دراسة تكشف سبب وقوع النساء في غرام الرجل المجرم والعنيف
ليس من الغريب أن يتلقى لاعب كرة قدم طلبات زواج، أو قِطع ملابس نسائية، أو خطابات موسومة بأحمر شفاه. ولكن، أن يكون هذا اللاعب متهماً بالتحرش بالأطفال ومحكوماً عليه بالسجن 6 سنوات، ومع ذلك هناك نساء يحببنه – فهذا غريب حقاً!
هذه الظاهرة موجودة بالفعل؛ إذ يطور الناس مشاعرهم تجاه السجناء، التي تسمى “ظاهرة اشتهاء المجرمين”، وتوجد تحديداً في النساء اللاتي يقعن في غرام القتلة المتسلسلين، المجرمين، والرجال العنيفة.
وبحسب موقع New Zealand Herald ، فإن الدراسات ترجح أن هؤلاء النساء يبحثن عن الحماية مما قد يؤذي مشاعرهن، وأنهن ينجذبن إلى سلوك “الرجل القوي”.
ولكن ستيفنز يرى أن هناك فروقاً واضحة بين من ينجذبن إلى الرجال المدانين في جرائم جنسية، كالاعتداء الجنسي على الأطفال أو جرائم الاغتصاب، وجرائم العنف.
يقول: “أظن أن هناك فروقاً فيما يبحثن عنه، لبعضهن أغراض جنسية، ولبعضهن أغراض عنيفة، وبالتأكيد كلاهما ليس صحياً”.
هناك بحث صغير عن النساء اللاتي ينجذبن إلى المتحرشين أمثال آدم جونسون لاعب كرة القدم، ولكن يعتقد ستيفنز أن الأمر له علاقة بخيالاتهن الجنسية، وأن الأمر مشترك تحديداً بين الأشخاص ذوي الميول المازوخية.
يقول ستيفنز: “الأمر خطِر ومثير لهن بشدة، كأن الواحدة منهن تقول: (أريد أن أكون مجرمة)، ليس بالضرورة أنها تريد الرجل الذي يقوم بذلك عنها، ولكن الأمر له علاقة بافتتانها به”.
يعتقد ستيفنز أن ذلك هو سبب طبيعة الرسائل الجنسية التي يتلقاها جونسون، ويقول: “إنه جزء من افتتانهن ومحاولتهن جذب الانتباه، ربما لا يشعرن بذلك تجاه أحد بالخارج”.
بالطبع، هناك من كنّ بالأساس مشجعات للاعب الكرة المعروف ومنجذبات إليه كشخص مشهور، ولكن دكتور إيلي جودسي، عالم طب النفس السريري وصاحب كتاب “العنف والمجتمع: منطَقة القبح والجنون”، يقول إن هنالك مشكلة حقيقية في كل من هو منجذب إلى شخصٍ مثل جونسون، “إنهم لا يعرفونه. لذلك، كل ما يفعلونه لن يقدم له شيئاً، ولكنه يخدم مشكلاتهم الشخصية، ربما بعض منهم مر بتجارب عنف جنسي من قبل”.
ولتسقط هذه الخيالات الشخصية، لا بد من أن تتجاهل كل ما قام به من جرائم، بعض الأشخاص الذين تعرضوا للعنف هم بالفعل في حالة إنكار؛ هذا جزء آلية تسوية الأمر لديهم.
هناك أمثلة لنساء يقعن في حب متحرشين جنسياً، كان لإيان واتكينز، مطرب فريق الروك لوست بروفيتس، الكثير من المعجبين، حتى بعد الحكم عليه بالسجن لمدة 35 عاماً بتهمة التحرش الجنسي بالأطفال.
هناك صفحات على موقع فيسبوك تحت اسم “محبي إيان واتكينز” و”إيان واتكينز إله الجنس”.
أحد المعحبين كتب مرة أن واتكينس أيضاً يتلقى بريد معجبيه: “أعرف إناثاً يرسلن إليه صورهن في خطابات يخبرنه فيها بأنهن سينتظرنه لحين إخلاء سبيله، وبعضهن لا يظن أصلاً أنه مذنب وما زلن يرغبن في الزواج به، أعرف أشخاصاً أرسلوا إليه الأموال والمنظفات والعطور، حتى يعرف إيان أن محبيه ما زالوا يفكرون فيه”.
ولكن، يقول ستيفنز إنه بمجرد خروج المذنب من السجن، يختفي معجبوه، يقول: “إنه الخوف. إنهم لا يريدون الشيء الحقيقي، ولكن لا بأس إن كان محتجزاً. فهم في أمان. أحيانا ًلا يزوره أحد حتى، ولكن حين يصبح طليقاً، لا يريد أحد أن يعرّض نفسه للخطر”.
غير الحقيقي في كل هذا، هو ما يغري النساء حقاً. يقول جودسي: “لا يمكنهن مقابلتهم، أو قضاء الوقت معهم، أو مشاركتهم السرير ذاته، الأمر هكذا أكثر أماناً، عندما تراسل شخصاً ما بعيداً عنك، فأنت لا تتعامل معه حقيقةً، لا توجد قيود حقيقية. الأمر كله مصطنع”.
المصدر: هافينغتون بوست عربي