شبكة الإنترنت وصناعة الوعي الزائف – بقلم: خيال بعيد
ما السر في خطورة اختراع شبكة الإنترنت؟
السر هو أنه لأول مرة في التاريخ الانساني يصبح وعي البشرية متاحا امامك لتعيد تشكيله..
وما السر في خطورة اعادة تشكيله؟
السر هو أن واقع الناس الاجتماعي والنفسي والديني ماهو إلا ظل تابع لوعيهم فإن تغير وعيهم فلابد وأن يعقب ذلك تغير واقعهم .
وما معنى هذا؟
معناه أنه بالإمكان أن تحطم دول وحكومات وتقيم ندوات وثورات وتغير أديان وعقائد وتخلق افراح وماّتم وتبيد اشخاص وقبائل ….كل هذا وانت جالس فقط امام جهاز صغير لتكتب بعض الحروف وترسل بعض الصور والأفلام والاخبار….
وكيف يمكن مواجهة هذا السلاح الخطير ؟
كما أن للصواريخ مضادات وللطائرات مضادات وللدبابات مضادات وللبكتريا مضادات فكذلك لصواريخ الانترنت وطائراته ومدافعه ودباباته وكائناته الدقيقة مضادات —- كذلك فيجب ان تستعمل المضاد المناسب مع السلاح المناسب …
وكيف يكون هذا؟
اعلم ان صورايخ الانترنت هي المقالات المؤثرة وقاذفاته هي الأفلام والصور التي تخلق فيك حالة نفسية بعينها ودباباته هي قصص التاريخ صحيحة كانت أو مغلوطة وأسلحته البيولوجية هي تقبيح الأشخاص وتجميلهم وأسلحته الذرية هي فبركة الاخبار عن الواقع أو كتابة الأخبار والأحداث الواقعية بصيغة معينة تجعلك تفهم الوافع بطريقة معينة….وكما ان بعض الاسلحة محظور استعمالها في الحروب فكذلك بعض هذه الأسلحة ممنوع استعمالها في حروب الانترنت المقصود منها اعادة تشكيل الوعي وتغييرمساره…..
وكيف يمكن مقاومة هذه الاسلحة الانترنتية؟
عن طريق استعمال المضادات حسب نوع السلاح المستعمل وذلك بأن يتم تدريب مجموعة من الشباب على كيفية استعمال هذه الأسلحة ثم يتم الدفع بهم للمرابطة على حدود الوطن الانترنتي فان شاهدوا أو سمعوا أي شئ يهدد الوطن فعليهم باستعمال الأسلحة المضادة من مقالات وصور وافلام واخبار وتكذيب وتصحيح ….
ولكن ماذا لو تم استعمال الاسلحة المحظورة وما مصير العالم وقتها ؟
لو حدث ذلك فستكون هي الحرب العالمية الثالثة وهي حتما ستنتقل من الانترنت الى الواقع وتكون هذه هي نهاية البشرية؟
وكيف يمكن تجنب هذا المصير؟
بالاتفاقيات والعقوبات على من يسب ويلعن او يكتب خبرا مغلوطا او يفبرك وقائع تاريخية لم تحدث ….
ولماذا لا نريح انفسنا ونمنع الوعي من التعرض لهذه الاسلحة الانترنتية؟
في الصين يفعلون ذلك ….فهم يمنعون بعض المواقع …يتتبعون الاشخاص ….بل وحتى انهم يمنعون الناس من مشاهدة قناة فضائية غير صينية
ولماذا لا نفعل مثلهم ؟
لأن هذا معناه انك تريد ان تنفرد جهة واحدة بتشكيل الوعي وصناعته حسب اغراضها وتصوراتها وافكارها وهذا اخطر من استعمال الأسلحة المحظورة لأنك بذلك تقتل الانسان بداخلهم وتخلق مكانه شئ اّخر..شئ اشبه ما يكون باّلة تتحرك حركة محددة لا تخرج عنها طرفة عين … شئ لااعرف كيف اصفه ..او اصف ما يمكن ان يفعله في العالم وفي اخيه الانسان .
والى ماذا سيؤدي بنا كل هذا ؟
لا ااعرف …او ربما لا ارغب في ان اعرف
ــــــــــــــــــــــ
هذا المقال لا يعبر سوى عن رأي كاتبه، ولا يعبر بالضرورة عن رأي فريق المكتبة العامة