأعمال التالية.
تعَرَّف معنا على 10 روايات كلاسيكية من الأدب الروسي، وربما نستثني من ذلك رواية The Funeral Party التي نُشِرَت مؤخرًا للكاتبة أولتيسكايا. لعل أحد الأشياء المشتركة بين تلك الروايات العظيمة هو أن جميعها صمدت أمام تحدي الزمن، فضلا عن البراعة الفنية التي تميزت بها، والأصالة والقدرة على إشراك القارئ في تفكير عميق شخصي بحثًا عن أجوبة للأسئلة الأهم في الحياة. ستجعلك تلك الكتب تشعر وتفكر وتنضج كإنسان. ذات مرة، أوصى هنري ديفيد ثورن بأن “تقرأ الكتب الأفضل أولاً، وإلا ربما لن تحظى بفرصة قراءتها أبدًا.” لذا، إعمالاً لنصيحته، نعرض لك بعض أفضل الروايات الروسية لتقرأها أولاً.
1- الحرب والسلام- 1869 من تأليف ليو تولستوي
عادة ما يشيد بها النقاد على أنها أعظم رواية كتبت على الإطلاق. تسرد هذه الرواية الملحمية قصة خمس عائلات أرستقراطية، عاشت خلال فترة حرب روسيا مع نابليون بونا بارت في بدايات القرن التاسع عشر. “الحرب والسلام” أكثر من مجرد رواية؛ فهي: قصة حب وقصة عائلية ورواية حرب، إلا أنها في جوهرها كتاب يدور حول مجموعة من الناس يحاولون إيجاد موطئ قدم لهم في عالم ممزق، وعن أناسٍ يحاولون خلق حياة ذات معنى لأنفسهم في بلد مزقته الحروب، والتغيرات الاجتماعية والارتباك الروحي. فهي تمثل بُوصلَة أخلاقية فضلاً عن كونها احتفالًا ببهجة الحياة. تمثل ملحمة تولستوي “الحرب والسلام” الرواية الكلاسيكية الروسية لعصرنا.
2- بطل من زماننا – 1840 من تأليف ميخائيل ليرمونتوف
عادةً ما يشار إليها على أنها أول رواية نفسية روسية؛ تدور الرواية حول قصة شاب صغير السن يدعى تشورين، وهو فاتن وزير نساء، يتمرد ويثور لكن بلا قضية. على مدى أكثر من قرن ونصف، أبهرت شخصيته القراء، فضلاً عن إشعارهم بالحيرة. تتألف الرواية من خمسة قصص متداخلة يتوغل أثرها في روح بوشكين المعقدة. فكانت النتيجة صورة لا تُنسى عن أول شخصية رئيسية روائية مخالفة للعرف، وتفتقر إلى المواصفات البطولية التقليدية؛ فأينما حلّ البطل يترك في أعقابه دمارًا؛ وذلك حتى عندما يسحر و يبهر شخصيات الرواية والقُرّاء على حدٍ سواء.
3- الآباء والبنون – 1862 رواية من تأليف الكاتب الروسي أيفان تورغينيف
ترصد تلك الرواية الشعرية العميقة بمهارةٍ فائقة الصراعات الاجتماعية والعائلية التي بدأت تظهر في أوائل الستينات من القرن التاسع عشر (1860). وتعد تلك الفترة فترة صراعات اجتماعية كبيرة في روسيا. تمثل الرواية عاصفة صحفية نارية من خلال تجسيدها القوي لشخصية البطل بازاروف، فهو شاب حاد البصيرة وشغوف إلى أبعد الحدود ، فضلا عن كونه عدميّ. بعبارة أخرى هو شابٌ مميز في صفاته في عالمنا اليوم، كما كان الحال مع تورغينيف في زمانه.
4- يفغيني اونيغين-1833 رواية شعرية من تأليف الكسندر بوشكين
في تلك التحفة الفنية غير المشهورة للأسف، يجمع بوشكين بين قصة حب فاتنة تعبر عن الحياة الروسية في القرن التاسع عشر، وأحد أبرع الهجاءات الاجتماعية التي كُتبت قاطبة. وتمكن من إخراج ذلك كله على هيئة شعرية. فمع أول الكتاب تجده مرحًا وجادًّا، ساخرًا وعاطفيًّا، وتعتبر تلك الرواية الشعرية هي نقطة انطلاق الدراسة في الصفوف الأدبية التي تدرس الأدب الروسي المعاصر في الجامعة. ولعل السبب في ذلك أن بوشكين خلق في تلك الرواية قالبًا جمَّع فيه غالبية الموضوعات، والشخصيات الأدبية بأنواعها، والأساليب الأدبية التي يبني عليها الأدباء المعاصرين كتاباتهم. ليس من قبيل الصدفة إذًا تلقيب بوشكين بـ” أبي الأدب الروسي الحديث”، وتعتبر روايته الشعرية “يفغيني اونيغين” العمل الأدبي الأكثر تمثيلاً للأعمال الأدبية.
5- الإخوة كارامازوف (1880) فيودور دوستويفسكي
في هذه القصة العاطفية الفلسفية التي تدور حول بطل قاتل أبيه والتنافسية الأسرية، دوستويفسكي مثله مثل أي كاتب روسي يسبر أغوار الموضوعات الدينية والشر والمعنى. فالرواية تصف اختلاف وجهة نظر الأشقاء كارامازوف الثلاثة عن العالم؛ اليوشا الرهبانية، وديمتري الحسية، وايفان العقلية، علاوة على أبيهم الفاسق، الذي أصبح غموض اغتياله والتحقيقات نقطة محورية في القصة ولاسيما في الثلث الأخير من الرواية.
6- دكتور زيفاجو- 1959 من تأليف بوريس باسترناك
وهي رواية مستوحاة من “الحرب والسلام”. تسرد تلك الرواية التاريخية قصة طبيب شاعر يدعى يوري زيفاجو، يكافح ليجد مكانه ومهنته وصوته الفني وسط معمعة الثورة الروسية، تلك التحفة الفنية من النثر الموحي تشبه في جمالها الريف الروسي، الذي تصوره الرواية. تأخذ رواية “دكتور زيفاجو” القارئ في رحلة الحب والألم والافتداء خلال أقسى سنوات القرن العشرين.
7- الدون الهادئ (1959) من تأليف ميخائيل شولوخوف
غالبًا ما تقارن تلك الرواية برواية “الحرب والسلام”، فهي رواية تاريخية ملحمية، تتتبع مصير عائلة منالقوزاق النموذجية خلال عشرة سنوات من الاضطرابات؛ أي قبل بداية الحرب العالمية الأولى حتى الحرب الأهلية الدامية في أعقاب الثورة الروسية عام 1917. في رواية شولوخوف، يعود تاريخ روسيا في بدايات القرن الـ 20 للحياة من جديد، حيث تتطور الشخصيات المترابطة؛ فهم ليسوا فقط مجبرين على التعامل مع مجتمعٍ تحت الحصار، ولكن أيضا يتعاملون مع الرومانسية المنكوبة، والنزاعات العائلية وأسرار الماضي التي لا تزال ذكراها تطارد الحاضر.
8- الحياة والقدر 1960 من تأليف فاسيلي غروسمان
يشبه أثر تلك الملحمة في الاتحاد السوفيتي في منتصف القرن العشرين إلى حدٍ كبير أثر رواية “الحرب والسلام” على روسيا في القرن التاسع عشر. حيث تتشابك فيها قصة حدثٍ تاريخي؛ وهو الحصار المروع لستالينغراد أثناء الحرب العالمية الثانية، مع القصص الخاصة لشخصيات الرواية من جميع الطبقات، إذ تم تشريدهم بطريقة عنيفة من قِبَل قوات الحرب والإرهاب والاستبدادية السوفيتية.
9- يوم في حياة إيفان- 1962 من تأليف الكسندر سولجينتسين
تلك القصة القصيرة المروعة، ولكنها في نفس الوقت تحفة مليئة بالأمل على نحو غير مسبوق. تحكي قصة يومٍ واحدٍ في حياة رجل عادي عامل سجين في أحد المعسكرات السوفيتية الذي امتلأت بعشرات الملايين في الاتحاد السوفيتي. وهي مستوحاة من قصة حياة سولجينتسين الشخصية باعتباره أحد هؤلاء السجناء، يعتبر هذا الكتاب أصليًّا في قصته، غنيًا بالتفاصيل، يخلو من العاطفة، والذي بدوره يزيد من حدة تأثيره العاطفي القوي.
10- حفلة الجنازة 2002 من تأليف ليودميلا التيسكافا
تدور أحداث الرواية في شقة صغيرة حرارتها عالية، في مانهاتن في أوائل التسعينيات. نجحت هذه الطبعة الإنجليزية الأولى لرواية من تأليف أهم كاتبة أدبية روسية معاصرة في وصف التفاعلات الغريبة والمؤثرة، بين مجموعة متنوعة من المهاجرين الروسيين الذين يعيشون في مدينة نيويورك، والذين يحضرون جنازة ومراسم تشييع أليك. وهو رسام فاشل، لكنه محبوب. و سريعًا على نحوٍ غريب ولاذع خلال حفلة الجنازة، يتم سبر غوار اثنين من أكبر “الأسئلة اللعينة” في الأدب الروسي: كيف تعيش؟ وكيف تموت؟
المصدر: ساسة بوست