علماء من كاليفورنيا يتوصلون لنتائج جديدة حول مرض الشلل الرعاش – جيمس غالاهار محلل العلوم والصحة
أعلن علماء في ولاية كاليفورنيا الأمريكية أنهم توصلوا لنتائج جديدة في فهم مرض باركنسون أو “الشلل الرعاش”.
وأشارت اختبارات أجراها العلماء على الحيوانات، ونُشرت نتائجها في دورية “ Cell” العلمية، إلى أن هذه الاضطرابات التي تحدث في الدماغ جراء هذا المرض قد يكون مصدرها بكتيريا في الأمعاء.
وقد تؤدي هذه النتائج إلى اكتشاف وسائل جديدة لعلاج هذا المرض مثل العقاقير التي تُستخدم في قتل بكتريا الأمعاء.
وقال الخبراء إن هذه النتائج تفتح “مجالا جديدا ومثيرا للدراسة.”
ويسبب مرض باركنسون تدهورا تدريجيا في وظائف الدماغ، وهو ما يجعل المرضى يعانون من رعاش وصعوبة في الحركة.
واستخدم باحثون فئرانا عُدلت وراثيا لتصبح مصابة بمرض باركنسون وأنتجت مستويات عالية جدا من بروتين “ألفا-ساينوسلين” المرتبط بالتدهور في وظائف الدماغ لدى مرضى “باركنسون”.
لكن أعراض المرض ظهرت فقط على الحيوانات التي لديها بكتيريا في المعدة، وظلت الفئران المعقمة بحالة صحية جيدة.
وقال الدكتور تيموثي سامسون أحد الباحثين والأستاذ بمعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا: “إنه اكتشاف مثير، لقد كانت الفئران متماثلة من الناحية الجينية، والاختلاف الوحيد كان وجود أو غياب الجراثيم في الأمعاء.”
وأضاف: “الآن أصبحنا متأكدين تماما من أن بكتيريا الأمعاء تنظم بل إنها عامل أساسي في أعراض مرض باركنسون.”
Image copyrightCALTECHImage captionبكتريا الأمعاء قد تكون سببا في تنشيط الخلايا المناعية في المخ بصورة مفرطة تسبب مرض باركنسون
“نقلة نوعية”
ويعتقد العلماء أن البكتيريا تطلق موادا كيميائية تساعد على تنشيط مفرط لأجزاء من المخ تؤدي إلى هذه الأضرار في الدماغ.
ويمكن لهذه البكتيريا أن تحلل الألياف إلى أحماض دهنية قصيرة السلسلة، ويعتقد أن اختلالا في هذه المواد الكيميائية يجعل الخلايا المناعية في الدماغ تسبب هذا الضرر.
وقال الدكتور ساركيس مازمانيان، وهو متخصص في الأحياء الدقيقة، :”لقد اكتشفنا لأول مرة علاقة بيولوجية بين الكائنات الحية الدقيقة (الموجودة في جسم الإنسان) ومرض باركنسون.”
وأضاف: “بشكل عام، يكشف هذا البحث أن أي مرض ناجم عن مشكلة في الأعصاب قد يعود أصله إلى الأمعاء، وليس فقط في الدماغ كما كان يُعتقد سابقا.”
وتابع: “اكتشاف أن التغييرات في الكائنات الدقيقة قد يكون لها دور في مرض باركنسون يمثل نقلة نوعية ويفتح الأفاق أمام وسائل جديدة محتملة لعلاج المرضى.”
ولا يوجد حاليا علاج لمرض باركنسون.
ورغم أن هناك حاجة لتأكيد نتائج البحث من خلال اختبارها على البشر، يأمل الباحثون في أن العقاقير التي تستخدم في الجهاز الهضمي قد تصبح وسائل علاج جديدة للمرض.
وتمثل الأعداد الهائلة من البكتيريا الموجودة في الأمعاء التي تقدر بالتريليونات أهمية كبيرة للصحة، ولذا فإن التخلص منها تماما ليس خيارا محتملا أمام العلماء.
وقال الدكتور آرثر روتش من مؤسسة باركنسون البريطانية الخيرية لمكافحة الشلل الرعاش: “في السنوات الأخيرة تزايدت الأدلة على أن باركنسون ربما يبدأ في الأمعاء، لكن تسلسل الأحداث المتعلقة بهذه العملية ظل غامضا حتى الآن.”
وأضاف: “هذا البحث يفتح مجالا جديدا مثيرا للدراسة بشأن العلاقة بين الأمعاء والدماغ في مرض باركنسون.”
وتابع: “لا يزال هناك العديد من الأسئلة تحتاج لإجابات، لكننا نأمل في أن يؤدي هذا إلى المزيد من الأبحاث التي قد تؤدي في النهاية إلى طفرة في الخيارات العلاجية لمرض باركنسون.”
وقال الدكتور باتريك لويس، من جامعة ريدينغ إن “هذه الدراسة تعزز بالفعل من فكرة أن فحص معدة الأشخاص الذين يعانون من مرض باركنسون قد يقدم بالفعل رؤى مهمة بشأن ما يحدث في هذا المرض، ويوفر فرصة محتملة لاستهداف مجال جديد من علم الأحياء في محاولة لإبطاء أو وقف التغييرات التي تحدث في الدماغ” وتؤدي إلى الإصابة بهذا المرض.