الحرب الإعلامية والنفسية على القومية العربية ورائدها مستمرة .. هل رقصت ابنة عبد الناصر مع السفير الإسرائيلي حقاً؟ – يعقوب الأسعد
مرة أخرى، و بعد ما يقارب السبعة وأربعين عاماً على غيابه ، تستمر الحملة الشعواء على الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وتستهدف الإشاعات ويستهدف التشويه كريمته منى بعنوان مريب يبعث إلى الإشمئزاز و إلى اليأس في صدور الممانعين، تناقلته أغلب الصحف والمحطات : “منى عبدالناصر ترقص في حضور السفير الإسرائيلي”.
بداية هذه الإشاعة كانت مع مقطع فيديو نشرته صفحة على فيس بوك بعنوان: “رابطة المصريين في إسرائيل”. يتابع هذه الصفحة ما يقارب العشرين ألف شخص و تهتم بأخبار الجالية المصرية بإسرائيل و أخبار إسرائيل أي أنها منبر التطبيع ما بين مصر والكيان الصهيوني بالتالي ما بين العرب والكيان .في صورة البروفايل أشخاص يحملون علم مصر وصورة الزعيم الراحل عبد الناصر وصورة أخرى لصانعي كامب ديفيد ولأعلام إسرائيل وأميركا ومصر، أما أخبارهم فتحسب أنهم يتحدثون عن فلسطين المحررة لا عن أرض محتلة وأشقاء يرزحون تحت الإحتلال . بالعودة إلى الصور والتناقض الفظيع بين لب الصفحة وبينهما نسأل ما الذي يجمع بين أكثر الزعماء العرب معاداتاً للكيان الصهيوني والذي خاض معها الحروب منذ استلامه الحكم حتى وفاته بحرب إستنزاف طويلة وبين صانعي فك إرتباط مصر بقضية العرب الأولى فلسطين ومن يروج للتطبيع كأنه أمر عادي إعتيادي ؟! أليس التشويه و نسف الرمز والشعار الذي تبناه والذي لم يحافظ عليه في يومنا هذا من العرب إلا سورية وها هي تدفع جزاء ذلك الغالي والرخيص من شبابها وشيباها وأطفالها و إزدهارها وأمنها ورخائها وبنيتها التحتية واقتصادها .
بالعودة إلى الفيديو الذي ارادت هذه الرابطة التشهير من خلاله بعبد الناصر و آل بيته و تشويه القيم والمبادئ الذي تبناها الرجل و الذي وهب حياته لها غير أبه بالعواقب ثابتاً راسخاً على الحق مناصراً لفلسطين وأهلها بكل ما أوتي من قوة، ولكل العرب جامعاً و ملهماً للقومية العربية، يجب الإشارة إلى عدة نقاط بينها موقع العين الإماراتي نلخصها بالتالي :
الشخص الذي قيل أنه السفير الإسرائيلي ما هو إلا نجل منى، أحمد أشرف مروان ، وقد تعمد صانعو ومروجو الفيديو إلى اجتزائه وحذفه كي لا تظهر الحقيقة. إضافةً إلى أن السفير الإسرائيلي لدى القاهرة ديفيد جوفرين رحل عن مصر منذ نحو 7 أشهر، ولم يعد منذ ذلك الحين.
منذ متى أصبح عيباً على الأم أن ترقص فرحاً مع ابنها في حفل زفافه ؟ ألا يستحق الزعيم من جمهور العرب أن يتبينوا الحقيقة قبل كيل الشتائم يميناً وشمالاً ؟ ألا يكفيه هجوم التيارات الدينية وتكفيره وتشويه مسيرته القومية وتكفير منتسبيها ؟ قال تعالى (يا ايها اللذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين).
نعم رحل الزعيم في أيلول العام 1970 ، رحل جسداً و بقي فكراً ، وإن كان الجسد قد دفن فإنه يستحيل دفن الفكر الذي تبناه، فكر دفعت ليبيا ثمنه ودفعه العراق أيضاً وتدفع اليمن وسورية فاتورته في هذه السنوات العجاف. و حيث اننا على يقينٍ أن التشويه لا يطال الإبنة ولا الأب وإنما يطال القوميين والممانعين وأصحاب البوصلة التي لم تحيد ولن تحيد عن القدس وفلسطين نكتب لكم الحقيقة مستذكرين قول مناحيم بيجن رئيس وزراء إسرائيل السابق ونحن على يقين مسبق أن الحملة لن تتوقف طالما أن هنالك عربياً واحداً يرفع البندقية، يقول مناحيم فيه: إن وفاة عبد الناصر، تعني وفاة عدو مر، إنه كان أخطر عدو لإسرائيل. إن إسرائيل لهذا السبب لا تستطيع أن تشارك في الحديث الذي يملأ العالم كله عن ناصر وقدراته وحنكته وزعامته.