العلاقة بين العلم والدين – د. محمد عجلان
العلاقة بين العلم والدين .. الدين جزء أصيل من حياة البشر، ولا ينكر دوره وأهميته إلا عديم عقل. ومن المعلوم أن المشكلة ليست في الدين بقدر ما هي في من يحاولون إخراج الدين من دوره ليمارس أدورًا أخرى ليست منه وليس منها، مثل إقحامه في مجال الطب أو الفلك، وغيرها من المجالات العلمية، فتجد البعض لا همّ له سوى متابعة ما يكتشفه العلماء ليقول ورد في الآية الفلانية كذا يؤكد هذا الاكتشاف، وآخر يكذب شيئًا آخر أثبته العلم لأنه يتعارض مع أقوال القدماء. رغم أننا لم نسمع عن علاج لمرض بناء على تفسير آية هنا أو هناك، ولم يتحفنا أحد باكتشاف علمي قبل أن يُكتشف فعلًا عن طريق العلماء، فما الفائدة من الأساس إن قلت ورد كذا وورد كذا، وأين كنت قبل أن يكتشفه العلم؟ ألم يكن النص بين أياديهم مدة تصل خمسة عشر قرنًا.
العلاقة بين العلم والدين
هناك مقولة شهيرة تقول: “لو عالج الطبيب جميع المرضى بنفس الدواء لمات معظمهم”، لذا فلا يمكن أن نقحم الدين فيما يخصه وما لا يخصه، العلم له منهجه وله موضوعاته التي تخصه، والدين له مجاله الذي يغطيه، والخلط بينهما مضرٌّ بالعلم والدين معًا، ليس من الحكمة في شيء أن نحاول تأميم كل مجالات الحياة والمعرفة لصالح مجال واحد، ولا من المطلوب أيضًا أن يسطو مجالٌ على مجالٍ آخر تحت أية دعوى، فالعلم لن يعوّض الإنسان عن حاجاته الروحية، والدين لن يعوض الإنسان عن متطلباته العلمية التي تيسّر عليه سبل الحياة، فلا مضرة إن سار المجالات في خطوط متوازية، لا يطغى أيّ منهما على الآخر.