مقالات تاريخية
تعرّف على أكثر 10 ثورات تأثيرًا في العالم
تعرّف على أكثر 10 ثورات تأثيرًا في العالم – علاء البشبيشي
الثورة هي حالة من التغيير الجذري، تلجأ إليها المجتمعات حين تغلق في وجهها المنافذ السلمية في التغيير، والمتمثلة في التظاهر والاعتصام وما شابه ذلك من آليات سلمية، فتضطر في النهاية للانفجار والذي يتمثل في الثورة. فالاستبداد الذي يحاصر الشعوب هو الوقود الأساسي لأي ثورة في التاريخ.
فيما يلي قائمة بأكثر 10 ثورات تأثيرًا في العالم، ما قبل ظهور الربيع العربي (هناك تداخل بين هذه القائمة ونظيرتها لأبرز الانقلابات، وهو أمر متوقع):
(10) الثورة الهايتية
في عام 1791م، وخلال اشتعال الثورة الفرنسية، قام الأفارقة في سان دومينجو بثورة على الفرنسيين، فدمروا المزارع والمدن واستولى توسان لوفرتير، أحد الأفارقة، على زمام الأمور في البلاد وأعاد إليها شيئًا من النظام.
فى غضون أسابيع بلغ عدد العبيد الذين انضموا للثورة 100 ألف تقريبًا فى غضون شهرين, ومع تصاعد أعمال العنف قتل العبيد 4000 رجل أبيض وأحرقوا ودمروا 180 مزرعة قصب سكر والمئات من مزارع البن والإنديجو.
بحلول عام 1792 سيطر العبيد على ثلث الجزيرة، ما نبَّه الجمعية التشريعية المنتخبة حديثًا في فرنسا إلى أنها تواجه وضعًا لا تحمد عقباه، ولحماية المصالح الاقتصادية الفرنسية اضطرت الجمعية إلى منح الحقوق المدنية والسياسية لتحرير الملونين في المستعمرات.
وبعد أن تولى نابليون الأول زمام الأمور في فرنسا سنة 1799م أرسل جيشًا إلى هاييتي لاستعادة الحكم الاستعماري الفرنسي مرّة أخرى، فاعتقل الجيش توسان وزج به في السجن ثم أُرسل إلى فرنسا، كما وقع كثير من أفراد الجيش الفرنسي صرعى الحمى الصفراء؛ ما مكَّن الثوار سنة 1803م من هزيمته، وفي الأول من شهر يناير سنة 1804م أعلن الجنرال جان جاك ديسالين، قائد الثوار، استقلال البلاد وإقامة دولة تحمل اسم هاييتي.
وتشير التقديرات إلى أن ثورة العبيد خلفت 100 ألف قتيل من السود، و24 ألفًا من البيض .
(9) الثورة الإيرانية
هي الثورة الإسلامية التي أطاحت بالحكم الملكي، بقيادة الشاه محمد رضا بهلوي, وحولت إيران إلى جمهورية بقيادة آية الله علي الخميني، وتنقسم إلى مرحلتين: الأولى دامت تقريبًا من منتصف 1977 إلى منتصف 1979، وشهدت تحالفًا ما بين الليبراليين واليساريين والجماعات الدينية لإسقاط الشاه، والثانية، وغالبًا ما تسمى “الثورة الخمينية”، شهدت بروز آية الله الخميني وتطهير زعماء الجماعات المعارضة للسلطة الدينية.
بدأت المظاهرات الكبرى الأولى ضد الشاه فى يناير عام 1978، وفي الفترة ما بين أغسطس وديسمبر 1978, أصابت الإضرابات والمظاهرات البلاد بالشلل، حتى غادر الشاة إيران إلى المنفى فى منتصف يناير عام 1979، تبعه انهيار النظام الملكي فى 11 فبراير, عندما شن المسلحون والقوات المتمردة حرب شوارع، وقضوا على أي قوات موالية للشاه.
في السنة الأولى للثورة كان هناك مركزان للسلطة: الحكومة الرسمية والمنظمات الثورية، وكان بينهما توتر، رغم أن الخميني هو من وضع كليهما، وعمل رئيس الوزراء مهدي باذركان، الذي عينه الخميني، على إنشاء حكومة إصلاحية ديمقراطية، في حين عمل بشكل مستقل كل من المجلس الثوري المكون من الخميني وأتباعه من رجال الدين، والحرس الثوري، والمحكمة الثورية، والخلايا الثورية المحلية التي تحولت إلى لجان محلية.
ووضع مجلس الخبراء دستورًا جديدًا أوجد من خلاله منصب القائد الأعلى للخميني، ومنحه السيطرة على الجيش والأجهزه الأمنية، والحق في نقض المرشحين للمناصب، كما أقر الدستور بانتخاب رئيس جديد يتمتع بصلاحية أضيق، لكن المرشحين يجب أن يحوزوا على الموافقة المباشرة من القائد الأعلى (عبر مجلس صيانة الدستور)، وقد أصبح الخميني نفسه رئيسًا للدولة مدى الحياة باعتباره “قائد الثورة”، وعندما تمت الموافقة على الدستور في استفتاء أجري في كانون الأول/ديسمبر 1979 أصبح “المرشد الروحي الأعلى”، وتقدم رئيس الوزراء في نوفمر إثر شعوره بالضعف وخلافه مع ما آلت إليه باستقالته.
(8) الثورة الكوبية
في يوم 2 ديسمبر 1956، وصل فيدل كاسترو مع مجموعة من 82 شخصًا إلى شواطئ كوبا في قارب صغير، بهدف إقامة حركة مقاومة مسلحة في سلسلة جبال سييرا مايسترا، وتزامن ذلك مع الحظر المفروض من الولايات المتحدة على الأسلحة في 14 مارس 1958، مما أضعف من نظام باتيستا، وبحلول أواخر عام 1958، انتشر المتمردون خارج سلسلة جبال سييرا مايسترا، ودعوا إلى تمرد شعبي عام، وبعد أن استولى المقاتلون على سانتا كلارا، فر باتيستا بشكل درامي من هافانا في 1 يناير 1959 إلى المنفى في البرتغال، وتفاوض باركوين مع قادة الثورة كاميلو سيينفيغوس وتشي غيفارا وراؤول كاسترو وشقيقه فيدل كاسترو، بعد أن قررت المحكمة العليا أن الثورة هي مصدر القانون وممثلوها ينبغي أن يتولوا القيادة.
ودخلت قوات كاسترو العاصمة يوم 8 يناير 1959.
ومثلت الثورة الكوبية نقطة تحول فى التاريخ الحديث؛ فبوجود نظام كاسترو أصبحت كوبا مصدرًا هامًّا لدعم القوة العالمية للاتحاد السوفييتي, ومن ثم أثرت بشدة في الحرب الباردة، كما شارك كاسترو في ثورات فاشلة في فنزويلا وغواتيمالا وبوليفيا، تسببت في عزل كوبا عن العالم.
(7) الثورة الصينية
هي عبارة عن سلسلة من الاضطرابات السياسية الكبرى في الصين بين عامي 1911 و 1949، بدأت بعصيان أوهان في 10 أكتوبر 1911، وأنهت الملكية في الصين مع خلع الإمبراطور بوئي في 12 فبراير 1912.
وخلال الحرب العالمية الثانية، حشدت الجماعات السياسية الصينية الموارد العسكرية لمواجهة الغزاة اليابانيين، لكن الصراع تجدد في عام 1946 ليتحول إلى حرب أهلية مفتوحة.
وشكلت قوات ماو أساس الجيش الأحمر الذي جدد الحرب الأهلية ضد القوميين، وخرج منتصرًا بعد هزيمتهم في هواي هاي ونانجينغ في عام 1949. وفي عام 1949، هُزِم الكومينتانغ في نانجينغ، وأُجبِر على الفرار إلى تايوان. وتأسس الحكم الشيوعي في جمهورية الصين الشعبية تحت قيادة ماو تسي تونغ.
(6) ثورة تركيا الفتاة
ألغت الثورة التي قادتها جمعية الاتحاد والترقي (تركيا الفتاة) في 1908 قرار تعليق البرلمان العثماني الذي أصدره السلطان عبد الحميد الثاني في 1878، ومهدت للعودة إلى الحكومة الدستورية، وعرفت الفترة التي تليها بـ “المشروطية الثانية” والتي مهدت فيما بعد لسقوط الدولة العثمانية، التي واصلت أطرافها في التشظي تحت ضغط الثورات المحلية.
وتشكلت الثورة من اتحاد غير متوقع من الجمعويين والقوميين الأتراك والعلمانيين المتغربين وكل من كان يلقي باللائمة على السلطان بسبب تدهور حال الدولة العثمانية، كما انضم بعض ضباط الجيش التركي إلى خلاياها السرية، التي ما إن بدأ السلطان من التحقيق في أمرها حتى انفجرت ثورات متلاحقة ومتزامنة بين صفوف الجيش الثالث الذي كان يعد أفضل وحدات السلطان العسكرية، ما أجبره على التنازل، إلا إن عملية استبدال مؤسسات دستورية بالمؤسسات الملكية لم يكن سهلًا أو بدون إراقة دماء، كما أن السلطنة فقدت في أقل من ثلاثة شهور بعد الاستيلاء على السلطة أقاليم أوروبية مهمة, وهي أزمة شجعت العناصر المحافظة على القيام بثورة مضادة في أبريل 1909، ورغم أن الجيش نجح في سحق تلك الثورة المضادة وعزل كل من السلطان عبد الحميد ومعه شيخ الإسلام – الذي يمثل أعلى سلطة دينية في السلطنة – إلا إنه كان واضحًا أن الحكم الجديد سيواجه سلسلة مستمرة من حركات المعارضة.
وأنتجت الثورة تدريجيا صفوة حاكمة جديدة، بعد أن أدت بطريقة غير مباشرة إلى خلع السلطان عبد الحميد الثاني لصالح أخيه محمد الخامس في العام التالي.
(5) تمرد/ ثورة تايبينغ
هي حرب أهلية واسعة النطاق في جنوب الصين، امتدت من عام 1850 وحتى عام 1864، بقيادة هونغ شيوكوان- الذي ادعى أنه الشقيق الأصغر لـيسوع المسيح بعد أن زعم نزول وحي السماء عليه – ضد حكم مملكة كينغ بقيادة المانشو، ما أسفر عن مقتل نحو 20 مليون شخص (بعض المصادر ترفع العدد إلى 50 مليونًا) معظمهم من المدنيين، بحسب المصادر الموثوقة، في أحد أكثر الصراعات العسكرية دموية في تاريخ ما قبل الحرب العالمية الثانية، وقد استمرت الحرب استمرت 15 عامًا.
أنشأ هونغ – الذي كان في السابق بائعًا للحطب في قوانغشي – مملكة تايبينغ السماوية، واتخذ من نانجينغ عاصمة لها، وسيطر جيش المملكة على أجزاء كبيرة من جنوب الصين، وحاول المتمردون إجراء إصلاحات اجتماعية، واستبدال أحد أنماط المسيحية بديانات الكونفشيوسية والبوذية والدين الشعبي الصيني.
ورغم الجاذبية الشعبية التي كان يتمتع بها التمرد، إلا إن فشله في نهاية المطاف ينبع من عدم قدرته على دمج الأفكار الأجنبية والصينية، رغم أن صن يات سين، مؤسس الحزب القومي الصيني، اعتبر هذا التمرد مصدر إلهام، كما مجّد الزعيم الصيني ماو تسي تونغ من عمل متمردي تايبينغ وقال إنها بطولات ثورية مبكرة ضد فساد نظام الإقطاع.
(4) الثورة البلشفية
كانت الثورة البلشفية، أو ثورة أكتوبر، هي المرحلة الثانية من الثورة الروسية التي قادها البلاشفة عام 1917 تحت إمرة فلاديمير لينين؛ لإقامة دولة شيوعية وإسقاط الحكومة المؤقتة، وتمثل البداية لأول حكومة شيوعية في روسيا، تشكل بعدها الاتحاد السوفيتي وظل موجودًا حتى تفككه في عام 1991م.
ففي 25 أكتوبر عام 1917 (بالتقويم الرومي أو اليولياني)- الذي يوافق 7 نوفمبر 1917 بالتقويم الميلادي- تمكنت قوات البلاشفة من الاستيلاء على المرافق الحكومية الرئيسية، بعد مقاومة غير فعالة من قبل ألكسندر كيرينسكي، رئيس وزراء الحكومة المؤقتة آنذاك. وفي ليلة 26 أكتوبر شنت هجومًا على القصر الشتوي للقيصر، الذي كان يحرسه القوزاق وكتيبة من النساء، الذي سيطرت عليه دون مقاومة تذكر.
لم يُعترف بالثورة عالميًّا خارج بتروغراد، وأعقبها مزيد من الصراعات، توجت بالحرب الأهلية الروسية (1917-1922)، وصولاً إلى إنشاء الاتحاد السوفييتي في عام 1922.
(3) الثورة المجيدة
عرفت كذلك باسم ثورة 1688، وقام بها البرلمانيون الإنجليز بالتحالف مع ويليام الثالث الحاكم الأعلى لجمهورية هولندا، وأدت إلى عزل الملك جيمس الثاني، الذي هرب بطريقة مخزية إلى فرنسا، وتنصيب ابنته ماري وزوجها وليم أورانج ملكين على إنجلترا، وتمخضت عن “إعلان الحقوق” الذي أصدره البرلمان الإنجليزي عام 1689، واستعرض المظالم التي ارتكبها الملك جيمس الثاني في حقِّ الشعب، واشترط على الملك الجديد عدم القيام بأي عمل يؤدي إلى الانتقاص من هذه الحقوق.
وكان لهذه الثورة أثر كبير في الحياة في إنجلترا؛ حيث إنها قضت نظريًّا وعمليًّا على فكرة الحقّ الإلهي للملوك، كما أصبح البرلمان هو صاحب الكلمة العليا في شئون الحكم، كما كان لها أثر كبير خارج إنجلترا؛ حيث تطلّعت الشعوب في أوروبا إلى تحقيق نظام الحكم البرلماني كما شاهدوه في النموذج الإنجليزي.
(2) الثورة الأمريكية
وتشير إلى قيام 13 مستعمرة في أمريكا الشمالية بالاستقلال عن الإمبراطورية البريطانية، بعدما رفضوا في البدء أن تحكمهم سلطة برلمان بريطانيا العظمى من الخارج دون تمثيل، ثم طردوا جميع المسئولين الملكيين، وشكلوا دولة جديدة أخذت في النمو والاتساع، حتى أصبحت بعد الحرب العالمية الثانية القوة العظمى في العالم.
بحلول عام 1774، كانت كل مستعمرة شكلت كونجرس إقليميًّا لتكوين ولايات تتمتع بحكم ذاتي، وردَّت بريطانيا بإرسال قوات قتالية لإعادة فرض الحكم المباشر، ما دفع المستعمرات إلى الانضمام سويًّا للدفاع عن حكمهم الذاتي، وإدارة الصراع المسلح ضد البريطانيين، فيما يعرف باسم الحرب الثورية الأمريكية، وفي نهاية المطاف، قررت الولايات مجتمعة أن النظام الملكي البريطاني، بسبب أفعاله الاستبدادية، لم يعد له شرعية. وفي عام 1776 قطعوا علاقتهم بالإمبراطورية البريطانية، عندما أصدر الكونجرس إعلان الاستقلال، ورفض النظام الملكي نيابة عن الأمة الجديدة. انتهت الحرب بانتصار أمريكي فعال في أكتوبر 1781، تلاه تخلي بريطانيا رسميا عن أي مطالبات للولايات المتحدة، في اجتماع باريس عام 1783.
وكان من أهم القضايا التي واجهت الدولة الوليدة هو تحديد شكل الحكم، وحقوق المواطنين وواجباتهم، والروابط التي تربط الولايات بالدولة وبالولايات الأخرى. وفي مايو عام 1787 اجتمع مندوبون عن الولايات لإقرار دستور للبلاد، واختير جورج واشنطن بالإجماع ليكون رئيسًا للدولة.
(1) الثورة الفرنسية
اندلعت في الرابع عشر من يوليو عام 1789 وامتدت حتى 1799، وكانت فترة من الاضطرابات الاجتماعية والسياسية في فرنسا، انهار خلالها النظام الملكي المطلق الذي كان قد حكم فرنسا لعدة قرون في غضون ثلاث سنوات.
بدأت الثورة الفرنسية في عام 1789، وشهد عامها الأول القسم في شهر يونيو، والهجوم على سجن الباستيل في يوليو، وصدور إعلان حقوق الإنسان والمواطنة في أغسطس، والمسيرة الكبرى نحو البلاط الملكي في فرساي خلال شهر أكتوبر، مع اتهام النظام الملكي اليميني بمحاولة إحباط إصلاحات رئيسيّة، وإعلان إلغاء الملكية ثم إعلان الجمهورية الفرنسية الأولى (أي النظام الجمهوري) في سبتمبر 1792، وأعدم الملك لويس السادس عشر في العام التالي.
شاب الثورة في بدايتها نوع من الديكتاتورية، ما أسفر عن مقتل ما بين 16 ألف إلى 40 ألف مواطن فرنسي في الفترة الممتدة بين 1793 و1794 على يد “لجنة السلامة العامة” إثر سيطرة روبسيبر على السلطة، و في عام 1799 وصل نابليون الأول إلى الحكم، وأعقب ذلك إعادة النظام الملكي تحت إمرته وعودة الاستقرار إلى فرنسا، استمر عودة الحكم الملكي واستبداله بنظام جمهوري لفترات ممتدة خلال القرن التاسع عشر، وبعد خلع نابليون قامت الجمهورية الثانية (1848-1852) تلتها عودة الملكية (1852-1870).
خضع المجتمع الفرنسي لعملية تحوّل مع إلغاء الامتيازات الإقطاعية والأرستقراطية والدينية وبروز الجماعات السياسيّة اليساريّة الراديكالية إلى جانب بروز دور عموم الجماهير وفلاحي الريف في تحديد مصير المجتمع، كما تم خلالها رفع ما عرف باسم مبادئ التنوير وهي المساواة في الحقوق والمواطنة والحرية ومحو الأفكار السائدة عن التقاليد والتسلسل الهرمي والطبقة الأرستقراطية والسلطتين الملكية والدينية. كما أثرت الثوربة بشكل بالغ العمق على جميع أوروبا، بل والعالم، بنمو الجمهوريات والديمقراطيات الليبرالية وتطوير عدد من الأيديولوجيات المعاصرة.
– الحرب الأهلية الإسبانية
ونشبت خلال أعوام 1936-1939 بين الجمهوريين والقوميين نتيجة الانقلاب على الشرعية الجمهورية الإسبانية في مدريد الذي قام به مجموعة من العسكر بقيادة الجنرال “مولا” في الشمال، والجنرال فرانشيسكو فرانكو في المغرب والجنرال “كييبو دي يانو” في أندلسيا وجنرالات آخرين أمثال “أستراي” و”سان خورخو”. على إثر ذلك انقسمت إسبانيا إلى “قومية” بقيادة الانقلابيين الفاشيين بالإضافة إلى الفلانخي والريكيتيس، و”جمهورية” بقيادة الجبهة الشعبية التي كانت تضم الفوضويين (الاتحاد الأيبيري اللاسلطوي، الاتحاد الوطني للعمل… ) والاشتراكيين والجمهوريين والشيوعيين.
امتدت الحرب- التي تضمنت استخدام أساليب وتكتيكات إرهابية طالت المدنيين- من 17 يوليو 1936 حتى 1 أبريل 1939؛ حيث نشب صراع حاد بين القوميين بقيادة الجنرال فرانشيسكو فرانكو هازمين القانونيين أو جمهوريو الجمهورية الإسبانية الثانية، وكان القانونيون – الذين يعرفون أيضًا بالجمهوريين – يستمدون دعمهم بالسلاح والمتطوعين من الاتحاد السوفييتي وحركات الشيوعية الدولية والألوية الدولية، في حين تلقى القوميون دعمهم من إيطاليا الفاشية وألمانيا النازية، وكان الجمهوريون يتراوحون بين مركزيين داعمين للرأسمالية والديمقراطية الليبرالية إلى شيوعيين وثائرين لاسلطويين.
إقليم الباسك المحافظ الكاثوليكي وقف أيضًا بجانب الجمهوريين أملاً في حكم محلي، كما كان حال كاتالونيا وجيليقيا، ونوع من الاستقلال عن الحكومة المركزية، أما القوميون أو الفرانكويون فكان دعمهم أساسًا من القوى المحافظة الداعمة للحكم المركزي.
المصدر: ساسة بوست
هذا المقال لا يعبر سوى عن رأي كاتبه، ولا يعبر بالضرورة عن رأي فريق المكتبة العامة.