مفاهيم وشخصيات
معلومات ربما لا تعرفها عن الأديب العالمي “إرنست همِنْغواي”
معلومات ربما لا تعرفها عن الأديب العالمي “إرنست همِنْغواي” – ثائر ديب
إرنست همِنْغواي Ernest Hemingway كاتب أمريكي حاز جائزة نوبل للأدب عام 1954، كتب الرواية والقصة القصيرة، وتميز بأسلوبه البرقي المكثف السريع والواضح، المتسم بالسهولة المتعمدة على مستوى المفردة والجملة والفقرة، وبالحوارات الواقعية، والتخفيف من حدة الانفعال. وقد كونت كتاباته وحياته الشخصية مادة غنية للسينما، كما أنها تركت أثراً عميقاً في الكتّاب الأمريكيين في أيامه، كما عُدَّ كثير من أعماله في كلاسيكيات الأدب الأمريكي.
ولد همِنْغواي في أوك بارك Oak Park، في ولاية إلينوي Illinois، وتلقى تعليمه في المدارس المحلية، ثم عمل مراسلاً لصحيفة «كنساس سيتي ستار» Kansas City Star، عمل بعدها سائقاً متطوعاً لسيارة إسعاف في إيطاليا في أثناء الحرب العالمية الأولى. وقد نُقِل بعد ذلك إلى سلاح المشاة الإيطالي وأصيب بجرح بليغ، وعمل بعد الحرب مراسلاً من باريس لصحيفة «ستار» Star الكندية، حيث التقى هناك الكاتبين الأمريكيين المغتربين إزرا باوند[ر] وغِرترود ستاين[ر] اللذين شجّعاه على الكتابة وكان أثرهما فيه عميقاً.
أمضى همِنْغواي مدة طويلة متنقلاً بين كي وِست Key West، في فلوريدا Florida، وإسبانيا وإفريقيا، حيث عمل مراسلاً صحفياً في أثناء الحرب العالمية الثانية، واستقر بعدها بالقرب من هاڤانا Havana في كوبا، إلى أن اضطرته الثورة الكوبية عام 1959 إلى العودة إلى الولايات المتحدة. توفي في بلدة كتشم Ketchum في ولاية إيداهو Idaho، منتحراً ببندقيته بعد سنوات من الاكتئاب.
يعدّ همِنْغواي واحداً من كتّاب ما يُسمى «الجيل الضائع» the lost generation، وهو اصطلاح استخدمته أول مرة غرترود ستاين. ولقد صور في أعماله الأولى حياة نوعين من البشر، يتكون أولهما ممن جردتهم الحرب العالمية الأولى من الإيمان بالقيم الأخلاقية التي كانوا يهتدون بها، فباتوا يعيشون حياةً كلبية cynical لا تبالي بأي شيء سوى حاجاتهم الانفعالية. أما النوع الثاني فيتكون من أشخاص ذوي طبع بسيط وانفعالات بدائية، مثل صيادي الأسماك والطيور ومصارعي الثيران والملاكمين المحترفين، الذين كتب همِنْغواي عن شجاعتهم وتصديهم للظروف المحيطة بهم.
تشتمل أعمال همِنْغواي الباكرة على مجموعات من القصص القصيرة، مثل «ثلاث قصص وعشر قصائد» Three Stories and Ten Poems ت(1923)، و«في زمننا» In Our Timeت(1924)، وهي حكايات تظهر مرحلة شبابه، و«رجال بلا نساء» Men Without Womenت(1927), وفيها قصته «القَتَلَة» The Killers التي اشتهرت بوصفها للمصير المحتوم. وتُعَدّ رواية «الشمس تشرق أيضاً» The Sun Also Rises ت(1926) سبب شهرة همِنْغواي، وهي قصة مجموعة من الأمريكيين والبريطانيين الذين يعيشون في فرنسا وإسبانيا بلا هدف، فيمثلون أفراد «الجيل الضائع» في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الأولى. أما روايته المهمة الثانية فهي «وداعاً للسلاح» A Farewell to Arms ت(1929)، وهي رواية مؤثرة تحكي حكاية حب في إيطاليا أيام الحرب بين أمريكي يعمل في الخدمة الإسعافية الإيطالية وممرضة بريطانية. وقد تبع ذلك مؤلفان غير قصصيين، هما «موت في الظهيرة» Death in the Afternoon ت(1932), وهو مقطوعات نثرية تتناول مصارعة الثيران بصورة أساسية؛ و«تلال أفريقيا الخضراء» The Green Hills of Africa ت(1935), وتدور حول رحلة صيد في إفريقيا.
كان همِنْغواي قد بدأ الكتابة باستكشاف موضوعي اليأس والهزيمة، إلا أنه راح يعبّر في أواخر ثلاثينيات القرن العشرين عن وعي اجتماعي وسياسي؛ ففي روايته «أن تمتلك وأن لا تمتلك» To Have and Have Not ت(1937)، وفي مسرحيته «الطابور الخامس» (التي تُرجمت إلى العربية «العمود الخامس») The Fifth Column ت(1938) يحتفي همِنْغواي بما أظهره الشعب الإسباني في الحرب الأهلية من كرامة ونبل، ويدين بقوة صنوف الظلم. وفي الأقصوصة كتب «ثلوج كِلِمنجارو» The Snows of Kilimanjaro، ضمن المجموعة المسماة «الساعات التسع والأربعون الأولى وقصص أخرى» The First Forty-Nine Hours and Other Stories ت(1938). أما روايته «لمن تقرع الأجراس» For Whom the Bell Tolls ت(1940) فتقوم على خبراته وتجاربه في الحرب الأهلية الإسبانية، حيث يرى الكاتب أن ضياع الحرية في أي مكان ينبغي أن يكون جرس إنذار للعالم كله.
نشر همِنْغواي في عام 1952 روايته «الشيخ والبحر» The Old Man and The Sea وهي رواية بطولية قصيرة عن صياد كوبي عجوز، وقد نال عليها جائزة بوليتزر عام 1953، ووصفها لاحقاً بأنها «شعرٌ كُتِبَ نثراً». أما آخر أعماله المنشورة وهو على قيد الحياة فكان «الأشعار المجموعة» Collected Poems ت(1960).
المصدر: الموسوعة العربية
هذا المقال لا يعبر سوى عن رأي كاتبه، ولا يعبر بالضرورة عن رأي فريق المكتبة العامة