ثقافة وفنون

حكاية الرجل الذي عشق “أم كلثوم” حد الجنون .. عظمة على عظمة يا ست !

“عظمة على عظمة يا ست”.. عبارة اختصرت كل لحظة إبداع نطقت بها السيدة أم كلثوم في حفلاتها وأغنياتها التي لا يزال صداها يتردد حتى يومنا هذا.

وعلى الرغم من أننا نستخدم هذه العبارة في حياتنا اليومية، إلا أنها “ماركة مسجلة” بإسم أحد أعيان مصر، وهو الحاج سعيد الطحان، الذي أخذ شهرته من حفلات كوكب الشرق الفنانة أم كلثوم.

الطحان كان الحاضر الأبرز في جميع حفلات الست سواء داخل وخارج مصر، بالزي المصري الأصيل، الجلباب والسديري والعصا والجبة والقفطان، ويستمتع إلى صوتها في تعجب وانبهار دائم، ويصرخ: “عظمة على عظمة يا ست”!!

العبارة المميزة تحولت إلى مشهد مميز من مسرحية “مدرسة المشاغبين”

امتلك أراضي و مطاحن ومصانع

ألقاب كثيرة أطلِقت على”الطحان”، منها “مهووس أم كلثوم”، “متيم كوكب الشرق”، “مجنون سوما”، فالرجل كان ثرياً يمتلك الكثير من الأعمال ما بين زراعة القطن، والأرز، المطاحن، مصانع منتجات حيوانية، أراض شاسعة من الموالح والخضروات والفواكه وغيرها…لكنه كان يترك كل التزاماته وأعماله عندما يتم الإعلان عن حفل لـ “الست” ويتوجه للإستماع لها أينما كانت!

تبعها في كل مكان

الحفلات التي حضرها “مجنون سوما” كثيرة وليس لها آخر، وكان يحرص على التواجد في الصف الأول. كما أنه كان يصطحب عائلته لحضور حفل أول خميس من كل شهر كان، سواء في باريس أو بنغازي أو أي مكان في العالم.

الطحان كان يطير وراء “الست” لدرجة أن جمهور كوكب الشرق كان يبحث عن هذا الرجل في كل حفل لها، ويسمعون “آهاته” وطلبه منها بتكرار “الكوبليه” قائلاً: “تاني والنبي يا ست ده أنا جايلك من طنطا”.

يجلس في أول مقعد مواجهٍ لسوما

الطحان كان يجلس في الصف الأول بالمقعد المباشر لـ”الست”، يكون أول الحاجزين حتى قبل الإعلان عن الحفل، منذ أن كانت “أم كلثوم” آنسة صغيرة، وكان هو شابا في عام 1935، كان يتصدر جمهورها في كل مكان، وكان يرى أن “أم كلثوم” تخاطب روح مستمعيها وتنفذ إلى أعماقهم.

نسى نفسه وضيع أمواله “عشان الست”

“الطحان”، كان ينسى نفسه أمام صوت “أم كلثوم”، حتى إذا كان أمام الراديو!

في نهاية الأربعينيات، كان في طريقه لأحد البنوك لصرف مجموعة من الشيكات النقدية مستخدما سيارته، وبمروره بجانب “مقهى” سمع صوت “الست” تغني في الراديو “جددت حبك ليه”، فترك السيارة في منتصف الطريق العام، ومعه الشيكات ليستمع إلى الأغنية التي مع انشغاله واستمتاعه بها، ضاع منه شيك بـ”30 جنيها”، وكان مبلغا كبيرا في هذا الوقت، وتم حجز السيارة من جانب ضباط المرور بعد أن وجدوها في منتصف الطريق!

المصدر: يلا فيد

هذا المقال لا يعبر سوى عن رأي كاتبه، ولا يعبر بالضرورة عن رأي فريق المكتبة العامة

Public library

موقع المكتبة العامة يهتم بنشر مقالات وكتب في كافة فروع المعرفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى