كيف يمكنك أن تصبح مبدعاً من خلال تكرار أفكار الآخرين؟ – أحمد صبرى عفيفي
لا شك أن ما وصلنا إليه من رفاهية وتقدم يرجع إلى النهضة العلمية والمنهج العلمى المُتبع فى طريقة التفكير وحل المشكلات ولكن طالما كان أساس ونقطة انطلاق أى منتج أو خدمة هو فكرة فهل كل الأفكار يمكن صياغتها لنحصل على نتائج رائعة؟ بل هل أغلب الأفكار تستطيع الوصول لما هو أبعد من عقل صاحبها؟ بخصوص هذا الموضوع سنحاول طرح بعض الأشياء التى قد تدين أو تبرئ ذمة الراغبين فى نسخ الأفكار.
سبب الفكرة
لا توجد فكرة ليس لها مقدمات أو دوافع للتفكير فيها لأن الفكرة عبارة عن حل لمشكلة وهى نتيجة لدافع معين لذلك فالأصل فيها تعديل ما هو كائن للوصول لبديل يُمكن صاحبه من التغلب على الوضع القائم من عقبات.
أنواع نقل الأفكار
يوجد ثلاثة طرق لنسخ الأفكار:
1- سرقة الأفكار دون نسبها لصاحبها وهذا النوع مرفوض تماماً.
2- تقليد الأفكار وهو نوع يمكن تطبيقه فى بعض أمور الحياة ولا يتم فيه تعديل الفكرة وينسب العمل الأصلى لصاحب الفضل فيه ومكتشفه.
3- دمج الأفكار ثم إضافة قيمة لها وعرضها فى صورة جديدة لم يتم التعرض لها مسبقاً ويجب أن يراعى فى الأفكار أن تستحق الدمج أما الأفكار المستهلكة والبالية لن تقدم شيئاً بل ستتسبب فى إضاعة وقتك وجهدك فيما لا يفيد.
موطن (بيئة) الأفكار
يوجد نوعان من البيئة الحاضنة للأفكار الأول وهي البيئة ذات المصادر غير المتجددة ويقطُنها كل ما هو قديم وتقليدى ويتشارك ساكنيها فى إستهلاك الأفكار القديمة مما يتسبب في نضوب مواردهم أما النوع الثانى وهى البيئة ذات المصادر المتجددة والتى يعتمد فيها الأشخاص على أحدث ما توصل إليه العلم من إبتكارات وإبداعات ويتم الإستفادة فيها من كل المصادر المتاحة بصورة عقلانية مما يسهم فى إستمرار الأفكار القديمة وتدفق وتصدير أفكار جديدة ومبتكرة لذلك اعمل جاهداً على أن تنتسب للنوع الثاني وابتعد عن النوع الأول.
ازرع ثقتك فى نفسك بنفسك
عندما تتوصل لفكرة معينة وتظن أنها لا يُمكن أن تُنفذ أو لا تستحق التطبيق ثم تقل ثقتك بنفسك لعلاج المشكلة التى من أجلها اقترحت الفكرة فلا تتعجب من هذا الشعور المفاجئ فهو يلازم كل المبدعين ويتمثل فى الخوف من الفشل ويتم التغلب عليه بتجويد العمل وبذل المزيد من الجهد ثم الإقتناع بما تقدمه ومقارنته بما هو متوفر فى الأسواق واستبدل فكرتك به واجعله يقوم بمقام المنتج أو الخدمة المتاحة بالسوق واضف إلى ذلك ما تملكه فكرتك من مميزات أخرى ما يجعلها تملُك ميزة تنافسية تتفوق بها على المنتج المطروح بالأسوق فالإختلافات فى طريقة التفكير يحظر التقليد الكامل ويساعد على اظهار مهارات وإبداعات كل شخص بصورة فائقة ومختلفة.
التقليد المحمود
يمكن تلخيصه فى ثلاث خطوات كما يلي:
1- لا تبدأ بالفكرة نفسها ولكن ابدأ بمصدرها وسبب خروجها للنور وادرس ذلك جيداً.
2- قلد الفكرة (ضع فى الإعتبار أن تكون فكرة نافعة ومفيدة).
3- كون إسلوبك الخاص واضف لمستك الخفية وإبداعاتك المميزة.
وفى الختام, إجعل من أفكار الآخرين مواد أولية داعمة لتجعل من فكرتك إمتداداً للعطاء الإنسانى فيما يخدم البشرية.