منوعات وطرائف

ماذا حدث عندما التقى “أينشتاين” بالفيلسوف الهندي “طاغور” ؟

طبائع الحقيقة ، الواقع، الجمال والوعي هي أصناف المواضيع الدسمة والغنية التي تُحب العقول العظيمة مناقشتها، ففي ألمانيا عام 1930 فقط مثل هذا الحوار دار بين البرت اينشتاين والفيلسوف الهندي طاغور تم البحث عنه في الكتاب الجديد (العلوم والتقاليد الهندية :عندما التقى اينشتاين بطاغور) من قبل ديفيدغوسلينغ David L. Gosling . هذا الحوار ليس مثل المناقشات المُعتادة عن الدين مقابل العلم التي من المحتمل ان تراها على شبكةCNN يقول طاغور: ” أنه عالم نسبي، تعتمد نسبيته على وعينا ” حجته كلها هي ان الحقيقة والجمال تعتمد بشكل كامل على مراقبة البشر لها،وانه لايوجد جمال من دون مُعجب ولاوجود للحقيقة من دون مؤمن. اينشتاين لايتفق مع جانب الحقيقة مبيناً : ” ان نظرية فيثاغورس في الهندسة تنص على شيء حقيقي تقريباً لايعتمد على وجود المرء. على أي حال ، اذا كان هناك واقع لايعتمد على المرء هناك ايضا حقيقة نسبة الى هذا الواقع وبنفس الطريقة انكار الاول يبنى على انكار وجود الاخير“ (بمعنى :اذا انكرنا الواقع سننكر الحقيقة وبالعكس) أينشتاين يعتقد اكثر بالحقيقة المطلقة من رجل الدين الذي كان يناقشه والذي على مايبدو فاجأ اينشتاين ، فقال بقوة وحماس “أذن انا اكثر تديناً منك !” فااجابه طاغور ” ديانتي في تصالح مع شخصية المرء الفائقة روح الانسان الكونية في كينونتي الشخصية” الكون بااكمله بداخلك وانت بداخل الكون- انه يُعيد للاذهان اقتباس كارل ساغان الشهير: ” نحن جميعاً مصنوعون من مواد النجوم“ لقد كان لدى اينشتاين وطاغور فضول حقيقي حول وجهات نظر كل منهما وكيف انها تكمل بعضها البعض وكيف تختلف ،الاحترام الذي يحملاه لستنتاجات كل منهما في تبادل عبقري للافكار، واشار البعض الى تذكركيف ان اليوم يتم تقدير البحث العلمي من قبل تينزن غياتسو (الدالاي لاما) ، لكن بالنسبة ألي أن الامر يتجاوز كونه عن الدين بالمعنى الضيق للكلمة ويتعمق في التأملات الفلسفية والغيبية بما يتضمن احد المواضيع المفضلة لاينشتاين:النسبية (ألبرت في هذه الحالة،ليس لديه مايفعلة مع الزمكان) وأنا اتفق مع طاغور باان الحقيقة نسبية للمرء ، كما نرى كلما عرفنا اكثر عن العالم من حولنا كلما تم أعادة صياغة او دحض القوانين والنظريات السابقة (ماهو صحيح علمياً اليوم قد يكون غير صحيح غداً) ومع ذالك أني ارحب بالبحث والفضول الذي يدفع بها الى الامام، وقد يبدو عدم الاهتمام بالكون وقوانينه الواضحة اسوء من ان يُثبت الخطئ حول هذه القوانين فيما بعد. بالتأكيد، كلما بحثنا في أكواننا الداخلية والخارجية كلما عثرنا على المزيد من التشابه، نحن مصنوعون من المواد ذاتها التي تشكل كوننا، اعمالنا تؤثر على كل شخص اخر في الكوكب ونحن نعلم الان اننا مترابطون بطريقة -اينشتاين وطاغور-لايمكن تخيلها واعتقد ان هذا جميل جداً – بالنسبة لتصوري البشري.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

توضيح: أن طاغور يعتقد بوجود الجمال والحقيقة النسبيان أي ان لم يوجد من يُعجب بالجمال فلن يكون هنالك جمال فمثلاً لو ان شخص أعجب بوردة سيوجد الجمال بينما شخص اخر لم يعجب بها فلن يوجد الجمال والحقيقة كذالك أما اينشتاين يختلف بشان الحقيقة بقوله انها شيء مطلق وثابت فالقوانين حقيقة لاتتغير أن تم الايمان بوجودها أم لا . -المترجمة

المصدر

هذا المقال لا يعبر سوى عن رأي كاتبه، ولا يعبر بالضرورة عن رأي فريق المكتبة العامة.

Public library

موقع المكتبة العامة يهتم بنشر مقالات وكتب في كافة فروع المعرفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى