ماذا تعرف عن الدروز؟

الدروز هم طائفة دينية تنتمي إلى الإسلام، وتعود أصولها إلى القرن الحادي عشر الميلادي. تأسست الطائفة الدرزية في مصر خلال فترة حكم الفاطميين، وتحديداً في عهد الحاكم بأمر الله (996-1021 م). ينتمي الدروز إلى مذهب التوحيد الذي يعتبر مزيجاً من الفلسفة الإسلامية وبعض الأفكار الفلسفية الأخرى.

أصول الدروز وتاريخهم

المؤسس والنشأة

تعود أصول الدروز إلى شخصيات مثل الحاكم بأمر الله، وأبرزها حمزة بن علي بن أحمد، الذي يعتبر المؤسس الروحي للطائفة. الحاكم بأمر الله، الخليفة الفاطمي السادس، قدم دعماً كبيراً لحمزة بن علي ورفاقه في بداية الدعوة الدرزية.

الانتشار الجغرافي

تنتشر الطائفة الدرزية بشكل رئيسي في منطقة بلاد الشام، وخاصة في لبنان وسوريا والأردن وفلسطين. هناك أيضاً جاليات درزية في دول أخرى مثل الولايات المتحدة وكندا والبرازيل وأستراليا.

العقيدة الدرزية

التوحيد

يرتكز المذهب الدرزي على مفهوم التوحيد، حيث يؤمن الدروز بوحدانية الله وتجرده من الصفات. يتبعون تفسيراً عميقاً لمفهوم التوحيد، ويعتقدون أن الله لا يمكن تصوره أو وصفه بأي صفات بشرية.

الكتب المقدسة

الدروز لديهم كتاب مقدس يسمى “الرسائل الحكيمة”، والذي يحتوي على مجموعة من التعاليم الدينية والفلسفية التي كتبها المؤسسون الأوائل للطائفة. هذا الكتاب يعتبر النص المركزي للعقيدة الدرزية.

مفهوم النبوة

يعتقد الدروز بأن النبوة توقفت بعد النبي محمد، ولكنهم يؤمنون بأن هناك أشخاصًا مستنيرين أو أئمة يمكنهم توجيه المجتمع الروحي.

الحياة بعد الموت

تؤمن الطائفة الدرزية بالتناسخ، أي أن الروح تنتقل من جسد إلى آخر بعد الموت. يعتقدون أن الأرواح تتجسد في أجساد جديدة بناءً على الأعمال التي قامت بها في الحياة السابقة.

الطقوس والممارسات الدينية

الصلاة والصيام

الدروز لا يمارسون الطقوس الدينية العامة مثل الصلوات الخمس اليومية وصيام رمضان بالطريقة التقليدية التي يمارسها المسلمون الآخرون. بدلاً من ذلك، يمارسون صلوات خاصة وتجمعات دينية تُعرف بـ”الذكر”.

الاجتماعات الدينية

تُعقد الاجتماعات الدينية الدورية في “الخلوات”، وهي أماكن مخصصة للعبادة والتعليم الديني. تُعقد هذه الاجتماعات عادةً في الليالي التي تصادف ليالي الخميس.

الأسرار الدينية

تعتبر العقيدة الدرزية عقيدة سرية، حيث لا يتم الكشف عن جميع تعاليمها إلا للأعضاء الذين يتم قبولهم في الديانة بعد عملية تعليمية صارمة. هذه العملية تُعرف بـ”فتح القلوب”.

المجتمع الدرزي

الهيكل الاجتماعي

المجتمع الدرزي يتميز بهيكل اجتماعي محدد، حيث يلعب الشيوخ دوراً مهماً في قيادة المجتمع وتوجيهه. الشيوخ هم الأشخاص الذين درسوا العقيدة الدينية بعمق وتمكنوا من أسرارها.

الزواج والعائلة

يشجع الدروز على الزواج داخل الطائفة للحفاظ على الهوية الدينية والاجتماعية. الطلاق مسموح به ولكن غير مشجع، ويعتبر بناء الأسرة والحفاظ عليها من الأمور الأساسية.

المساواة بين الجنسين

الدروز يتمتعون بمستوى عالٍ من المساواة بين الجنسين مقارنة ببعض الطوائف الأخرى. للنساء دور مهم في المجتمع، ويتمتعن بحقوق متساوية في التعليم والعمل.

الشخصيات التاريخية البارزة

من بين الشخصيات الدرزية البارزة عبر التاريخ نذكر:

• فخر الدين المعني الثاني: أمير درزي في لبنان في القرن السابع عشر، لعب دوراً كبيراً في تاريخ لبنان والمنطقة.
• سلطان باشا الأطرش: قائد الثورة السورية الكبرى ضد الاستعمار الفرنسي في بداية القرن العشرين.

الوضع الحالي

الدروز اليوم يعيشون في مجتمعات متماسكة في لبنان وسوريا والأردن وفلسطين. يتمتعون بحقوق سياسية واجتماعية في البلدان التي يعيشون فيها، ويشاركون بشكل فعال في الحياة السياسية والاجتماعية.