مفاهيم وشخصيات
تعرّف على أكبر 6 ديانات في الهند
تعرّف على أكبر 6 ديانات في الهند – بقلم: أحمد علي
الهند لديها كثرة في كل شيء، سواء من حيث عدد السكان الذي يبلغ مليارا و252 مليون، أو من حيث عدد الديانات التي يعتنقها الهنود .. فلو استبعدنا الولايات المتحدة التى تعتبر تجمع لقوميات وليست دولة ذات قومية واضحة، فلن نجد دولة أخرى تنافس الهند. ومما يدعو للدهشة أن أكثرية الديانات المنتشرة فى الهند ديانات غير سماوية، ولكنها فى ذات الوقت ذات شعبية كبيرة ومؤثرة فى العالم من حيث ترتيب معتنقيها
ماهى الديانات وكم عدد معتنقيها .. هذا ما سأتناوله فى موضوعى
1. الهندوسية
تستطيع ان تعتبر الهندوسية هى اقدم ديانة فى تاريخ الانسانية ككل .. حيث انها ظهرت حوالى عام 1400 – 1600 ق . ب .. لا تنتسب الى مؤسس معروف حيث لا يوجد شخص بعينه او طائفه تستطيع ان ترجع الفضل لهم فى ظهور ونبوغ الهندوسية ..
تعتبر الهندوسية الديانة الاولى فى الهند حيث يمثل عدد معتنقيها 81.3% من الشعب الهندى .. وعلى مستوى العالم تحتل الهندوسية المرتبة الثالثة من حيث عدد المعتنقين للديانات فى العالم حيث يعتنقها حوالى 900 مليون نسمة فى جميع القارات منهم 837 مليون فى الهند فقط
الهندوسية تؤمن بتعدد الالهه حيث ترى ان لكل شئ اله .. ويصل عدد الالهه التى يؤمن بها الهندوس الى 330 مليون اله .. ولكن هناك اله للالهه فى عقيدة الهندوسية وهو البراهما
والاله البراهما يشبه كثيرا فى صفاته الله الخالق عند المسلمين وذلك نظرا لاختلاط الهنود الهندوس بالمسلمين فى القرن 19 ومحاولات الاصلاح التى قامت وقتها .. للبراهما وجود معنوى فى كل مكان فى العالم وليس له وجود مادى حسب العقيدة الهندوسية .. وهو كيان مجهول غير معروف للناس .. وله ثلاث تجليات .. البراهما وهو خالق هذا الكون وخالق الاشياء .. فينشو اى الحافظ من كل ضر وشر .. شيفا اى المهلك والمعاقب .
اما من حيث الحياه الاجتماعية للهندوسية فانها لا تؤمن بالعدل والمساواه ولكنها تؤمن بفكرة الطبقية او نظام الفارنا وفيه يقسم المجتمع الى خمسة طبقات وهم : الطبقى البيضاء والحمراء والصفراء والسوداء والسودريين .. اما عن الطبقة البيضاء وهى طبقة العلماء والقساوسة ورجال الدين ويطلق عليهم البرهميين .. والطبقة الحمراء ينقسمون الى الحكام وجنود الجيش ورجال الادارة ويطلق عليهم الكاشترى .. اما عن الطبقة الصفراء وهم الفلاحون والمزارعون والتجار ويطلق عليهم الفيزية .. والطبقة السوداء وهم العمال اصحاب الحرف امثال النجارين والنساجين وغيرهم ويطلق عليهم السودرا .. واخيرا طبقة السودريين وهم ادنى طبقات المجتمع الهندوسى وهم الذين يقومون بخدمة البرهميين ويلاقوا اسوأ واقسى معاملة من المجتمع ويتجنب الجميع التعامل معهم ويطلق عليهم لقب الشودرا .
2. البوذية
هى ثانى اقدم ديانة فى الهند وخامس اكبر ديانة فى العالم من حيث معتنقيها .. وتنتسب البوذية الى الاله بوذا وتعاليمه الحكيمة التى تعتبر بمثابة دستور الديانة الذي يسير عليه الجميع .. فى بداية ظهورها فى القرن السادس قبل الميلادى كانت البوذية حركه اصلاحية اكثر منها دين ولكنها تحولت الى دين فى سنة 324 ق . م واصبحت وقتها الديانة الاساسية للهند
حاليا يمثل نسبة معتنقيها فى الهند حوالى 1% فقط من مجموع الشعب بتقدير يوازى 10 مليون هندى يعيشون فى الهند بعد ان كانت تمثل الديانة الرسمية للهند لمدة قرن كامل منذ ظهورها .. بينما يشكل البوذيين حول العالم حوالى 376 مليون نسمة
وتتمحور البوذية حول ثلاث معتنقات ومعقتدات اولها واهمها هى الايمان المطلق ببوذا الذى يطلقون عليه المعلم المستنير .. ثانيها هو الايمان التام بتعاليم بوذا وحكمه وتطبيق هذه التعاليم فى الحياه عامه ويطلق على هذه التعاليم كلمة الدارما او الحقيقة المؤكدة .. ثالثها هو الايمان المطلق بالمجتمع البوذى وبذل اى شئ فى سبيله .
اما عن اسباب انحسار الديانة البوذية قى الهند بعد ان كانت الديانة الاولى فهو انه عندما ظهرت البوذية لاول مرة كان البوذين الهنود لا يعترفون بوجود اله ومع الوقت ونظرا للثقافة الشعبية الهندية التى توجب وجود اله ما لكل شئ فبدأت البوذية تأخذ من الهندوسية وجود اله وتعبده .. فأصبحت البوذية غير خالصة كـ ديانة ولكنها اختلطت بالهندوسية .. ومع مرور الوقت ومع كثرة اخذ معتنقات من الهندوسية ودمجها فى دينهم تلاشت او اندمجت البوذية تماما فى الهندوسية حتى اختفت .
3. السيخية
السيخ الذين بدأوا بـ 500 فرد ينصحهم ويعظهم معلم روحى .. وصلوا الان الى نسبة 1.9% من الشعب الهندى وبحوالى 23 مليون نسمة من العالم يدينون بالدين السيخى
تؤمن السيخية بالتناسخ .. كما تؤمن بتعاليم 10 معلمين روحيين .. ويحتوى كتابهم المقدس على كتابات هؤلاء العشرة .. ويعد نانك هو مؤسس هذه الديانة والذي اراد ان يصنع ديانة تكون خليط من الاسلام والهندوسية ورفع شعار لا اسلام ولا هندوسية .. فانقلب عليه بذلك المسلمون والهندوس وحاربوه ..
يحلم السيخيون فى بناء دولة دينية مستقلة مثلها فى ذلك مثل اسرائيل .. فطوال تاريخهم يحاربون من اجل الوصول الى هذا الهدف ففى التاريخ الحديث اشهر اعمال عنف حدثت فى الهند كانت على ايدى السيخيون .. ففى عام 1980 قام السيخيون باعمال عنف فى الهند مما ادى الى حدوث حرب طائفية بين الهندوس والسيخ اسفر عن ضحايا كثر
من الجدير بالذكر ان السيخيون يؤمنون بوحدانية الاله .. ولكن لديهم معتقدات خمسة يؤمنون ويعملون بها وهى : ترك الشعر مرسل بدون حلاقة من يوم ان يولد حتى يموت السيخى وهو ما يسمى كيش .. ويجب على كل سيخى ان يلبس فى معصمه سوارا حديديا ويقصد من وراءه التذلل ويسمى ذلك كازا .. وعلى كل سيخى ان يلبس نوع من انواع الملابس يسمى التبان تحت ملابسه ويرمز ذلك للعفة ويطلق عليه كريباك .. ويجب ان يضع كل سيخى فى شعره مشطا صغيرا حتى اذا ما احتاج الى تشذيبه يفعل ذلك بسهولة ويسر ويطلق على ذلك اسم كانجا .. واخيرا يجب ان يتسلح كل سيخى بخنجر صغير حتى يستطيع ان يدافع عن نفسه ويشعر بالقوة ويسمى ذلك فى عقيدتهم كاخ .
4. الجينية
مثلها مثل البوذية لا يعتنقها الكثير فى الهند حيث يمثل عدد معتنقيها اقل من 1% من مجموع الهنود
قامت الجينية فى ظروف خاصة حيث كان السبب الرئيسى لقيامها هو الثورة على طبقة البراهما او الطبقة البيضاء الهندوسية وذلك لاستحواذهم على كل الامتيازات فى الهند .. وكان قائد الثورة الدينية والمؤسس الاول لهذه الديانة هو ميهاويرا .. حيث ارتكز فى تأسيسه على هذه الديانة بالثورة على اله الهندوس بتجلياته الثلاثة .. وأكد على عدم الاعتراف بالطبقية الدينية وعدم الايمان كذلك بتناسخ الارواح .
تقوم الجينية فى الاصل على التجرد من الاثام من خلال تجرد الانسان من كل مظاهر الترف فى العالم حتى يتخلص تماما من شر العالم المحيط وهذا التجرد يأتى من خلال القيام بطقوس رياضية قاسية وتأملات نفسية عميقة جدا .. فهى بهذا تدرب الانسان على التقشف الشديد .. فى العقيدة الجينية يحرم تماما اى فعل له لذة لان الشعور باللذة نوع من انواع الترف والترف من اكبر المعاصى الواجب التخلص منها .
يقدس الجينيون اى روح ويمتنعون بشكل تام عن قتل او ايذاء اى شئ يحتوى على روح حتى لو كان صغيرا او ضعيفا .. ويمثلون حاليا الطبقة الغنية فى المجتمع الهندى بل يعتبرون من اغنى الطبقات فى الهند والذين يملكون الاعمال والتجارة
5. الاسلام
بدأ الهند يعرف الاسلام على يد الحجاج بن يوسف الثقفى سنة 711 م بعد ان تعرف الهنود على التجار المسلمون الذين كانوا ينظمون حملات تجارية الى الهند .. قام الحجاج بتنظيم اكثر من حملة قوية اسفرت عن ضم اجزاء كثيرة من الهند حتى توقفت حملات المسلمين .. وعادت مرة اخرة فى سنة 1001 م على يد القائد الاسلامى محمود الغزنوى الذى استطاع ان يؤسس دولة اسلامية قوية فى الهند حتى موته فاستمرت هذه الدولة عن طريق خلفاؤه من بعده حتى سقطت العاصمة الغزناوية الاسلامية فى الهند عام 1152م
جاء على الهند الكثير من الحكام المسلمين فمنهم شهاب الدين الغورى الذى اقام دولة اسلامية فى الهند ما بين عامى 1186 و 1206 م .. والمملكوى قطب الدين ايبك الذى اسس دولة مماليك اسلامية فى الهند لكى يتولاها هو واسرته من بعده .. وبعدها بفترة مرت على حكم الهند دولة السلاطين الخلجية ثم الدولة الطغلقية ومن بعدها الدولة التمورية
وفى عام 1525 م غزا المغول المسلمين الهند تحت قيادة قائد المغول وقتها بابر لتبدأ بذلك صفحة جديدة من حكم الاسلام فى الهند استمر بين عامى 1525 حتى 1707 تحت الحكم المغولى الاسلامى
1857 م كان هو الفصل الاخير فى حكم الاسلام للهند عندما تم احتلال الهند من القوات الانجليزية لتنهى بذلك حوالى 850 سنة هى مجموع السنين الذى كان الدين الاسلامى هو الحاكم الرئيسى فى الهند والشريعه الاسلامية هى المطبقة فيه
حاليا المسلمين فى الهند يمثلون 12% من عدد السكان بمجموع 123 مليون نسمة ينقسمون ما بين شيعه وسنة
6. المسيحية
تعتبر المسيحية ثالث اكبر ديانة من حيث المعتنقين فى الهند بعد الهندوسية والاسلام .. عرفت الهند المسيحية لاول مرة عن طريق توماس الرسول والذى اتى بشكل دعوى فى القرن الاول الميلادى الى الهند ومن ثم الحملات التجارية الغربية للهند من بعده والتى كانت بين عامى 1500 – 1875 م .. ولكن تأثير المسيحية الحقيقى فى الهند بدأ مع وجود الاحتلال الانجليزى هناك والاختلاط المسيحى بالهنود على ارض الواقع
المسيحيون فى الهند حاليا يحصلون على ثانى اعلى دخل سنوى كما انهم من بين الاكثر تعليما فى المجتمع الهندى .. كما انهم يعيشون فى أكثر المناطق تحضرا فى الهند على الاغلب
لا توجد ثقافة واحدة تشمل مسيحيي الهند حيث يوجد اكثر من ثقافة منها السريانية والاوروبية والهندية وذلك يعتمد على اى منطقة يعيش المسيحى فى الهند ..
نسبة الهنود المسيحين فى الهند تمثل حوالى 2.3% بمجموع حوالى 24 مليون مواطن هندى مسيحى
المصدر: معلومة تهمك
هذا المقال لا يعبر سوى عن رأي كاتبه، ولا يعبر بالضرورة عن رأي فريق المكتبة العامة.