مصر ومعجزة نهر الهان (كوريا الجنوبية) – ناهد مختار
هناك العديد من العوامل التنمويه والتى لها دور هام فى تحقيق عملية التنميه الاقتصاديه لاى دوله ,وهذه العوامل تتميز وتتفوق بها جمهورية مصر العربيه اكثر من جمهورية كوريا الجنوبيه ومن ضمن تلك العوامل مساحة الدوله المصريه والتى تصل الى مليون كم2 اما مساحه كوريا الجنوبيه تصل الى 100 ألف كم2 فقط , ايضا توافر الموارد الطبيعيه بمصر وندرتها بكوريا الجنوبيه بالاضافه الي قله مساحة الرقعه الزراعيه بكوريا الجنوبيه نظرا لانها أرض ذات طبيعه جبليه تكثر بها الجبال الوعره والغابات وايضا وكذلك هناك عدد من نقاط التشابه بينهما كالعوامل الاجتماعيه ,التاريخيه ,الحضاريه ,الثقافيه ,وايضا الكثير من العوامل الطبيعيه والمتمثله فى الموقع الجغرافى المتميز,ومن ابرز الاشياء القليله والهامه التى تتفوق بها جهورية كوريا هى الاراده الشعبيه والاصرار لتحقيق التنميه الاقتصاديه ,بالاضافه الى القياده الحكيمه.
وبالرغم من تفوق مصر على كوريا فى الكثير من العوامل الا ان كوريا الجنوبيه استطاعت الخروج من الأزمات الاقتصادية الطاحنه إلى القفزات الاقتصادية الناجحه وتحقيق طفره اقتصاديه هائله واصبحت واحده من النمور الاسيويه خلال ستة عقود ,اما مصر فمازالت دوله ناميه ,ويرجع ذلك كنتيجه لاختلاف السياسات المتبعه والمستخدمه من قبل البلدين والتى ادت بالتالى الى اختلاف فى نتائج التنميه, ومن هنا نجد ان تجربة كوريا الجنوبيه فى عملية التنميه الاقتصاديه بشكل عام والتنميه الصناعيه بشكل خاص تجربه يمكن الاستفاده منها.
فكوريا الجنوبيه على مدى العقود الستة الماضية اى من الستينات وحتى الالفية شهدت تنميه اقتصاديه ملحوظه، حيث ارتفعت من رماد الحرب لتأخذ مركز متقدم على الصعيد العالمي,حيث انها بعد انتهاء الحرب الكوريه والتى استمرت من عام 1950 حتى عام 1953 اصبحت دوله شبه مدمره حيث قامت الحرب بتدمير 80%من محطات توليد الكهرباء ,500 كم2 من الطرق ,40% من الوحدات السكنيه,بالاضافه الى تدمير ربع البنيه التحتيه ,كما دمرت5,46 %من خطوط السكك الحديديه, ودمرت 68% من المصانع,وخسائر بشريه تقدر بمليون شخص من بينهم 400000 قتيل,تراجع الانتاج الصناعى بحوالى 75%,تراجع دخل الفرد الى حوالى 50 دولار سنويا بعد ان كان 80 دولار سنويا, واصبحت كوريا تعيش بعد الحرب على المساعدات الخارجيه,ثم كانت قادره على اعادة توازنها مره اخرى من خلال استخدام العديد من السياسات الحكوميه منها تكوين كيانات اقتصادية اجتماعية قويه تسمى شيبول وهى شركات عملاقه تحتكر أنشطة اقتصادية متنوعة ومتكاملة وتخضع لمخططات الدولة التي تعمل على تحقيق النمو الاقتصادى,فقد وفرت لها السلطات العامة العديد من الحوافز وكان لهذه الكيانات دور هام فى عملية التنميه الاقتصاديه لكوريا,كما تم صياغه سبعة خطط خمسيه كانت اولهما فى عام 1962 واعتمدت على السياسات التصنيعيه للصناعات كثيفة العماله كالملابس والنسيج ,كما كانت لسياسة الاحلال محل الواردات دور هام فى عمليه التنميه الاقتصاديه على المدى الطويل,وفى السبعينات اتجهت الى انتاج الصناعات الثقيله والكيميائيه والالات والمعدات, وفى الثمانينات والتسعينات اتجهت الى انتاج الصناعات ذات التقنيه العاليه والاهتمام بالبحث والتطوير.
تعرضت كوريا لازمه اقتصاديه كبيره عندما حدثت الازمه الماليه الاسيويه عام 1997 ولكنها استعادت توازنها من خلال حزمه من السياسات منها تشجيع الصادرات وتشجيع عملية الاستثمار الاجنبى من خلال العديد من الحوافز المقدمه لشركات الاستثمارالاجنبي.
فى حين واصلت كوريا تقدمها ومسيرتها فى التنميه الى ان وصلت عام 2014 لتكون كوريا دوله متقدمه مع عدد سكان بلغ 50مليون نسمه ومع ناتج محلي اجمالي يتجاو. 1,410 تريليون دولار،ودخل قومي اجمالي للفرد 34620 دولار ,مع احتياطى اجنبى يقدر بنحو363.592 مليار دولار,وحجم صادرات 572,644مليار دولار يقدر وحجم التجارة الإجمالية لكوريا الجنوبيه بنحو 1.08 تريليون دولار وهى الآن واحدة من أكبر 10 اقتصاديات على مستوى العالم من حيث الاحتياطيات الأجنبية والصادرات والتجارة الإجمالية وذلك وفقا لتقارير البنك الدولى لكوريا الجنوبيه فى ديسمبر2014, كما احتلت كوريا الجنوبيه المركز الخامس عالميا كأكثر بيئه مواتيه للقيام بالاعمال التجارية في تقرير البنك الدولي لممارسة انشطة الأعمال لعام 2016.
اذن فمن المسؤول
ــــــــــــــــــــــــــــــ
هذا المقال لا يعبر سوى عن رأي كاتبه، ولا يعبر بالضرورة عن رأي فريق المكتبة العامة