هل تعرف قصة الخطة الأمريكية الإسرائيلية لضرب القاهرة بالنووي عام 67 ؟ – بقلم: محمود عبدالوارث
قبل عام 1963 انتهج الرئيس الأمريكي جون كينيدي، سياسة مختلفة عن نظرائه السابقين واللاحقين له، بإصراره على تفتيش مفاعل ديمونة النووي التابع لإسرائيل، حتى وصفه الصهاينة بـ«صديق عبدالناصر»، وتوقف كل شيء باغتياله في نوفمبر بنفس السنة.
وبتولي «ليندون جونسون» زمام الأمور في الولايات المتحدة الأمريكية ألغى لجنة التفتيش على مفاعل ديمونة، آمرًا بمنح إسرائيل كافة الصور التى تحتاجها من الأقمار الصناعية الأمريكية، التى ترصد المواقع المصرية وبالتحديد العسكرية منها.
وحسب المنشور بموقع «المجموعة 73 مؤرخين» كانت هذا القرارات بداية الإعداد لحرب 5 يونيو 1967، إثر سعي الجانبين الإسرائيلي والأمريكي إلى استدراج مصر تحت أى ظرف إلى مهاجمة تل أبيب أولًا، ليكون من المنطقي حينها شن ضربة مضادة.
حينها سرب الجانب الإسرائيلي معلومات للاستخبارات السوفييتية تفيد باستعدادهم لمهاجمة سوريا، مع ظهور عدد كبير من القوات قرب الحدود السورية، وهو ما دفع الجانب المصري للتفكير في شن ضربة استباقية.
في هذه الأثناء علمت السلطات المصرية بتوجه القوات الإسرائيلية نحو الحدود، حسبما أقر أحد الجواسيس من داخل تل أبيب، لكن دون معرفة وجود نوايا بالهجوم على سيناء من عدمه، ونفس الأمر قرب الأراضي السورية.
حينها تركت القوات الدولية منطقة سيناء، ومارست القوات المصرية سلطاتها بتفتيش السفن عند خليج العقبة، مع إغلاق مضيق تيران، ليكون ذلك السبب الأبرز لشن إسرائيل هجومها في 5 يونيو 1967.
وقبل ذلك اليوم قررت القيادة المصرية بدء الهجوم على تل أبيب، إلا أنها تراجعت بعد ورود تفاصيل عملية «أوبيراشن سيانيد» من أحد الجواسيس.
وحسب المذكور بالموقع كانت الخطة هي «تتدخل أمريكا لصالح إسرائيل عبر الأسطول السادس وقواعد حلف الناتو فى البحر المتوسط، والقيام بعملية إنزال بحري واسعة على طول الساحل الشمالي المصري وقصف القاهرة بواحدة أو اثنتين من القنابل النووية، بشرط أن تكون مصر هى البادئة بالهجوم حتى تكون هناك شرعية لتلك الأعمال».
وبعدم توافر حجة للولايات المتحدة للهجوم بدأ الجانب الإسرائيلي في البحث عن حيلة، ووجد ضالته في سفينة التجسس «يو إس إس ليبيرتي» الأمريكية المتواجدة في البحر المتوسط على بُعد 40 ميلًا من منطقة العريش.
بعد 3 أيام من الهجوم الإسرائيلي على سيناء عام 1967 نفذ جيش العدو جرائم قتل جماعي للأسرى المصريين ودفنهم فى الصحراء، وبموجب وجود «يو إس إس ليبيرتي» كان دليل إدانتهم ممثلًا في تلك السفينة، ليصدر أمر بتدميرها.
وبالفعل حلقت دورية استطلاع إسرائيلية فوق السفينة الأمريكية صباح 8 يونيو 1967، قبل أن تشن 3 مقاتلات «ميراج» هجومها على «يو إس إس ليبرتي»، ما خلف 14 قتيلًا على الفور، رغم تلويح طاقمها بعلم الولايات المتحدة.
بعدها رصد القبطان زوارق إسرائيلية تقترب من السفينة، لتطلق 6 طوربيدات نحوها أسفرت عن تفجيرها بشكل كامل، ومع لجوء طاقمها للنجاه في قوارب الإنقاذ أصابتهم النيران الصهيونية أيضًا.
وفي ظل الهجوم نجح أحد أفراد طاقم السفينة في تفعيل جهاز اللاسلكي وإرسال إشارة استغاثة للأسطول السادس الأمريكي، وبالفعل انطلقت مقاتلتان لموقع الحادث، والذي انتهى بعد ساعتين مخلفًا 34 قتيلًا و172 جريحًا.
على الجانب الدبلوماسي كان السفير الأمريكي فى إسرائيل وقت الحادث، واستفسر من مسؤولي تل أبيب إن كان الأمر وقع بالخطأ، إلا أن الصهاينة أنكروا ذلك محملين مصر المسؤولية.
وخلال الهجوم رصدت إحدي سفن التجسس التابعة للبحرية السوفيتية ما حدث، وأبلغت القيادة في موسكو فورًا بالواقعة، وهو ما عملت عليه كذلك غواصة تابعة للجانب المصري حينها.
في تلك الأثناء ابتلع الأمريكان الطعم وصدر القرار بتوجه مقاتلات أمريكية إلى مصر لضرب قنبلتين نوويتين لكل واحدة منها، أما على الجانب المصري فعلم المسؤولون بما سيواجهونه قريبًا، لكن صدر الأمر بعدم اعتراض أي منها حتى لا يحدث الدمار مبكرًا.
وبمرور الوقت أبلغ الجانب السوفيتي مسؤولي واشنطن بحقيقة الأمر، وفي المقابل عادت المقاتلات من حيث أتت بعد إطلاع الأمريكان على ما وقع بالبحر المتوسط.
وفي أعقاب الحادث فُتح تحقيق مشترك بين أمريكا وإسرائيل، اعترفت فيه الأخيرة بهجومها على «يو إس إس ليبرتي» لكن عن طريق الخطأ، وأرجعوا السبب إلى أن القبطان لم يرفع علم الولايات المتحدة عليها، كما ظنوا أن السفينة تابعة للجانب المصري حسب زعمهم، لتنتهي القضية عند ذلك الحد.