10 كتب تم منعها بسبب حساسية الموضوعات التي تتناولها !
تاريخ الفكر البشري حافل بحالات كثيرة من المنع والقمع، سواء كان منعاً لأعمال فكرية أو أدبية، أو قمعاً لأصحاب هذه الأفكار والأعمال. وبمراجعة بسيطة لتاريخ الفكر سوف نجد العديد من الكتب والأعمال التي تم منعها، نظرا لخروج الموضوعات التي تتناولها عن المألوف، حيث تكون بعض هذه الأعمال أكثر جرأة من المعتاد، على الصعيد الاجتماعي أو السياسي أو الديني، ومن هنا تسعى السلطة بكافة أشكالها إلى محاصرة هذه الأعمال، ومنعها من التداول. لكن كما يقال “الممنوع مرغوب”. فأكثر الكتب تداولاً هي تلك التي تم وضعها على قائمة المنع. وإليكم 10 كتب من بين هذه الكتب التي تم منعها.
1- رواية “آيات شيطانية” رواية من تأليف الكاتب البريطاني من أصل هندي، سلمان رشدي، وقد صدرت في لندن سنة 1988، وبعد مرور 9 أيام فقد على صدور الرواية، قامت الهند بمنع سلمان رشدي من دخول بلادها، وفي الوقت نفسه تلقت دار النشر التي طبعت الكتاب آلاف من رسائل التهديد التي تطالبها بسحب الكتاب من المكتبات. وقد مُنعت الرواية بالفعل في كل من بنجلاديش والسودان وجنوب إفريقيا وكينيا وسريلانكا وتايلاند وجمهورية تنزانيا المتحدة وإندونيسيا وفنزويلا وسنغافورة ومصر والكويت وإيران وباكستان السنغال وكينيا والهند. وبشكل غير متوقع خرجت مظاهرات تنديد بالكتاب في عدد كبير من عواصم العالم، بالإضافة إلى حرق أعداد كبيرة من الكتاب في برادفورد في المملكة المتحدة، وصدور فتوى من الخميني بإباحة دم سلمان رشدي.
2- كتاب “حقوق الإنسان” للمفكر توماس بين نشر الكاتب الأمركي من أصل بريطاني توماس بين، وقد جاء هذا الكتاب ردا على كتاب “تأملات في الثورة الفرنسية” لإدموند بيرك، حيث كان يهاجم بيرك في كتابه الثورة الفرنسية، فجاء كتاب حقوق الإنسان لتوماس بين كي يؤكد على المبادئ التي قامت على أساسها الثورة وينقد آراء إدموند بيرك باعتبارها غير مدعومة من العقل، بل مجرد ترديد لأفكار بالية، وتأييد أعمى للسلطة الملكية. وقد حوكم المؤلف بتهمة تأييد الثورة الفرنسية، كما تم منعه في روسيا القيصرية إبان ثورة دجنبر.
3- رواية “أولاد حارتنا” للأديب العالمي نجيب محفوظ، تم نشرها في البداية على هيئة سلسلة على صفحات جريدة الأهرام عام 1959، فهاجمها رجال الأزهر وطالبوا بوقف نشرها، وعلى الرغم من عدم صدور قرار رسمي بمنع نشرها إلا أنه وبسبب “الضجة” التي أحدثتها تم الاتفاق بين محفوظ وحسن صبري الخولي، الممثل الشخصي للرئيس الراحل جمال عبدالناصر، بعدم نشر الرواية في مصر إلا بعد أخذ موافقة الأزهر. وكان الصدور الأول للرواية عبر دار الآداب ببيروت عام 1962، ومنع دخولها إلى مصر رغم أن نسخًا مهربة منها وجدت طريقها إلى الأسواق المصرية، ليتم نشرها في مصر بعد وفاة محفوظ في أواخر عام 2006 عن دار الشروق. وتم اتهام نجيب محفوظ بالكفر والخروج عن الإسلام، بالإضافة إلى التطاول على الذات الإلهية، ليتطور الأمر إلى محاولة اغتياله بسكين في رقبته، بالرغم من أن “أولاد حارتنا” ضمن الأعمال التي حصل عن مجملها على جائزة نوبل في الأدب.
4- رواية “مزرعة الحيوان” لجورج أورويل، صدرت هذه الرواية عام 1945، بعد صعوبات كثيرة جدا واجهت الكاتب في محاولة طباعتها، فقد رفضت أربعة دور نشر طباعتها، وقد تم حذف مقدمة المؤلف في جميع الطبعات تقريبًا، كما رأت قوات الحلفاء أثناء الحرب العالمية الثانية أن الرواية بأكملها تمثل نقدًا للاتحاد السوفييتي، وهي دولة حليفة في ذلك الوقت، وبالتالي رأت أن الرواية غير صالحة للنشر في زمن الحرب. لذا امتنع الناشرون عن طباعتها، بل وسحبت النسخ التي تمت طباعتها من المكتبات، وبعد نشر الرواية مُنعت في الاتحاد السوفييتي وغيره من الدول الشيوعية، وتم منع الرواية من قِبل الحكومة الكينية سنة 1991 ورفض مسرحية مأخوذة من الرواية لانتقادها القادة السياسيين الفاسدين، كما منعت الرواية في مدارس الإمارات العربية المتحدة سنة 2002 بدعوى احتوائها على نصوص أو صور مخالفة للقيم الإسلامية والعربية، وما زالت الرواية محظورة في كوبا وكوريا الشمالية، الدولتين الشيوعيتين.
5- رواية “شيفرة دافينشي” عبارة عن رواية بوليسية للكاتب الأمريكي دان براون، تم نشرها سنة 2003، وقد حققت الرواية مبيعات ضخمة جدا تصل إلى حوالي 70 مليون نسخة، وتمت ترجمتها إلى حوالي 50 لغة، جاءت على رأس قائمة الروايات الأكثر مبيعًا في العالم، وفقًا لقائمة صحيفة نيويورك تايمز، وتم منع الرواية من دخول الفاتيكان ولبنان والأردن ومصر وعدة دول أوروبية عام 2003، بقرار مجالس الكنائس، لتصوير الكاتب دان براون الجانب الإنساني لحياة المسيح وتناوله لعلاقته بالسيدة مريم بطريقة تخالف المذكور بالإنجيل باعتبارها مسيئة للمسيحية، وتحايلت عدة دول عربية وقامت بنشر نسخ غير مرخصة.
6- رواية “عناقيد الغضب” للكاتب الأمريكي جون شتاينبيك، والتي فاز عنها بجائزة بولتزر في عام 1940، وتمت مصادرة الرواية ومنعها في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث اعتبرت مسيئة بأحداثها التي تدور بولاية كاليفورنيا، حيث تتناول القصة حياة أسرة فقيرة تهرب من جفاف حل بأوكلاهوما إلى كاليفورنيا، سعيًا خلف الحلم الأمريكي، ليفسد الكساد الاقتصادي في أمريكا في عام 1929 الأمر عليهم، حيث صور الكاتب طبقة المعدمين، والطبقية التي ميَّزت المجتمع الأمريكي وتناقضه بين رفع شعارات كالمساواة والعدالة وبين الفقر الذي أودى بحياة الفقراء موتًا.
7- رواية ” الدكتور جيفاغو” للكاتب الروسي بوريس باسترناك، الحاصل على جائزة نوبل، وقد صدرت الرواية عام 1957، وتدور أحداثها حول الطبيب الذي يحب امرأتين خلال عقود الثورات والقمع الشيوعي، وقد قدَّمها المخرج ديفيد لين، في فيلم بنفس الاسم، وحصد بها خمس جوائز أوسكار، وتم منع الرواية من جانب الاتحاد السوفييتي في 1958، لانتقادها للبلاشفة وللشيوعية حتى عام 1988، على عكس المخابرات البريطانية التي ساعدت في نشرها لتستخدمها كسلاح دعائي قوي، كما استخدمتها إيطاليا ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية لتقوم بنشرها في موسكو والدول التابعة للاتحاد السوفييتي، لتتصدر الرواية قائمة أكثر الكتب مبيعًا لمدة ستة أشهر في صحيفة نيويورك تايمز.
8- كتاب “كفاحي” لأدولف هتلر، يعتبر الكتاب سيرة ذاتية لمؤلفه من ناحية وشرحا تفصيليا لخطط هتلر ونظرياته في الحكم من ناحية أخرى، وتم نشره عام 1925 ونشر المجلد الثاني منه في العام الذي تلاه، وعبَّر فيه عن كراهيته لليهود وضمنه خطط بشأن الاستيلاء على أوروبا فيما بعد، وتم حظر تداول الكتاب في ألمانيا منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، ويعتبر الكتاب بمثابة تحريض صريح ضد السامية، وأكد وزراء العدل بالولايات الألمانية انحيازهم لحظر نشر الكتاب للزعيم النازي بعد انتهاء مدة الملكية الفكرية له، مؤكدين أن الكتاب مثال مخيف على الكتابة التي تحتقر الإنسان.
9- رواية “وليمة لأعشاب البحر” للكاتب السوري حيدر حيدر، صدرت سنة 1983، وتدور أحداثها حول مناضل شيوعي عراقي هرب إلى الجزائر، غير أنه يلتقي مناضلة قديمة تعيش عصر انهيار الثورة، والخراب الذي لحق بالمناضلين هناك، بعد سبعة عشر عاما. ومُنعت الرواية في مصر ودول عربية أخرى، بعد أن تسببت في ردود فعل غاضبة من جانب المسلمين بعد إعادة طبعها في مصر سنة 2000 وبعد صدور فتوى تطالب بمنعها بدعوى إساءة “حيدر” للإسلام وللذات الإلهية، وأدت مظاهرات طلبة الأزهر الغاضبة إلى مصادرة الرواية.
10- رواية “كوخ العم توم” للكاتبة هارييت بيتشر ستو صدرت عام 1852، وقد رصدت المعاناة التي عاشها الزنوج نتيجة التمييز العنصري والعبودية، والتي كانت إحدى الفترات المظلمة في التاريخ الأمريكي قبل الحرب الأهلية، وحمَّست القصة القوى المعارضة للرق بشمال أمريكا، بينما أثارت غضبًا واسعًا في الجنوب. وتم حظر الرواية في ولايات الجنوب الأمريكي بعد الحرب الأهلية لمحتواها المناوئ للعبودية، كما حظرتها روسيا القيصرية في عهد القيصر “نيقولا الأول” عام 1852 لتناولها فكرة المساواة ولتهديدها للقيم الدينية.