هل الإسلام حقاً يأمر بقتل المرتد أو الملحد ؟! (2) – بقلم: بقلم: أبو توني اللهيبي
قرأت كل التعليقات الخاصة بهذا الموضوع، و التي تنم عن أناس جهلة بشكل لا يصدقه العقل .. جهل يعكس رأي من علموهم هذا الدين و في الجزء الثاني من الموضوع سأقدم أدلة أكثر قوة من أدلتي السابقة، و سيظل الجهلة يصرون على رأيهم العفن و حالهم يشبه حال بني اسرائيل عندما قالوا لموسى : ” وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ نَرَى اللَّهَ جَهْرَة “، و هؤلاء لن يؤمنوا حتى يظهر الله لهم جهرة و العياذ بالله و يقول لهم كفاكم كذباً و تزويراً لديني، و إليكم الأدلة و بعد هذا الكلام من يصر على قضية القتل فهو مجرم زنديق في داخله نزعة ربوبية تنازع الله في حكمه .. ما هي قصة القوم نقول لهم قال الله يقولون لنا من بدل دينه فاقتلوه .. نقول لهم قال الله كذا .. يقولون قال فلان و كأنَّ الله ليس له أي قيمة عندهم و يُسمون أنفسهم مسلمين بالله، و هم مجموعة من الكذبة كلام ربهم ليس له عندهم أي احترام .
قال تعالى:
” كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَ شَهِدُواْ أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَ جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَ اللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ * خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَ لاَ هُمْ يُنظَرُونَ * إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَ أَصْلَحُواْ فَإِنَّ اللَّه غَفُورٌ رَّحِيم ” [آل عمران : 86-89]
يا أخوة الإيمان ما معنى قوم كفروا بعد إيمانهم.. يعني ارتدوا عن الإسلام أم أنَّ لهذه الآية تأويل آخر عندكم من أجل أن تحرفوا كلام الله عن موضعه.. أو أنها منسوخة فقد اعتدنا أنكم نسختم القرآن بطريقكم فيما يُسمى الناسخ و المنسوخ.. ماذا قال الله عنهم هل قال اقتلوهم .. ماذا قال في النهاية : إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَ أَصْلَحُواْ فَإِنَّ اللَّه غَفُورٌ رَّحِيم .. هل تاب هؤلاء بعدما طبقنا عليهم حد الردة عليهم ثمَّ عادوا إلى الإسلام و هم في قبورهم؟!!.
سيأتيني رجل عبقري يقول أنَّ المرتد معه ثلاثة أيام استتابة و لكن هناك فرق بين التوبة و الاستتابة يا سيدي، و من ثمَّ طالما أنَّه مع المرتد ثلاثة أيام حتى يُستتاب شيء طبيعي، أن إنسان سيُقتَل بعد ثلاثة أيام سيتوب و سيبقى قلبه رافض للأمر فمبارك عليكم كسبنا منافقاً جديدا، و هذا شيء طبيعي لأنَّ منهجكم لا يربي إلا المنافقين و لا يربي أناس محبة لله بصدق.
كل الأدلة التي أوردناها في كلامنا السابق لم تعجبكم.. أفتونا في هذا الدليل
و هذا شرح لسببب نزول هذه الآيات من السنة لأنَّكم قوم لا يعجبكم كلام الله، فهذا دليل من السنة، فالسنة عندكم أهم من الله و كتابه .
القول في تأويل قوله ( كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات والله لا يهدي القوم الظالمين أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين * خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون* إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم )
اختلف أهل التأويل فيمن عني بهذه الآية ، و فيمن نزلت ، أحد هذه التأويلات أنها نزلت في الحارث بن سويد الأنصاري ، و كان مسلما فارتد بعد إسلامه .
حدثني محمد بن عبد الله بن بزيع البصري قال : حدثنا يزيد بن زريع قال : حدثنا داود بن أبي هند ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : كان رجل من الأنصار أسلم ثم ارتد و لحق بالشرك ، ثم ندم فأرسل إلى قومه : أرسلوا إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم ، هل لي من توبة ؟ قال : فنزلت : ” كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم ” إلى قوله: ” وجاءهم البينات و الله لا يهدي القوم الظالمين إلا الذين تابوا من بعد ذلك و أصلحوا فإن الله غفور رحيم ” فأرسل إليه قومه فأسلم .
نفهم من هذا السياق أنَّه لم يكن هناك شيء اسمه حد ردة لأنَّ الحارث عندما أرسل إلى النبي.. نزلت آياتات قرآنية تبين الحكم، و أن هناك توبة و ليس استتابة ثلاثة أيام و إنما توبة طوعية كما تبين الآيات صراحة بالتالي ليس هناك حد للردة و للقتل كما يدعون.
هل يتهاون رسول الله في حد من حدود الله .. الرسول صلى الله عليه و سلم قال لأسامة بن زيد عندما حاول التشفع لإمرأة سرقت: أتشفع في حد من حدود الله؟!! هذه المقولة تدل على وجوب تنفيذ الحد في الدول الإسلامية.. لكن فيما يخص قتل المرتد، لماذا عفا الرسول أيضاً عن الصحابي عبد الله بن سعد بن أبي السرح مع أنه أسلم ثم ارتد؟ وفقا لابن حزم فمن ادعى أن الرسول تنازل عن حد فقد كفر، و لماذا الآيات القرآنية الواضحة لم تتطرق لموضوع القتل .
دليل قرآني آخر : ” إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْرًا لَّن تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَ أُولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ ” آل عمران-90
كيف لن تقبل توبتهم عندما كفروا بعد إيمانهم و أيضاً ازدادوا كفراً مادام هناك حد للردة و هو القتل .. ما دام هناك كلمة توبة معناها ليس هناك أمر بقتلهم.
دليل آخر : ” إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَّمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَ لَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا ” النساء-137 هؤلاء كم مرة ارتدوا يا سادة .. يعني تريدون دليل أكثر وضوحاً من هذا .. هل كان ارتدادهم الثاني و هم في القبر أجيبوني أرجوكم .
” و َمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ۚ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا ۗ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِين “آل عمران – 144
من ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا و لن يضر إلا نفسه و هو حر و الله يريد قلوب و لا يريد منافقين ” قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ۖ وَمَا أَنَا عَلَيْكُم بِوَكِيل ” يونس-108
ألم أقل لكم أن هناك جهلة خربوا على الناس دينهم و هؤلاء الجهلة اسمهم علماء .. أرجو من المكتبة العامة أن تضيف هذا الكلام للمقال السابق لتكون وثيقة مدعمة بأكبر قدر ممكن من الأدلة .. هناك حديث يقول من بدل دينه فاقتلوه و حديث آخر يعفو الرسول عن مرتدين أليست السنة ..كما تقولون هي وحي من عند الله كالقرآن و الله يقول في كتابه :
” أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرا ” النساء-82
طالما أن السنة هي وحي أيضاً كالقرآن بالتالي لو كانت من عند غير الله لوجدنا فيها اختلافاً كثيرا، و نحن وجدنا اختلافاً كثيرا بين هذه الأحاديث التي تناقض بعضها.. بالتالي و بالقول القاطع هي نصوص مكذوبة على لسان الرسول عليه الصلاة و السلام لتشوه صورته و تبين أنه رجل وحشي إجرامي، و جماعتنا مصرين على الدفاع عن الإجرام و مصرين على تشويه صورة النبي عليه الصلاة والسلام أكثر من الصور الدانماركية المسيئة للنبي ..نبي الرحمة والعدل و الإنسانية. . المسلمون أكثر فئة في الكون رسمت مليون صورة مسيئة للنبي أكثر من كل دول العالم مجتمعة و نقلتها للعالم بجهل منقطع النظير .
ملاحظة أخيرة لسنا من منكرين السنة و لكن نحن ننكر منها ما يخالف القرآن لأن الرسول لم يأت ليخالف كلام ربه بل جاء ليؤيده و يدعمه و سامحوني على لهجتي القاسية و لكن التعليقات القاسية التي يحمل أصحابها بداخلهم نفوس إجرامية بشكل مقزز زوراً و بهتاناً باسم الدين يستحقون هذا التقريع .
و هذه ندخرها عند الله قد ننقذ بها نفساً بريئة، ثم نحاول معه بالحسنى و ليس باستتابة ثلاثة أيام.. ربما نستمر معه أياماً و سنين حتى يعود بقلب صادق و ليس بقلب منافق كما يريد جماعة الاستتابة الجهلة، و من أصر على موقفه و إجرامه، فالكلمة أمانة و هو شريك في الجريمة و لو اشتركت كل البشرية في قتل نفس بريئة لرماهم الله كلهم في النار .. وبعد هذا الكلام فلينظر كل شخص فيكم أين يضع كلمته في حق أو باطل
” مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعا” المائدة-32
ـــــــــــــــــــــــــــ
هذا المقال لا يعبر سوى عن رأي كاتبه، ولا يعبر بالضرورة عن رأي فريق المكتبة العامة