يرتبط اللاشعور عادة بنظريّة التحليل النفسي؛ فهو تسمية أطلقها فرويد على أحد أقسام الجهاز النفسي، وقصد بها مجموع الدوافع والرغبات اللاشعوريّة المكبوتة من طرف ضرب من الرقابة الأخلاقيّة اللاشعوريّة، بيد أنّ هذه الدوافع والرغبات يمكن أن تتسرّب إلى مستوى الحياة الشعوريّة، وتتجلّى في شكل سلوك عادي، مثل النسيان وزلّة اللسان…إلخ أو في الأحلام أو في عدد من الأعراض العصابيّة. وتشكّل الرغبات اللاشعوريّة في اللذّة والموت محور كلّ الانفعالات والخبرات الانفعاليّة، وقد مكّنت أعمال فرويد من استكشاف اللاشعور عن طريق التداعي الحرّ وتأويل الأحلام.
وإن كانت فكرة اللاشعور تجد جذورها في مجالات مختلفة تعود إلى القرن التاسع عشر، من قبيل الفلسفة الألمانيّة، حيث تحدّث شللنغ (1775-1854) وشوبنهاور (1788-1860) ونيتشه (1844-1900) عن “قوّة حيويّة” غير مرئيّة تقود أقدارنا وتدفعنا إلى العمل. وكذلك في مجال علم الأعصاب؛ أي علم النفس المرضي، تمّ الاشتغال على اللاشعور بأشكال مختلفة، مثلما هو الحال في أعمال جون هوغلينغ جاكسون (1835-1911) وأوجين بلولر (1857-1939)..
انظر:
– دورتيه، ج.ف. (2011)، معجم العلوم الإنسانيّة، ترجمة: جورج كتورة، ط2، أبو ظبي- الإمارات العربيّة المتّحدة، بيروت- لبنان: كلمة ومجد المؤسسة الجامعيّة للدراسات والنشر والتوزيع، ص ص 908-910
– صليبا، جميل. (1982)، المعجم الفلسفي، بيروت- لبنان: دار الكتاب اللبناني- مكتبة المدرسة، ج2، ص ص 264-266.