ما لا تعرفه عن أشهر المعالجين النفسيين
يقرأ الشخص عن دراسات ونظريات أشهر المعالجين النفسيين ليكتشف أكثر عن ذاته ويحلّل طبعَه ويفسّر تصرفاتِه، ويتناسى أن هؤلاء المعالجين هم أشخاصٌ مثله واختبر كلّ واحد منهمٍ تجاربَ عديدة ومشاعرَ مختلفة، حتى أصبح في حياته أسرارٌ لا يعرفها الجمهور الواسع.
وفي ما يلي 5 أمور قد لا تعرفونها عن أشهر المعالِجين النفسيين:
1- حاول فرويد أن يحلّلَ غولدن ألبورت نفسياً، وأخطأ!
عند زيارته فيينا للقاء سيغموند فرويد، تحدّث الاختصاصي في علم النفس غولدن ألبورت عن صبيٍّ رآه في القطار المتوجه إلى العاصمة النمسوية. إذ أخبرَ ألبورت فرويد أن الصبي تعمّد ألا يجلس حيث كان رجلٌ وسخُ الثياب جالساً، خوفاً من أن يوسّخ ثيابه. اعتبر ألبورت أن الصبي اكتسب هذا التصرف من والدته التي تبدو ذات شخصية استبدادية. فأصغى فرويد لفترة قصيرة لألبورت ثم سأله قائلاً: “وهل هذا الفتى هو أنت؟” فاعتبر ألبورت أن محاولة فرويد تحويل هذه القصة لذكرى من طفولته نموذجٌ مثالي لتعمُّق التحليل النفسي كثيراً في بعض الأحيان، ما يُسقِط تفسيرات خاطئة.
ألبورت هو اختصاصي أميركي في علم النفس، وهو من آباء علم نفس الشخصية واضطلع بدورٍ كبيرٍ في تطوير علم النفس في الولايات المتحدة. كان معجباً بتحاليل فرويد، وأخبره هذه القصة لأنه كان متوتراً لدى لقائه.
2- جمعَت كارل يونغ وإحدى مريضاته علاقة غرامية:
قبل السبعينات من القرن الماضي، لم يسمع أحدٌ باسم سابرينا سبيلرين. هي المريضة الروسية التي أُدخِلَت مستشفى للأمراض العقلية عندما كانت تبلغ من العمر 19 عاماً، جرّاء معاناتها من عوارض الهستيريا. فأصبحت مريضةً لدى الطبيب النفسي السويسري الشهير ومؤسس علم النفس التحليلي كارل يونغ.
وصفَها يونغ بالفتاة الحالمة والشهوانية. إذ لم تجمعهما علاقة غرامية فحسب، بل كان لسبيلرين تأثير كبير في تطور التحليل النفسي. راسل يونغ فرويد في البداية طالباً النصيحة عن حالتها المرضية، فأصبحا صديقَين مقرّبَين يتبادلان المعلومات والوثائق السرية. فكتبا دراسات عدّة عن حالة سبيلرين وتعاونا كثيراً في شأنها. وسبيلرين نفسُها أصبحت محللة نفسية مهمة، وهي من عرّفَ روسيا إلى التحليل النفسي وإلى غرائز الموت (التي درسها فرويد ووسّعها واعتمدها بعدها).
لكن ضاعت أعمال سبيلرين ولم يعرف أحد عن حياتها بعد أن قتلها النظام النازي عام 1942. وكانت فترة السبعينات تاريخَ العثور على أعمالِها وعلى الرسائل التي تبادلَتها مع يونغ، فتُرجمَت ونُشِرَت، ما أعادها إلى الضوء المسلّط وذكّر الجمهورَ بتأثيرها في علم النفس التحليلي. وتطرّق الفيلم الصادر عام 2011 من بطولة كيرا نايتلي A Dangerous Method إلى هذه القصة التاريخية وإلى علاقتها بيونغ، ما “حفر” اسمها أكثر في ذاكرة الناس.
3- “المرأة المُعجِزة” مبتكَرة من معالِج نفسي:
شخصية “المرأة المُعجزة” (Wonder Woman) محبوبة جدّاً من الجمهور المتابِع للكتب والأفلام الكوميدية، ولكن لا يعلم معظمهم أن من ابتكرها هو المعالِج النفسي الأميركي ويليام مولتون مارستون. وهو اشتهر بابتداعه اختبار ضغط الدم الانقباضي الذي أصبح عنصراً مهمّاً في اختبارات كشف الكذب الحديثة.
اتّخذ مارستون موقفاً أنثوياً في عمله مؤكداً أن النساء صادقات ويمكن الوثوق بهنّ ويعملن أسرع من الرجال. وانتقد الشخصيات في كتب الرسوم الكوميدية التي تقوم كلها على الرجال ذات الجسم الضخم (Superman، Batman، Captain America…)، وتصوّر فكرة امرأة خارقة تعتمد إلى قوتها وحبّها لمحاربة الشر.
4- رماد ألفرد أدلير ضاع لفترة 70 سنة:
عُرِفَ المعالِج النفسي النمسوي ألفرد أدلير بتقارب عمله من عمل فرويد، وهو اشتهر بنظريته عن علم النفس الشخصي وبتطويره مفهوم عقدة النقص. بعد إصابته بنوبة قلبية قاتلة في اسكوتلندا عام 1937 خلال جولةٍ له من المحاضرات، لم تتمكن عائلته من جمع بقايا الرماد بعد أن أُحرِقَت جثته في جنازته.
ظلّ رماده ضائعاً حتى عام 2007، أي بعد 70 سنة على وفاته، إذ وُجِدَت بقاياه أخيراً في محرقة في إدينبرغ، العاصمة الاسكوتلندية. ثمّ نُقِلَت عام 2011 إلى فيينا حيث وُلِد ودُفِنَت هناك.
5- فرويد مارس الجنس مع شقيقة زوجته:
بعد وفاة خطيبها، انتقلت مينا بورنييز وهي شقيقة مارتا بورنييز فرويد للعيش معها ومع زوجها فرويد في منزلهما. فجمعَتها علاقة حميمة بالطبيب النفسي. وما أكد أن علاقة فرويد بشقيقة زوجته لم تكن فقط كعلاقة امرأة بصهرها، هو الاكتشاف عام 2006 لعملية دخولهما فندقاً سويسرياً قرب جبال الألب في 13 آب 1898 وتشاركهما الغرفة، بعد ملاحظة تسجيلات الزبائن في أرشيف الفندق، وتبين أن فرويد ومينا سجّلا اسميهما عند مدخل الفندق كثنائي متزوج.
وكان قد ذكر صديق فرويد كارل يونغ احتمالَ أنه في علاقة حميمة مع مينا، ذاكراً أن فرويد اعترف له بأنهما مغرمان ويتشاركان علاقة رومنسية وجنسية، وذهب بعض المؤرخين للاعتبار أن مينا حملت من فرويد ثم أجهضت الجنين.
هذا المقال لا يعبر سوى عن رأي كاتبه، ولا يعبر عن رأي فريق المكتبة العامة.